ليس فقط لبنان… “هجوم سيبراني” على أنظمة شركات عالمية
هو سلاح جديد من حرب هذا العصر، إذ بات الذكاء الاصطناعي يحرك كل شيئ ومع تطور التكنولوجيا تتطور أدوات المقرصنين، توازياً مع توجهات مكننة كل شيء (بيوت ذكية، قنابل ذكية، جيش ذكي “ايلون ماسك”)، وتحت هذه المظلة تندرج قرصنة شاشات مطار رفيق الحريري الدولي وخاصة أنها أتت من جيوش غير نظامية، التي باتت أشد فكاً وفعالية من الجيوش النظامية، ولم ولن يكن هذا الهجوم الأول والأخير في عصر التكنوليوجبة لأنه بات السلاح الأقوى والأكثر فعالية على ساحة الصراع.
“هجوم سيبراني” على شاشات المغادرة والوصول بمطار رفيق الحريري
تعرضت شاشات الوصول والمغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي الأحد(7/1/2024) لقرصنة إلكترونية. وتم خلال هذه القرصنة بث رسالة موجهة إلى حزب الله اللبناني تحثه على عدم التسبب في دخول لبنان حربا مع إسرائيل. وكشفت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن الجهات المعنية اتخذت إجراءات لتجنب التأثير على أوقات الرحلات في المطار. يأتي هذا الهجوم في ظل مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب مع إسرائيل مع تواصل القصف اليومي عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
في سياق متصل، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، خلال جولة تفقدية في مطار بيروت ان “الحقائب التي تُنقل إلى الطائرات لا تمر دون تفتيش والتحقيقات مستمرة بخصوص الهجوم السيبراني ويجب أن تصل إلى نتيجة لأنها تتعلق بأمن الطيران والمواطنين والبلد ككل”.
وشدد مولوي على أن ” المطار بحاجة إلي نظام حماية سيبراني من أجل سلامة الطيران المدني والمسافرين”، لافتا الى انه “بناء على تكليف من مدعي عام التمييز وبمساعدة من ضباط الجيش والقوى الأمنية سنستمر بالتحقيقات كي نصل إلى نتيجة لأن سلامة المطار من واجباتنا”.
وقد عادت شاشات المغادرة والوصول في المطار إلى العمل بشكل طبيعي، بعد ظهر الاثنين(8/1/2024)، بعد أن كانت تعرضت لهجوم سيبراني.
موقع “أرشيف الدولة” الإسرائيلي يتعرض لهجوم سيبراني
صرحت إدارة أرشيف الدولة الإسرائيلية الجمعة(8/12/2023) بأن الشركة المضيفة لموقعها تعرضت لهجوم إلكتروني، أسفر عن حذف العديد من المعلومات، وذلك بعد عدة أيام من تدمير إسرائيل الأرشيف المركزي في قطاع غزة.
وقالت الإدارة عبر موقعها الإلكتروني “تعرضت الشركة المضيفة لموقع أرشيف الدولة الإسرائيلي لهجوم إلكتروني”.
وتابعت “لسوء الحظ، أدى الهجوم إلى تعطيل الخدمات التي تمكّن من البحث في الموقع وعرض المواد الأرشيفية”.
بدورها، أفادت القناة 12 العبرية بأن قاعدة بيانات الاستفسارات العامة قد تعرضت للاختراق، وتم حذف العديد من المعلومات من الموقع. وأوضحت أنه “لم تتأثر أي مواد سرية، ولم يتم تسريب أي مواد سرية”.
ونقلت القناة عن أمينة أرشيف الدولة روتي أبراموفيتز قولها “كجزء من الهجوم السيبراني، حدث اختراقان، الأول كان اختراقًا لقاعدة بيانات تحتوي على تفاصيل التحقيقات العامة لأرشيف الدولة، والثاني كان اختراقًا للعديد من المعلومات”.
وأضافت أبراموفيتز أنه وفقا للمعطيات التي لدينا، فقد تم “اختراق المعلومات اعتبارًا من عام 2020 فصاعدا، التي قد تكون الآن في أيدي المهاجم”.
وتابعت “تحتوي قاعدة بيانات المتقدمين لأرشيف الدولة على بعض المعلومات مثل اسم مقدم الطلب، وعنوان البريد الإلكتروني، وأحيانًا رقم الهاتف، وتفاصيل طلب المواد الأرشيفية، وتُقدم هذه المعلومات من قبل المتقدمين إلى الأرشيف، ويتم الاحتفاظ بها لمدة معينة”.
وبينما لم تُحدد إدارة موقع الأرشيف الجهة التي تقف وراء الاختراق، يستهدف مناصرو القضية الفلسطينية مواقع إلكترونية إسرائيلية، سواءً من داخل فلسطين أو من مواقع مختلفة حول العالم.
إسرائيل دمرت “الأرشيف المركزي” بغزة
هدمت إسرائيل “الأرشيف المركزي” في قطاع غزة كجزء من سياستها الحربية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أشار رئيس بلدية مدينة غزة يحيى السراج، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إلى أن “استهداف الأرشيف المركزي يمثل تهديدًا كبيرا للمدينة، حيث يحتوي على آلاف الوثائق التاريخية القيمة للمجتمع، والتي تعود إلى أكثر من 150 عاما”.
“العصفور المفترس” يستهدف محطات الوقود في إيران
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي (9/12/2023) أن مجموعة قراصنة مرتبطة بإسرائيل نفذت هجوما سيبرانيا ضد محطات وقود في إيران.
وذكرت الإذاعة أن المجموعة التي تطلق على نفسها “العصفور المفترس” نشرت جداول ضخمة تحتوي على معلومات عن محطات الوقود التي تم إغلاقها، وتفاصيل نظام الدفع ونظام إدارة محطات الوقود.
وقالت مجموعة القرصنة، في بيانين على تطبيق تليغرام باللغتين الفارسية والإنجليزية، إن “هذا الهجوم الإلكتروني نُفذ بطريقة محكمة لتجنب إلحاق أي ضرر محتمل بخدمات الطوارئ”.
ووفقا للبيان فإن هذا الهجوم يأتي “ردا على اعتداءات من الجمهورية الإسلامية ووكلائها في المنطقة”.
ولفت موقع “تامز أوف إسرائيل” إلى أن بياني مجموعة القرصنة “وجها تحذيرا للمرشد الإيراني علي خامنئي، بأن اللعب بالنار له ثمن”.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن تلك المجموعة أعلنت من قبل مسؤوليتها عن هجمات إلكترونية استهدفت محطات وقود وشبكات سكك حديدية ومصانع للصلب في البلاد.
فلم تكن الأفلام التي نشاهدها هي مجرد تمثيل “وهمي” إنما تجسد حالتنا على أرض الواقع وكل ما يحصل في العالم. فإلى أي مرحلة سنصل من التطور التكنولوجي؟