هوكشتاين يصل إلى بيروت اليوم.. هل يطرح ملف الترسيم البري؟

لبنان 11 كانون الثاني, 2024

يصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اليوم (الخميس) إلى بيروت ، ومن المقرر أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري.

وقد استبق رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، عودة هوكشتاين بإعلانه الاستعداد للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار في الجنوب، والالتزام باتفاقية الهدنة والقرار 1701، في محاولة منه للتراجع عما كان قد أعلنه سابقاً بأنّ قرار السلم والحرب ليس بيد الحكومة، وتمرير رسالة إلى المجتمع الدولي بأنّ  لبنان الرسمي هو مَن يفاوض وأن قرار السلم بيد لبنان، بينما تحتكر إسرائيل قرار الحرب.

الترسيم البري

يقول العارفون إن طبخة الترسيم البري باتت جاهزة تقريباً، ولا ينقصها إلا القرار بإبرام الاتفاق الجديد. لكن هذا الأمر ينتظر وقف دوي المدافع في غزة والجنوب اللبناني. وفي زيارة هوكشتاين للبنان سيتم إنجاز المسوّدات، لتكون جاهزة للحظة المناسبة.
وعلى الأرجح، سيكون الترسيم جزءاً من اتفاق على ترتيبات معينة مشمولة بضوابط أمنية وعسكرية سيلتزمها “الحزب”، من خط الحدود حتى عمق معين داخل الأراضي اللبنانية. وهنا يُطرح السؤال: ما الذي سيدفع “حزب الله” إلى الموافقة على هذه الترتيبات التي يرفضها اليوم في المطلق؟
المتابعون يقولون: يتوقع “الحزب” أن يقوم الأميركيون بمكافأته على الانخراط في اتفاقي الترسيم البحري والبري وعلى توفير الأمن لعملية استخراج الغاز في المتوسط وللمنطقة المحاذية لإسرائيل، فيتمّ الاعتراف رسمياً بدور له داخل خط الليطاني إلى جانب الجيش اللبناني، كمراقب على الأقل.

وتنقل أوساط دبلوماسية مطلعة على بعض تفاصيل الحلول وصفقة التسوية الشاملة في المنطقة، بأن المبادرة الأميركية التي قد يحملها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين المتوقع أن يزور لبنان اليوم، تدعو إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت وقبل الربيع، إذا أمكن، وهو سيقدم المساعدة حيث يجب لاستعجال الانتخاب ما يؤمن الاستقرار والهدوء على جبهة الجنوب، في وقت تسعى واشنطن لوقف العمليات العسكرية في غزة. وقد يكون ملف ترسيم الحدود البرية من خلال حسم النزاع حول النقاط المتنازع عليها وعددها 13 والاتفاق على انسحاب إسرائيل من منطقة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا الملف الأساس الذي سيعمل عليه هوكشتاين مقدمة لتطبيق القرار 1701.

ومن جهته قال النائب أنطوان حبشي في حديث إلى إرم نيوز إن “المفاوضات لحل الخلافات الحدودية تُجرى، وكما جرت أثناء الترسيم البحري، بشكل غير مباشر بين حزب الله وإسرائيل”.
وتساءل حبشي, “ماذا يهمني، اليوم، من تحرك هوكشتاين؟ يمكن أن يكون الترسيم البحري قد فرّط بحقوق الشعب اللبناني، وقد أجرى التفاوض حزب الله مع إسرائيل بغطاء من الدولة اللبنانية”. وختم: “المعيب أن الاتفاقية لم تعرض حتى على مجلس النواب. فمن يضمن أن الترسيم البري ليست له أثمان أخرى؟”.

بري: حدود لبنان معروفة

رداً على سؤال حول ما يطرح من حلول لجبهة الجنوب، قال الرئيس نبيه بري لصحيفة “الجمهورية”: “لا كلام لا عن تحديد ولا عن ترسيم جديد، فحدود لبنان الدولية معروفة ومحددة منذ العام 1923، لدينا القرار 1701، نحن متمسكون به وملتزمون بتطبيقه، والمطلوب هو أن يلزموا اسرائيل بتطبيقه”.

لوقف الحرب في غزة أولاً

وقبيل وصول هوكشتاين ، كشف وسيط سابق بين الأميركيين والحزب أن تشدد الحزب في الملف قطع الطريق على أي “حلحلة ممكنة”. وقال الوسيط لـ “الشرق الأوسط” إن الأميركيين بعثوا إلى الحزب عبره بمجموعة أسئلة، أبرزها ثلاثة أسئلة لم يجب عنها الحزب، أولها كان في بداية المعركة في غزة ويدور السؤال حول موقفه من مشاركة الولايات المتحدة في الحرب إذا ما تطورت، وثانيها في وقت لاحق عن سبب عدم منعه لأطراف أخرى من المشاركة في الهجمات على إسرائيل، وتحديداً حركة “حماس” وفصائل لبنانية أخرى، أما ثالث الأسئلة، فكان عن الثمن الذي يطلبه لوقف مشاركته في الحرب. وبقيت الأسئلة جميعها من غير جواب من الحزب الذي اكتفى مسؤولوه بترداد لازمة “تعالوا بعد نهاية الحرب في غزة”.

كما لفتت مصادر مواكبة للإتصالات الخارجية في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ مساعي الموفد الأميركي ما زالت تصطدم بشروط إسرائيل التي تصرّ على انسحاب حزب الله إلى منطقة شمال الليطاني، وإبقاء المنطقة الحدودية في عهدة الجيش اللّبناني وقوات اليونيفيل، في حين يرفض الحزب الخضوع للإبتزاز.
وأشارت المصادر إلى أنَّ الحزب ليس بصدد التفاوض على أي نقطة قبل أن تنهي إسرائيل حربها على غزة، لكن الطرفان يحرصان من حيث المبدأ على عدم انزلاق الأمور نحو حرب موسعة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us