وضع طريق ضهر البيدر كارثي.. والحلول ترقيعية!
بات من الخطر المرور عبر طريق ضهر البيدر في ظل استمرار انزلاق التربة وانهيار الصخور، في حين لم تححرّك وزارة الأشغال إلى اليوم، إذ أعطت التوجيهات لمعالجة طارئة للطريق ولكنها مؤقّتة وترقيعية، ليبقى التخوف من ان يساهم الطقس الماطر خلال الايام المقبلة الى مزيد من الانهيارات، التي ستؤدي حكماً الى اقفال الطريق وتداعي الجدران الداعم من جديد.
وبعدما انزلقت التربة والصخور خلال العاصفة التي ضربت البلاد منذ أسبوع، إنهار جزء آخر من حائط الدعم الذي ذكر أنه مشيّد منذ عهد الإنتداب الفرنسي، في وقت لم تباشر فيه وزارة الأشغال بأي إجراء لتدعيم الجزء الأول المتصدّع من دعائم الطريق.
جرّاء ذلك، كتب وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة على منصة “أكس”، اليوم: “التوجيهات اعطيت فوراً للبدء بالمعالجة الطارئة – ولو الموقتة – للانزلاق الذي حصل أخيراً لحائط الدعم المحاذي لطريق ضهر البيدر الدولية. كل الامكانات المتاحة حالياً لدى الوزارة، ستبقى مسخرة للحفاظ على السلامة العامة والمرورية، ولكننا نذكر مجدداً بأن هذه الإجراءات هي موقتة، فالحلول الجذرية أصبح طريقها معلوماً. كل الأنظار اليوم متوجهة الى الاعتماد المرصود لبند صيانة الطرقات في موازنة الوزارة والمراد اقراره في مجلس النواب”.
ومنذ يومين، كان قد حضر، فريق من مكتب استشاريّ هندسيّ، وآخر من وزارة الأشغال، على رأسهم مستشار لوزير الأشغال، عاينوا الموقع المذكور قبل أن ينتقلوا إلى موقع الانهيار الذي سبق وحصل الأحد الفائت على مقربة من جسر النملية.
وكان مجلس الوزراء قد وافق على تكليف وزاره الأشغال أحد المكاتب الاستشارية بإعداد دراسة في العام 2019، بحيث تبيّن أنّ المبلغ المطلوب لتأهيل طريق بيروت ضهر البيدر هو 20 مليون دولار، ولكنها لم تنفّذ، والعجز المالي من حينه كان ولا يزال هو العائق. ما كان محدداً بالنسبة للمبلغ المطلوب في تلك الدراسة للطريق المذكور أعلاه، قد أصبح لا يفي بالغرض مطلقاً مع تتالي وتوسّع الانهيارات عليها، مبلغ الـ 60 مليون دولار المرصود لبند صيانة الطرقات في موازنة العام 2024، والذي لم يقرّ لغاية الآن، لا يمثل 20 في المئة ممّا هو مطلوب على مستوى الصيانة لها. التدخّل والمعالجة الحاصلة لوزارة الأشغال العامة والنقل على هذه الطريق الدولية، لا يمكنها أن تكون الحلّ النهائيّ، نظراً لأنّ ما هو مطلوب فعله بشكل جذريّ لا يمكن القيام به من دون توفّر المال الكافي لدى الوزارة.
وزير الصناعة: النتيجة طبيعية
في السياق، قال وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان في حديث إذاعي: “المشكلة في الطرقات أنّها منذ فترة طويلة تعاني من الإهمال وعدم الصيانة وبالتالي النتيجة طبيعية لذلك”.
وأضاف بوشكيان: “هناك تشقّق ثالث على طريق ضهر البيدر وتم اتخاذ إجراء موقّت ولكنه جيّد على طريق ترشيش لكن هذه الطريق ستغلق مع تساقط الثلوج”.
وختم: “الدولة تريد أن تجبي الضرائب من الناس كما يحدث في كل دول العالم وبالتالي إذا أراد المواطن أن تدعمه الدولة عليه أن يدفع ضرائبه”.
مصلحة الابحاث تحذر
في سياق متصل، حذرت مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الى انه في ظل الامطار التي تهطل حالياً على ارتفاع ١٦٠٠ متر وما دون مما يؤدي الى تشكل السيول، وفي ظل تشبع التربة في الجبال والتربة تحت الطرقات بالمياه وحتى وصول درجات الحرارة المنخفضة أوائل الاسبوع المقبل بحيث تتحول المتساقطات الى ثلوج على ارتفاع ١٢٠٠ متر، وفي ظل مرور السيارات والشاحنات على الطرقات المختلفة مثل ضهر البيدر وترشيش وفي ظل غياب الصيانة منذ سنوات فإن هذه الطرقات مهددة بمزيد من الانزلاقات ان كان من التربة عن الطرفين أو انزلاق التربة تحت الطرقات مما يشكل خطراً على جميع السيارات والشاحنات.
ودعت المصلحة الاجهزة المعنية وقوى الامن متابعة الموضوع حتى لو اضطروا الى منع السير عليها.
مواضيع ذات صلة :
معالجة طارئة لطريق ضهر البيدر.. ولكن مؤقّتة! | لتوخي الحذر على طريق ضهر البيدر! |