السعودية على تمسّكها الثّابت بالخيار الثالث
تحركت الدبلوماسية السعودية باتّجاه إرساء الخيار الثالث واستكشاف إمكان وضع هذا الخيار على الطاولة، لكنّ الواضح أنّ الخيار الإيراني ما زال في وادٍ آخر، وهو ما يُؤمل أن يتغيّر إذا ما دخلت غزة في مرحلة الهدنة والتهدئة
كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:
لم يكن من قبيل الصدفة، أن يقوم الرئيس نبيه بري باسمه وباسم حزب الله، بإفشال مسعى الدول الخمس، فالقرار لدى حزب الله التمسك الدائم بترشيح رئيس المردة سليمان فرنجية، وما لبث بري بعد هذا التفشيل أن حاول التشويش على موقف الدول الخمس، بالقول أن ليس لديها فيتو على أي مرشح، في حين أن الدول الخمس تؤيد انتخاب العماد جوزيف عون كخيار محايد، وترفض السير بانتخاب فرنجية.
تحركت الدبلوماسية السعودية، التي باتت تشكل دينامو مجموعة الخمس، باتجاه إرساء الخيار الثالث، واستكشاف إمكان وضع هذا الخيار على الطاولة، لكن الواضح أنّ الخيار الإيراني ما زال في وادٍ آخر، وهو ما يؤمل أن يتغير إذا ما دخلت غزة في مرحلة الهدنة والتهدئة.
ترتكز الثوابت السعودية في التعامل مع الملف اللبناني، على مبادئ لم تتغير ولا يبدو أنها ستتغير:
أولاً: لا تريد السعودية انتخاب رئيس حليف لها، بل تؤيد خيار المرشح المقبول من الجميع، أي أن لا يكون تابعاً لأي فريق، داخلي أو إقليمي، أي بوضوح أن لا يكون تابعاً لها ولا محسوباً على إيران، وفي مواصفات الأسماء، اختيار يمكن أن يحظى بقبول الجميع.
ثانياً: تؤيد السعودية رئيساً قادراً على القيام بورشة إصلاح، على أن يترافق ذلك مع رئيس حكومة وحكومة تتشكل بالمواصفات نفسها، والأفضل أن يتفق اللبنانيون على سلة كاملة، تشمل انتخاب الرئيس، واختيار رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة، كي يكون ذلك المدخل إلى الإنقاذ.
ثالثاً: لا تريد السعودية أن تسجل نقاط على إيران في الملف اللبناني أو ملف المنطقة، فهي تعتبر أنها في موقع خارج عن الاشتباك الحاصل في المنطقة بين أيران وأميركا، وذلك انسجاماً منها مع اتفاق بكين، الذي بموجبه تم الاتفاق على إدارة العلاقة الإيرانية السعودية، بما يمكن أن يفتح صفحة جديدة في المنطقة، وهناك اعتقاد لدى دوائر القرار السعودي، بأن اتفاق بكين يمكن أن يساعد في التفاهم على حلحلة ملفات في المنطقة، منها الملف اللبناني.
رابعاً: هناك اعتقاد لدى دوائر القرار السعودي، بأنه وفي حال النجاح في الوصول إلى وقف الحرب في غزة ولو لأسابيع، فذلك سيشكل فرصة لإحداث اختراق في الملف اللبناني، يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة، وتالياً تحريك المسار السياسي.
الأهم في كل هذه المعطيات، أن المملكة ستكون على استعداد لمساعدة لبنان اقتصادياً، إذا ما نجحت البداية المتمثلة بانتخاب الرئيس القادر على البدء بالإصلاح، وهذه المساعدة ستكون عنوان العودة السعودية إلى لبنان من الباب الواسع.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |