“أسبوع استثنائي” لمواكبة “الحدث الحريري”.. تحضيراتٌ ولقاءات وترقّب “لقرار ما”!
تنشغل الساحة السياسية المحلية هذا الأسبوع بإحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، التي سيشارك فيها الرئيس سعد الحريري، الذي توجّهت الأنظار نحوه مع وصوله إلى بيروت أمس، في ظلّ ظروف استثنائية يعيشها لبنان على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية، على وقع اشتعال جبهة الجنوب اللبناني.
فقرابة الثامنة من مساء أمس، وصل الرئيس سعد الحريري إلى بيروت من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أعلن مكتبه الإعلامي أنّه استقر في “بيت الوسط”، تحضيرًا لإطلالته في الذكرى الـ 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005.
وسيمضي الحريري أيامًا عدة في لبنان، حيث انهمكت أوساطه في التحضير للقاءات التي سيجريها قبل الذكرى بعد غد الأربعاء، وستشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، فضلًا عن كوادر “تيار المستقبل”.
في وقت أفادت معلومات لصحيفة “نداء الوطن” بأن بري يسعى إلى جمع الحريري بزعيم “الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط.
فيما اعتبرت أوساط ميقاتي أن عودة الحريري إلى بيروت مفيدة لها، استنادًا إلى العلاقات المتينة التي تجمعهما، والتي لم تنقطع بعد قرار رئيس “المستقبل” اعتزال العمل السياسي عام 2022.
كما أشارت المعلومات إلى أن الحريري تلقى دعوة لزيارة موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذه الدعوة قيد التحضير لدرس توقيت تلبيتها.
في هذا الإطار، أشارت صحيفة “النهار” إلى أنّ وصول الحريري كان إيذانًا بالأسبوع الاستثنائي، إذ منذ البارحة بدأ العد العكسي لترقب وصوله باعتبار أن عودته لتقدم المشاركين في إحياء ذكرى والده، تشكل هذه السنة حدثًا أكثر من اعتيادي، نظرًا إلى الاستعدادات الواسعة التي أطلقها “تيار المستقبل” وأنصاره، ويتولى تنفيذها في سائر المناطق اللبنانية لحشد كبير عند ضريح الرئيس الشهيد ورفاقه في وسط بيروت الأربعاء.
“النهار” أوضحت أنّ “الحشد يتجاوز الذكرى الكبيرة بذاتها لمناداة زعيم التيار، الرئيس سعد الحريري وحضّه على إنهاء قرار تعليق العمل السياسي الذي اتخذه والتزمه قبل عامين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه هذا الأسبوع، أقله في الأيام الثلاثة المقبلة الفاصلة عن يوم الذكرى، يفترض أن يطغى عليه الحدث الحريري، وترقب ما سيكون وما سيتبين من عودة سعد الحريري التي سبقها كمّ ضخم من التقديرات والتوقعات والتفسيرات والاجتهادات، فيما الدقة الموضوعية تقتضي القول إن كل ذلك سيبقى رهن القرار الذي يملكه الحريري وحده وما إذا كان يتجه إلى إعلان شيء ما.
وفي معلومات “النهار” أن عدد المراجعين والمتصلين من السياسيين لحجز مواعيد مع الرئيس الحريري، شكّل بذاته مؤشرًا مهمًا للغاية حيال الظروف السياسية والشعبية التي تحوط عودته هذه السنة، بحيث ستطلق محطة الرابع عشر من شباط الرسائل الداخلية والخارجية في كل الاتجاهات حيال حالة شبه إجماعية تتمسك بعودة الحريري إلى الحياة الوطنية والسياسية من أبوابها العريضة.
في السياق نفسه، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” أن المواقف السياسية المحلية تتركز على ذكرى الرابع عشر من شباط.
وأكدت أنّ الأنظار تتجه إلى كلمة الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده، وما يمكن أن تتضمن من إشارات حول الواقع السياسي الراهن.
ومع عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، توالت المواقف المرحّبة به، من شخصيات تنتمي إلى مختلف الجهات السياسية، حيث أعلن النائب آلان عون في حديث لـ “وهلق شو” عبر “الجديد”، أنّ موقف التيار الوطني الحر يدعم عودة الرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية، مشيرًا إلى أنّه على تواصل دائم مع الحريري و”رح شوفه”.
أما الوزير السابق علي حسن خليل، فاعتبر عبر “الجديد”، أنّ “اللبنانيين يفتقدون شخصية مركزية كالرئيس سعد الحريري، وفهمه العميق لدور طائفته، والرئيس بري يرحّب بأي لحظة بعودته”.
وأضاف حسن خليل قائلًا: الرئيس بري فقد شريكًا بغياب الحريري وهو يشكل إضافة للبلد.
فيما أشار الوزير السابق مروان حمادة، إلى أنّ الرئيس سعد الحريري بـ “بيته” وهو “منا ولنا”، مضيفًا: “نحن بحاجة إلك”، وأكد أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي لم يغب مرة عن ذكرى 14 شباط، ولا مانع لدينا من لقاء الرئيس الحريري.
بدوره، رحّب الوزير السابق ملحم رياشي في حديث لـ “وهلق شو”، بعودة الرئيس سعد الحريري، مشيرًا إلى أنّه شخصية وطنية جامعة لكل اللبنانيين ويملك بعدًا وطنيًا.
وتابع: المشاركة بذكرى 14 شباط “أكيدة” ولكن شكل الوفد سننظر به في اجتماع التكتل غدًا، ولا مانع من لقاء رئيس حزب القوات سمير جعجع والرئيس سعد الحريري.
وقال النائب السابق فارس سعيد لـ “وهلق شو” عبر “الجديد”، أنّ الرئيس الحريري “إجا على بيته وكلنا ناطرينه”، قائلًا: “لا أتصور أن عودة الرئيس الحريري قد تُغير الأوضاع وهناك تعمد لضرب الفعالية السنية في المنطقة”.
من جانبه، أشار مستشار الرئيس سعد الحريري نديم المنلا، عبر “الجديد”، إلى أنّ “جمهور تيار المستقبل دائمًا يقول للرئيس الحريري بأنه “مؤتمن” على المبادئ التي أرساها والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويدعونه للعودة إلى الحياة السياسية لنقل البلد إلى وضع أفضل”، وتوجّه له بالقول: “البلد بلاك مش ماشي”.
المنلا قال: “لا كلمة سياسية للرئيس سعد الحريري على الضريح ولكن “البيت مفتوح” وسيكون هناك زيارات مكثفة وسيُجري مروحة واسعة من اللقاءات وبعدها سيُقيّم الوضع”.
مواضيع ذات صلة :
الحريري “غادر”.. فمتى يأتي “الوقت الحلو”؟ | 14 شباط 2005.. منعطف شعبي بين مد وجزر | 14 شباط 2024.. هل تنهض الحريرية من سباتها؟ |