14 شباط 2024.. هل تنهض الحريرية من سباتها؟
تختلف ذكرى 14 شباط 2024، عن العامين السابقين، فالحشد الشعبي الذي سعى إليه تيار المستقبل لتحويل هذا اليوم إلى يوم جماهيري يحمل دلالات، أبرزها القول إنّ الحريرية السياسية بشخص الرئيس سعد الحريري باقية، ولم تفقد حاضنتها.
إلى ذلك فإنّ المناطق الدائرة في كنف تيار المستقبل ولا سيما شمال لبنان كانت في الأيام الماضية أشبه بخلية نحل، إذ جهزت الباصات كي تنقل الوفود إلى وسط بيروت للمشاركة في المناسبة.
على المقلب السياسي، فإنّ الحريري الذي جاء قبل الذكرى بعدة أيام، أعطى مؤشرات على أنّ العودة للساحة السياسية باتت قريبة.
ومن مفارقات هذا العام أيضاً أنّ زعيم المستقبل لن يغادر فوراً كما جرت العادة في العامين السابقين، كذلك الوفود التي زارت بيت الوسط كانت بمثابة رسالة بأنّ هذا البيت السياسي لم ينتهِ، وإنّما كان هناك مرحلة أشبه بـ”استراحة محارب”، لا أكثر ولا أقل.
كما كان لافتاً أيضاً مواكبة صفحات الحريري عبر مواقع التواصل لكل تحركاته، فكانت صور الاستقبالات تنشر لحظة بلحظة.
وفي السياق نفسه ، لا يمكن قراءة حملة “تعوا ننزل ليرجع” التي ملأت مواقع التواصل إلاّ في سياق التأكيد على الشعبية التي يمتلكها الحريري وأنّه الزعيم الوحيد القادر على تمثيل السنة في لبنان.
في المقابل، كانت عبارة الرئيس نجيب ميقاتي التي توّجه بها للحريري أمام الإعلام خير دلالة على أنّ العزوف السياسي شارف على النهاية، فهو لن يقول عن عبث “السراي بيتو.. هو بيستقبلنا”.
وفي متابعة لهذه التطورات السياسية، أشارت “الراي الكويتية”، إلى أنّ “عودة الحريري مرتبطة بتبلْور المَشْهد الجديد في المنطقة والتسوية المرتقبة ولو بعد حين”.
ونقلت عن مصادر متابعة تأكيدها أنّ زيارة الحريري لدار الفتوى لها طابع خاص، ألا وهو تكريس الغطاء من المرجعية الروحية للمكوّن السني لعودة الحريري إلى صلب الحياة السياسية كزعيمٍ.
فيما أشارت تقارير إلى أن مفتي الجمهورية خاطبه بـ”لا وريث لسعد الحريري إلا سعد الحريري، كنا معك وسنبقى”.
كذلك أفادتْ بعض الأجواء بأن السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون حضّتْ الحريري على الانخراط مجدداً في المشهد السياسي في ضوء التسويات الآتية على المنطقة، وكذلك فعل السفير الروسي ألكسندر روداكوف الذي أكد دوره في عملية النهوض بلبنان.
كل هذه المعطيات رهن الساعات المقبلة، فما سيدلي به الحريري أو ما سيسربه للصحافيين هو ما سيؤكد إن كانت العودة قريبة أم مؤجلة؟
مواضيع ذات صلة :
الحريري “غادر”.. فمتى يأتي “الوقت الحلو”؟ | 14 شباط 2005.. منعطف شعبي بين مد وجزر | الحريري من السراي: “منشوفكم بـ 14 شباط” |