المشهد اليوم: الحريري “عائد”.. ونصر الله يجرّنا إلى حرب
في الشكل العام، نحن أمام لبنانين لا لبنان واحداً. فبينما تضجّ ساحة الشهداء بالوفود للمشاركة في الذكرى الـ19 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وللمطالبة بعودة الرئيس سعد الحريري عن عزوفه السياسي، ها هو الجنوب اللبناني في مكان مختلف، فالجبهة هناك مشتعلة، ومعالم الحرب باتت أقرب من أيّ وقت مضى.
وفي جديد الوضع جنوب لبنان، أطلق حزب الله دفعة من الصواريخ على منطقة الجليل والداخل الإسرائيلي.
وأعلنت “القناة 14” الإسرائيلية عن “سقوط قتلى نتيجة إصابة مباشرة في أحد المباني في صفد”، فيما أشار الإسعاف الإسرائيلي إلى “سقوط جرحى إثر قصف على مدينة صفد”.
هذه التطوّرات دفعت بوزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير إلى مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعقد اجتماع عاجل، معتبراً أن “القصف من لبنان ليس ضربات متقطّعة بل هو حرب فعليّة”.
فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ “مجلس الحرب يبحث كيفية الرد على القصف العنيف الذي شنه “حزب الله” على إسرائيل”.
ما نشهده جنوباً ليس مستغرباً فوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، اعتبر أنّ أمن لبنان من أمن إيران.
أما أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله فأكّد في خطابه أمس على أنه “عندما يقف العدوان على غزة سيقف إطلاق النار في الجنوب وعندما يقف إطلاق النار في غزة ويقوم العدو بأيّ عمل سنعود للعمل على القواعد والمعادلات التي كانت قائمة، فالمقاومة عملها ردع العدو وستكون ردودنا متناسبة”.
وتابع:”من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك ومن يتصور أنّ المقاومة في لبنان تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك هو مشتبه ومخطئ تماماً، ويبني على حسابات خاطئة”.
وختم: “على وزير الأمن الإسرائيلي أن يدرك أنه إذا شن حرباً علينا، فإنه سيكون لديه مليونا نازح من الشمال وليس مئة ألف”.
التصريحات الإيرانية و”الحزبية” تضع لبنان في دوامة الحرب، وهو ما يتعارض مع أيّ تسوية مرتقبة، علماً أنّ عودة الحريري إن تحققت فهي لن تأتي إلّا في سياق تسوية شاملة تتضح بها كل النقاط.
فهل سيتراجع الحزب جنوباً ويجلس على طاولة التسوية؟
إجابة هذا السؤال رهن المحادثات الخارجية، إذ ما من طرف يريد أن يتحوّل لبنان إلى ساحة إيرانية “محروقة” كما أنّ الفراغ السنّي سمح بتمدّد ما يسمى بـ”سرايا المقاومة”، وهذا ما يزيد من هيمنة الحزب.
إذاً، لا حلّ في لبنان إلّا بوضع إطار جديد “يلبنن” الحزب، ويتيح للحريري عودة فاعلة، تحول دون تكرار أخطاء الماضي.
مواضيع ذات صلة :
إغتيال صهر نصرالله في دمشق | نصر الله.. و”درب الشهادة”! | سليمة ولا تظهر عليها جروح.. إنتشال جثة السيد نصرالله |