لبنان في مأزق أمني.. الحرب قائمة والهواتف تخترق بـ”3 طرق”
لا تزال جبهة لبنان الجنوبية “محتدمة”، مع عبء الردّ بعد “المجزرة” التي استهدفت عائلة مدنية في النبطية.
هذه المجزرة لم تدفع الحزب إلى التراجع، ولم يلحظ أمينه السيد حسن نصرالله ونواب الكتلة البرلمانية التابعة له، أنّهم يجرون لبنان إلى حرب لا ناقة للبنايين بها ولا جمل، بل على العكس خرج علينا بخطاب تصعيدي آخر، فهو وإن لم يعلن الحرب المفتوحة إلاّ أنّه أكّد على استمرار الجبهة لدعم غزة، وعلى الردّ المناسب على ما حصل في النبطية.
في السياق نفسه افادت “الوكالة الوطنية للإعلام، أن “الجيش الإسرائيلي أطلق فجر اليوم نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه جبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي”.
وأشارت إلى أنّه “طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، أطلق الجيش الاسرائيلي القنابل المضيئة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل وبكثافة، فيما استمر الطيران الاستطلاعي بالتحليق فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق في القطاعين الغربي والاوسط”.
وتابعت، “شهدت سماء الجنوب تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في ساعات الصباح الاولى”.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد حلّق أيضاً يوم أمس على علو منخفض في أجواء مدينة بيروت.
في سياق آخر، استحوذ الهاتف الخلوي على الاهتمام بعدما وصفه نصرالله بـ”العميل”، مطالباً عناصر الحزب وسكان منطقة الجنوب إلى التخلّي عن هواتفهم الخلوية، لقطع الطريق على اختراقات الجيش الاسرائيلي الأمنية.
وللوقوف عند تفاصيل هذا الأمر، أشار الخبير في علم الاتصالات والـ”سوشيال ميديا” عمر قصقص، لـ”الشرق الأوسط” إلى أنّ إسرائيل “باتت تملك سيطرة شبه كاملة على شبكات الهاتف اللبنانية”.
وأوضح أنّ اختراقها لخطوط الهاتف يحصل عبر ثلاث جهات:
الأولى من خلال الهجوم بواسطة البرامج الضارّة (فايرس) التي تخترق الهواتف المستهدفة، سواء برسالة نصيّة أو عبر خدمة الـ(واتساب)، وعندما يخرق الجهاز تصبح لدى إسرائيل القدرة على الدخول إلى المكالمات والرسائل النصيّة، والصور وتحديد الموقع الجغرافي للجهاز، إضافة إلى قدرتها في التنصت على المكالمات.
الثانية تأتي عبر المكالمات الهاتفية، إذ إنه بمجرّد أن يرد حامل الجهاز على الاتصال الوارد، يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يحدد موقعه الجغرافي ويهاجمه.
أما الثالثة وهي الأخطر، فتتمثل بالثغرات الموجودة في شبكات الهاتف وخصوصاً محطات الإرسال، وهذا أكثر ما تعمل عليه إسرائيل عبر اختراق محطة الإرسال، من خلال امتلاكها تكنولوجيا متطورة جداً، وعندما تخترق إسرائيل أبراج الإرسال، تدخل من خلالها على خطوط الأشخاص المستهدفين، فتراقب محتوى الهاتف والبيانات المستخدمة وتتحكم فيها بسهولة مطلقة.
أما فيما يتعلّق بشبكة الـ”واي فاي” فشدّد عمر قصقص على أنّ “اختراقها سهل فههذ الشبكات ليست آمنة، ولبنان يستخدم تكنولوجيا قديمة معتمدة منذ عام 2010 ونحن الآن في عام 2024، إذ لا يوجد لدى الدولة استثمار لمواكبة التطور التكنولوجي في عالم الاتصالات والإنترنت”.
وفيما يتعلّق بمراقبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فيشدد على أن إسرائيل “لديها قدرة الدخول مباشرة من كل وسائل التواصل الاجتماعي وتتمكن من خرق أي (بروفايل) لتراقب التعليقات وإشارات الإعجاب وقبول الصداقة وغيرها، وحتى لو لم تكن التكنولوجيا متوافرة، يستطيع أصغر مقرصن أن يخترقه”.
في كلّ هذه التطورات هل الحرب المفتوحة وشيكة؟
للإجابة على هذا السؤال، أكّدت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنّه” لم يعد في الامكان الحديث عن وقائع ميدانية مضبوطة على الساحة الجنوبية من الآن وصاعدا طالما أن طرفي النزاع ذهبا إلى رفع السقوف وواصلا التصعيد، على أن تهديد الجيش الإسرائيلي الدولة يطرح هواجس عن إمكانية تنفيذه هذا التهديد وإعداد خطط في هذا المجال مع العلم أن لا شيء واضحاً”.
ولفتت المصادر إلى أنّ “جبهة الجنوب وبناء على ما تقدم لن تهدأ في الوقت الذي لم تظهر فيه صورة حاسمة بشأن المساعي الديبلوماسية للتهدئة”.
مواضيع ذات صلة :
أضرار كبيرة في كنيسة بالنبطية! | غارات مكثّفة على قرى وبلدات النبطيّة | عصابات تستغلّ الحرب في النبطيّة |