القتال ونقص الوقود يخرجان ثاني أكبر مستشفى في غزة عن الخدمة
قال مسؤولون محليون بقطاع الصحة ومسؤولون بالأمم المتحدة إن القتال ونقص الوقود والغارات الإسرائيلية تسببوا في خروج ثاني أكبر مستشفى في قطاع #غزة عن الخدمة تماما، اليوم الأحد، وذلك في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع الفلسطيني المدمر.
وقال مسؤولو الصحة إن مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع لا يزال يؤوي عشرات المرضى الذين يعانون من إصابات ناجمة عن الحرب ومن الأزمة الصحية المتفاقمة في غزة لكن لا توجد كهرباء ولا يوجد عدد كاف من افراد الأطقم الطبية لعلاجهم جميعا.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة لرويترز إن المستشفى “خرج عن الخدمة”.
وأضاف القدرة أن هناك أربعة أطقم طبية فقط تتولى رعاية المرضى داخل مستشفى ناصر. وتتألف هذه الأطقم الأربعة من 25 موظفا.
وقال القدرة إن إمدادات المياه إلى المستشفى توقفت بسبب توقف مولدات الكهرباء عن العمل منذ ثلاثة أيام، كما أن مياه الصرف الصحي تغمر غرف الطوارئ، وليس لدى الأطقم الطبية المتبقية أي وسيلة لعلاج مرضى العناية المركزة.
وأضاف أن نقص إمدادات الأكسجين نتيجة لانقطاع الكهرباء أيضا تسبب في وفاة سبعة مرضى على الأقل.
وتشكل مستشفيات غزة محورا مهما في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس التي تدير القطاع المحاصر.
وخرج معظمهما عن العمل بسبب القتال ونقص الوقود مما ترك 2.3 مليونا نسمة دون رعاية صحية مناسبة.
وداهمت إسرائيل منشآت طبية بدعوى أن حماس تحتفظ بالأسلحة والرهائن في المستشفيات. وتنفي حماس ذلك. ويقول المجتمع الدولي إنه يجب توفير الحماية للمستشفيات المحمية بموجب القانون الدولي.
وحثت منظمة الصحة العالمية إسرائيل على السماح لموظفيها بالوصول إلى المستشفى حيث قالت إن الحصار والغارات التي تشنها القوات الإسرائيلية منذ أسبوع بحثا عن مقاتلي حماس منعتهم من مساعدة المرضى.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي “أمس وأول أمس، لم يُسمح لفريق منظمة الصحة العالمية بدخول المستشفى لتقييم ظروف المرضى والاحتياجات الطبية الحرجة، على الرغم من وصوله إلى مجمع المستشفى لتوصيل الوقود”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة تعمل في مستشفى ناصر وفي محيطة، وإن جنوده قتلوا عشرات المسلحين الفلسطينيين واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة في القتال بأنحاء غزة خلال اليوم السابق.
وقال الجيش إنه يبحث عن مسلحين في مستشفى ناصر واعتقل ما لا يقل عن 100 مشتبه به في المبنى وقتل مسلحين بالقرب من المستشفى وعثر على أسلحة بداخله.
الضربات تقتل نازحين في رفح
وتسبب الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي في تدمير جزء كبير من قطاع غزة وأجبر جميع سكان القطاع تقريبا على النزوح. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن 28985 شخصا، معظمهم من المدنيين، قتلوا.
وبدأت الحرب عندما أرسلت حماس مقاتلين إلى إسرائيل في السابع من تشرين الأول، في هجوم قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 253 رهينة.
وتم الدفع بأكثر من نصف سكان قطاع غزة إلى رفح في جنوب القطاع، وأثارت الخطط الإسرائيلية لاقتحام المدينة قلقا دوليا.
وقال سكان محليون ومسؤولون إعلاميون من حماس إن طائرات إسرائيلية شنت هجومين على منطقتين في رفح اليوم الأحد، بما في ذلك مبنى خاو بالقرب من الحدود مع مصر.
وقال مسعفون محليون إن الهجوم الثاني أصاب منطقة مفتوحة لجأ إليها نازحون، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه خلافات داخلية بسبب فشل حكومته في منع وقوع هجوم السابع من تشرين الأول ويتعرض لضغوط للوصول إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين، بمواصلة الحملة العسكرية.
وأدت حرب غزة إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله، حيث استهدف حلفاء حماس- جميع الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران- مصالح إسرائيلية وأميركية بالصواريخ والطائرات المسيرة.
كما شنت إسرائيل غارات على جنوب لبنان لاستهداف مقاتلي جماعة حزب الله المتحالفة مع طهران، واستهدف الحوثيون اليمنيون التجارة الدولية التي تمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر.