حملة برتقالية على النائب آلان عون: “يحلّق خارج السرب العوني ويتصرّف على هواه”
الخلاف كبير وظاهر داخل أروقة البيت العوني، المحتاج إلى ترميم بدءاً من الداخل، مروراً بترميم العلاقات مع حليفه وصولاً إلى الخصوم
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
لطالما كان النائب في تكتل لبنان القوي والتيار الوطني الحر آلان عون مغايراً في الإطار السياسي، وبطريقة التلاقي مع باقي الكتل النيابية والافرقاء السياسيين، إذ يبدو هادئاً دبلوماسياً فاتحاً خطوطه مع مجمل الأطراف، لا يعادي أحداً حتى الخصوم، وهذا ما برز قبل فترة وجيزة خلال مداخلته في جلسة مناقشة الموازنة، حين ناشد الرئيس سعد الحريري من على منبر مجلس النواب للعودة، وقال له ” اشتقنالك… ولو كنت اليوم موجوداً لكانت الأمور اختلفت كثيراً”، وذلك بعد الإعلان عن زيارته إلى بيروت في ذكرى 14 شباط، وحينها بدأت الحملة البرتقالية وتحديداً الباسيلية على النائب عون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى ذروتها حين زار بيت الوسط قبل أيام للقاء الرئيس الحريري، واضعاً الزيارة في الإطار الشخصي وليس باسم تكتل لبنان القوي، أو التيار الوطني الحر، معلناً أنّ علاقة جيدة تجمعه مع الرئيس الحريري، وهذا يساعد على ترميم العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ورأى أنّ عودة الحريري إلى العمل السياسي ضرورة لتصحيح الخلل في توازن المعادلة الوطنية.
إلى ذلك نتج عن هذا اللقاء أيضاً إيجابية لافتة هي إبقاء شعرة معاوية مع بيت الوسط، واللافت بصورة أكبر هو الاتصال الذي قام به رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بالرئيس الحريري، وهو صاحب المقولة الشهيرة التي لا تنسى: “قطعنا له تذكرة ذهاب دون رجعة ticket one way”، التي ساهمت في تراكم الخلافات والتبعات التي تلتها وأوجدت إنشقاقاً سياسياً ما زال مستمراً لغاية اليوم، بانتظار اللحظة الملائمة التي تسمح بإزالة هذا الإنشقاق المحتاج إلى وقت طويل وفق مصادر تيار المستقبل، التي أشارت لموقع “هنا لبنان”، إلى أنّ مصالحة الحريري – باسيل ليست سهلة أبداً، وتحتاج إلى الكثير من الثقة، وكل ما جرى على مدى سنوات العهد السابق لا ينسى، وخصوصاً محاربة الرئيس الحريري بكل الوسائل.
في غضون ذلك ما زالت الحملة العنيفة على النائب عون قائمة، بسبب مواقفه وحركته السياسية الأخيرة، معتبرين أنه يحلّق خارج السرب العوني ويتصرّف على هواه، وفي هذا الإطار أجرى موقع “هنا لبنان” أكثر من اتصال بالنائب عون من دون أن يلقى أيّ رد، كذلك بعدد من زملائه النواب العونيين مع رسائل صوتية، ويبدو أنهم أقفلوا خطوطهم الهاتفية منعاً لإحراجهم، في ما يخص تغريد النائب عون خارج سربهم، وحول ما قاله النائب أسعد درغام بأنهم طلبوا موعداً لزيارة بيت الوسط ولم يلقوا أي جواب، فيما نفت ذلك مصادر تيار المستقبل، لأنّ الرئيس الحريري لا يمكن أن يرفض استقبال أي زائر إلى دارته.
في السياق ووفق المعلومات تبيّن أنه طلب من النواب والمسؤولين في التيار العوني إلتزام الصمت، وعدم الرد على أسئلة الصحافيين، لكن كواليس أحد مسؤوليهم ضمن الدائرة الضيقة نقل لـ “هنا لبنان” الإمتعاض الشديد من هذا التباين خصوصاً بعد تفاقم عدد النواب السابقين المنسحبين أو المفصولين من “التيار” بأمر من باسيل، وقال: “النائب آلان عون “مغضوب عليه” فحتى بعض المناصرين انتقدوه ووجهوا اللوم له وكأنه “يخون العشرة والخبز والملح”، معتبراً انه من المعيب أن يستفرد بزيارة بيت الوسط وكأنه لا ينصاع لتوجيهات النائب باسيل.
في الختام تبدو الصورة واضحة، فالخلاف كبير وظاهر داخل أروقة البيت العوني، المحتاج إلى ترميم بدءاً من الداخل، مروراً بترميم العلاقات مع حليفه وصولاً إلى الخصوم، وهذا يعني أنّ الورشة كبيرة ومتعبة، وتحتاج إلى الكثير من البنّائين الغائبين اليوم.