“اللجنة الخماسية” تتحرك مجدداً.. هل من معطيات جديدة؟

تحاول اللجنة الخماسية تحريك الملف الرئاسي من جديد، حيث تتّجه الأنظار إلى الإجتماع الذي يُعقده السفراء اليوم في قصر الصنوبر، للاطلاع، بحسب معلومات “نداء الوطن”، على نتائج لقاءات السفير السعودي وليد البخاري في الرياض، خصوصاً مع المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا. ويتوقع تحديد الخطوات التالية، بحيث لا تكون زيارة السفراء الجماعية الأخيرة الى عين التينة يتيمة، وسيتم وضع برنامج لزيارات مماثلة ذات تأثير مباشر على الاستحقاق الرئاسي، كما سيجرى تقييم للقاءات التي عقدها السفراء إفرادياً مع قيادات لبنانية.
وفي السياق، أبلغت مصادر مواكبة لحراك اللجنة “الخماسية” الى “الجمهورية” قولها، أنّها لا تملك أي معطيات حول ما تقوم به اللجنة في هذه الفترة، وفي كلّ الأحوال، أي حراك للجنة يؤكّد أنّ الملف الرئاسي ما زال في دائرة المتابعة والاهتمام، لكن المهمّ هو أن يكون حراكاً مجدياً وأن نصل الى نتيجة في نهاية هذا الحراك.
ولفتت المصادر الى أنّ “اللجنة الخماسية، وكما أكّد سفراؤها في لقائهم الاخير مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على ما مفاده أنّ اللجنة كناية عن مجموعة دعم ومساندة للبنانيين لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وألا مرشح لها ولا تضع “فيتو” على أيّ من المرشحين. ما يعني أنّ الأساس في تحرّكها هو لبننة الملف الرئاسي. وفي ذلك تأكيد على حلّ رئاسي بالتوافق ما بين المكونات السياسية في لبنان، لكن مع الأسف المناخ الداخلي حتى الآن غير مشجع على الاطلاق. وتؤكّد ذلك مواقف الاطراف واشتراطاتها التعطيلية ورفضها الإنخراط في حوار يمهّد لمثل هذا التوافق”.
إلى ذلك، لا تعكس عين التينة وجود أي مبادرات جديدة لدى بري، كما لا تؤكّد ما قيل عن مشاورات يجريها رئيس المجلس النيابي تمهيداً لدعوته الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في ما سُمّيت “سيبانة رمضان”. وحسمت ذلك مصادر موثوقة بقولها لـ”الجمهورية”: “لا في مشاورات ولا في سيبانة او ام قليبانة”.
ولفتت المصادر الى انّ الأولوية لدى الرئيس بري هي الحسم الايجابي للملف الرئاسي وانتخاب رئيس على وجه السرعة، وقام بما عليه بسلسلة دعوات اطلقها للتفاهم والتوافق على رئيس منذ ما قبل الشغور الرئاسي، وهذا التوافق اكّد عليه امام سفراء اللجنة “الخماسية”، وأبدى استعداده للمواكبة الايجابية لأي مسعى يساهم في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، ويطلق حواراً في ما بينهم لبلوغ التوافق المنشود.
ومن هنا، أكدت المصادر عينها لـ”الجمهورية”، أنّه لا توجد لديه أي مبادرة جديدة، بل أنّ دعوته دائمة ومفتوحة الى تلاقي كل المكونات السياسية تحت أي عنوان، سواءً أكان تشاوراً أو حواراً للتفاهم على حسم هذا الملف وانتخاب رئيس في جلسة يدعو اليها بدورات انتخابية متتالية.
وأكّدت المصادر أنّ الرئيس بري على استعداد للدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، اذا ما لمس أنّ 86 نائباً فما فوق سيحضرون هذه الجلسة ويوفّرون نصاب الانعقاد والانتخاب، ولكن تأمين الـ86 نائباً في ظل الواقع الخلافي القائم أمر مستحيل.
وفي السياق نفسه، نقلت “الجمهورية” عن بري قوله: “ليتأمَّن نصاب الثلثين الآن، فأدعو الى الجلسة فوراً”. وأكد أنّ “التوافق ممكن بين اللبنانيين وليس مستحيلاً، ولدينا تجربة قريبة تجلّت في التفاهم الذي أفضى الى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الاجهزة الأمنية. فكما استطعنا ان نتوافق على هذا الامر في امكاننا ان نجلس ونتحاور ونتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. والشرط الأساس هو ان تصدق النوايا ونملك القرار الحقيقي والإرادة الحقيقية للتوافق وحسم انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن”.
إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الموفد الفرنسي جان ايف لودريان من المقرّر أن يزور لبنان في النصف الأول من الشهر المقبل، وقبل حلول شهر رمضان المبارك، وسيطرح على بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والفعاليات السياسية التي يلتقيها عدداً من الاقتراحات في ملف الرئاسة، إلا أن المصادر نفسها أعربت عن اعتقادها أن انتخاب رئيس للجمهورية لا يزال بعيد المنال بحسب المعطيات.