“الخماسية” تبحث عن “فسحة تلاقي”.. تحرّكاتٌ مرتقبة وإصرارٌ على إنجاز “الرئاسة”
وُضع ملف انتخاب رئيس للجمهورية على طاولة “الخماسية” مجددًا أمس في قصر الصنوبر، أملًا في إيجاد فسحة تلاقي بين الأفرقاء للخروج من نفق الأزمة، في ظلّ تشابك التطورات المتلاحقة التي تعصف بلبنان والمنطقة، وسط تحذيرات تتعالى بين الحين والآخر، من “حرب موسّعة” قد تشنّها إسرائيل على لبنان.
فقد انعقد اجتماع اللجنة الخماسية المؤلفة من سفراء دول الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، في السفارة الفرنسية في بيروت، على مدى أقل من ساعة ونصف الساعة، من دون إصدار أي موقف يوحي بحصول تقدّم بارز في الملف الرئاسي، بل اكتفت السفارة بإصدار بيان مقتضب أشارت فيه إلى أنّ “سفراء اللجنة الخماسية اجتمعوا اليوم (أمس) لإعادة التأكيد على عزمهم على تسهيل ودعم انتخاب رئيس للجمهورية. واستعرضوا التطوّرات الأخيرة والاتّصالات التي جرت في لبنان والمنطقة. كما تمّت مناقشة الخطوات التالية الواجب اتّخاذها”.
لا توافق كامل.. وفرنسا تعمل على توحيد الرؤية!
في هذا الإطار، نقلت “الجمهورية” عن مصادر رسمية، أنّه “يبدو أن اللجنة الخماسية “المركزية” لم تتوصل بعد إلى توافق كامل حول آلية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، نتيجة اختلاف الآراء بين مكوناتها حول عدد من النقاط والتوافق فقط حتى الآن على مواصفات الرئيس العتيد، ونتيجة الانقسام اللبناني أيضًا حول هذا الاستحقاق”.
وأوضحت “أنّ السفراء ذهبوا إلى اجتماع أمس من دون وجود أي اقتراح مشترك يجمعهم، بل اجتمعوا لتبادل وجهات النظر ولمناقشة أفكار يمكن أن تشكل قواسم مشتركة بينهم وبين الأطراف اللبنانية، خصوصًا أن النقاش ما زال يدور حول الأفكار نفسها التي تم تداولها منذ أكثر من شهر، وملخّصها: هل تتبنى اللجنة اسم مرشح معين أو أكثر؟ وهل تحدد مهلة زمنية لمجلس النواب لانتخاب رئيس أم لا؟ وهل تذهب بعض دول اللجنة إلى فرض عقوبات أو إجراءات حول مُعرقلي الاستحقاق الرئاسي”؟
وبحسب المصادر المتابعة، يبدو أنّ “فرنسا تعمل على توحيد الرؤية ومعالجة التباينات داخل اللجنة، وظَهر ذلك خلال زيارة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى كل من مصر والسعودية، كما لهدف إبقاء دينامية اللجنة قائمة إزاء لبنان على رغم الانشغالات بمواضيع إقليمية أكثر أهمية وسخونة”.
وفي معلومات لـ”الجمهورية” أنّ سفراء الخماسية اطّلعوا من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو على نتائج جولة لودريان الأخيرة، وناقشوا أيضًا تطورات مسار الاتصالات والأوضاع القائمة في غزة.
في السياق أيضًا، كشف مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية» أنّ “المعنيين لم يتبلغوا بزيارة قريبة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت ولا بزيارة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين”، فيما تبلّغت مراجع رسمية أنّ الاجتماع انتهى إلى ضرورة البقاء على تنسيق بين السفراء، وأن أيّ قرارات أساسية لم يتم التوصل إليها قبل اللقاء، خصوصًا لجهة الحركة المتوقعة للودريان باتجاه بيروت في موعد لا يمكن التحكّم به إذا بقي الوضع على ما هو عليه.
وإذ تَردّد أنّ خلافات سادت اجتماع السفراء الخمس، نفى السفير المصري علاء موسى هذا الأمر نفياً قاطعاً، وقال لـ “الجمهورية”: “لم يحدث أي خلاف، وكانت الأجواء إيجابية وتم الاتفاق على خطوات التحرك التي ستشمل لقاءات مع بعض الأطراف في الأيام المقبلة، في محاولةٍ لإحداث خرق ما قبل شهر رمضان وتمهيداً لزيارة الموفد الفرنسي التي لم يحدد موعدها بعد”.
“الخماسية” تُمهّد لمجيء لودريان
بدورها، أشارت صحيفة “نداء الوطن”، إلى أنّ السفير المصري كشف أنّ الاجتماع تركز على قرار “الخماسية”، “بذل مساعيها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، وفق خريطة طريق محددة”، وأشار إلى أن حرب غزة جعلت إنجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان “أكثر إلحاحاً”.
كما ذكر موسى أنّ السفراء “سينطلقون قريباً في اتصالات داخلية تشمل القوى السياسية”.
هذا وأشارت معلومات إلى أن اتصالات السفراء ستمهّد لمجيء مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان “لإعلان حزمة المعايير والمواصفات التي تسلمها من القوى السياسية اللبنانية، والتي تحدد هوية رئيس الجمهورية المقبل على أن تكون باباً للنقاشات والمداولات بين الأطراف السياسية وصولاً إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
لا أسماء.. بل مبادىء “رئاسية” عريضة
أمّا مصادر “اللواء”، فقالت إنّ برنامجًا قد أعدّ لجدول زيارات سفراء اللجنة الخماسية على القيادات السياسية، قبيل الانطلاق في مسعى يتصل بتزخيم الاستحقاق الرئاسي، ويقع في صلب مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت، معلنة أن لا أسماء يتم التداول بها، وإنما سيعمل لودريان على عرض خطوط أو مبادىء عريضة تتصل بالاستحقاق كمرحلة أولى.
كما أشارت “اللواء” إلى أنّ معلومات دبلوماسية تسربت عن اجتماع سفراء اللجنة الخماسية ليل أمس، مفادها بأنّ المجتمعين استعرضوا نتائج اجتماع اللجنة مع بدء مهامها ولقائها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأسباب عدم استكمال جولاتها على المسؤولين السياسيين الأساسيين.
وقالت المصادر إنه جرى تبادل وجهات النظر، واستعراض التحركات التي قام بها الأعضاء في الخارج ولا سيما مع الدول المعنية، والتأكيد على ضرورة الخروج بنتائج تساعد في تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
مواضيع ذات صلة :
الراعي يأسف لبقاء “الرئاسة” أسيرة الرهانات.. ويُوجّه رسالة إلى “أمراء الحروب”! | التطورات السياسية في لبنان: محادثات رئاسية ولقاءات لحل أزمة الفراغ | البطريرك يازجي: الفراغ الرئاسي ليس من مصلحة أحد |