إسرائيل تستعد لنقل الحرب إلى وتيرة أكبر.. ودعم أوروبي ضمني لاجتثاث “الحزب”!
إسرائيل تعدّ العدة سياسياً وعسكرياً لجرّ لبنان إلى حرب موسعة ونقل الحرب إلى وتيرة أكبر لا سيما بعد استهداف مدينة صفد، وتضرب عرض الحائط كل المحاولات الأميركية والأوروبية لمنع التصعيد في جنوب لبنان
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
تتصاعد وتيرة ومؤشرات الحرب على لبنان، وأول مثال على ذلك الغارات التي باتت تطال العمق اللبناني وآخرها إستهداف منطقة الغازية المتاخمة لمدينة صيدا والتي تبعد أكثر من 50 كلم عن الحدود وقواعد الإشتباك حيث وتيرة التصعيد أكبر والمعارك على أشدها في البلدات الواقعة عند الخط الأزرق بين العدو الإسرائيلي وحزب الله.
فإسرائيل التي اتّخذت القرار العسكري تعد العدة سياسياً وعسكرياً لجر لبنان إلى حرب موسعة ونقل الحرب إلى وتيرة أكبر لا سيما بعد استهداف مدينة صفد، وتضرب عرض الحائط كل المحاولات الأميركية والأوروبية لمنع التصعيد جنوب لبنان، كما تلجأ هذه الجهات مع لبنان عبر موفديها إلى التهديد في بعض الأوقات تجنباً لأي حرب وتدعو لتطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته التي لم تنفذ سابقاً وأبرزها إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني ونزع السلاح الثقيل من تلك المنطقة، وإقامة منطقة عازلة، إلا أنّ هذا المطلب لم يحظَ حتى الساعة سوى بالرفض اللبناني من قبل قوى الممانعة والحكومة والمطالبة بأن تقوم إسرائيل بوقف عدوانها وخروقاتها على لبنان للدخول في أي مفاوضات للتهدئة.
المحاولات الأوروبية وعلى رأسها الطرح الفرنسي ماتت قبل أن تولد وذلك بسبب الدعم الأوروبي السياسي لإسرائيل في حربها على غزة مع التضامن الإنساني فقط مع أهالي غزة، وإتهام حزب الله برفض الحل الفرنسي وإفشال مهمة ترطيب الأجواء الإيرانية حيث أوفدت إيران وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان للطلب من الحزب ضرورة خفض التصعيد وحجز إيران دورها الدولي في عمليات التفاوض الحاصلة من قبل الأميركيين والأوروبيين على حد سواء.
وتشير مصادر ديبلوماسية عربية في الإتحاد الأوروبي لموقع “هنا لبنان” أنّ لبنان يواجه وضعاً صعباً وخطراً وعليه بحسب الأوروبيين إختيار تنفيذ القرار 1701 الذي يعتبر العامل الأساسي للإستقرار ودعم إنتشار الجيش اللبناني جنوباً تجنباً لجر البلاد إلى حرب قد لا تحمد عقباها وإنقاذاً لشعبه ومؤسساته، لا سيما أنّ إسرائيل تعمل على جر لبنان إلى هذه الحرب ضدّ حزب الله الذي يعتبر أوروبياً “منظمة إرهابية” وقد اتّخذ القرار أميركياً وأوروبياً بأهمية اجتثاث هذا الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط لا سيما حزب الله وداعش وغيرها من المنظمات في سوريا والعراق واليمن.
وتؤكد المصادر الديبلوماسية أنه يتم في الكواليس الأوروبية العمل على عدم القبول بهزيمة إسرائيل أمام الإرهابيين كما يتم إعطاؤها التطمينات ولو أخطأت في حربها على غزة، إضافة إلى منع تحقيق أي انتصار لحزب الله على حساب تهديد أمن المستوطنات الشمالية، كما تتهم حزب الله بعدم قبول الحلول الديبلوماسية والذهاب بعيداً في حربه لمساندة غزة من أجل تثبيت دور إيران في المنطقة.
وتحذر المصادر من خطورة الوضع في لبنان بكافة المقاييس في حال لم يتم لجم إسرائيل عن إندفاعها للحرب الشاملة على غرار العام 2006 إضافة إلى قيامها بضربات نوعية لمخابئ ومخازن حزب الله واغتيال قياداته في عمق مناطقه على غرار ما يحصل منذ إغتيال القيادات الفلسطينية وعلى رأسها صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية.
وتدعو المصادر إلى ضرورة توخي الحذر السياسي والأمني معاً والعمل على إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت لمواكبة التسويات الإقليمية، إضافة إلى تعزيز وضع الجيش اللبناني والذي تحضر دول أوروبية عديدة أبرزها فرنسا وإيطاليا لمؤتمرات دولية لدعمه لوجستياً تمهيداً لإنتشاره على الحدود الجنوبية تنفيذاً للقرار 1701 ومواكبة قوات اليونيفيل له في مهمته حيث تجري إتصالات بين الدول التي تشارك قواتها في عديد اليونيفيل من أجل مساندة الجيش في مهامه وتوسيع بقعة إنتشار القوات الدولية في الجنوب اللبناني.
ولا يزال لبنان الذي يعيش جنوبه حرباً حقيقية مع إسرائيل ينتظر المبادرات والحلول الديبلوماسية تفادياً لوقوع المحظور في حال لم تنجح هذه الوساطات من لجم إسرائيل عن القيام بحربها ضد لبنان وفتح الباب على حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
