مبادرة “جدّية” تلوح في أفق الأزمة.. هل يُخرق جدار الفراغ الرئاسي؟!
تلوح مبادرة جديدة وجدّية، أطلقتها كتلة “الاعتدال الوطني”، في أفق الأزمة الرئاسيّة، أملًا في إحداث خرق ما في جدار الجمود السياسي القاتل الذي يعيشه البلد، مترنّحًا على شفير حرب تُنذر بالأسوأ في حال آلت أمور المنطقة نحو التصعيد العسكري، في ظلّ التحذيرات الدولية من تبعات الفراغ الذي يعصف بمؤسسات الدولة ومرافقها.
فمنذ صباح اليوم، بدأت كتلة “الاعتدال الوطني” بجولتها على عدد من الشخصيات والأحزاب السياسية، لإطلاق مبادرتها الرئاسيّة، حيث زار وفد ضمّ النائبين سجيع عطية وأحمد الخير، بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وبحث مع عضوي كتلة الكتائب النائبين نديم الجميّل والياس حنكش، في سبل كسر الجمود الحاصل في انتخابات رئاسة الجمهورية.
ومن الصيفي إلى معراب، حيث حطّ نواب “الاعتدال الوطني” أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، سجيع عطية ومحمد سليمان، للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في حضور نائبي تكتل “الجمهورية القوية” غسان حاصباني وفادي كرم ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب شارل جبور، للبحث في مبادرة رئاسيّة.
وبعد اللقاء، كشف جعجع أنّ “الاعتدال الوطني” عرض علينا مبادرة جدية للوصول إلى انتخاب رئيس ووافقت عليها، موضحًا أنّ “المبادرة هي لقاء نواب من كل الكتل في المجلس للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، ونتشاور على الهامش بالموضوع الرئاسيّ”.
وأضاف جعجع أنّ “المبادرة واضحة ونحن قبلنا بها ووفق ما تبلّغنا فرئيس مجلس النواب نبيه بري متجاوب معها أيضًا، وتابع: “إذا صفت النيات سيتم انتخاب رئيس ونيتنا صافية من اللحظة الأولى، ولكن الأكيد أن محور الممانعة متمسك بسليمان فرنجية”.
تابع جعجع: “يقولون إنّ فريق الممانعة من دُعاة الحوار، فكيف تحاوروا مع اللبنانيين ليذهبوا إلى القتال في الجنوب، وتعريض لبنان للخطر”؟!
جاء ذلك في وقت أوضحت أوساط “الاعتدال الوطني” لـ”نداء الوطن”، أنّ الكتلة “الباحثة عن توافق على اسم لرئاسة الجمهورية، جامع يُحقّق الرضا الداخلي والثقة الخارجية، ستصوّت لأي رئيس يحقّق الإجماع الوطني من دون أن يكون لها اسم إلا من يحقق الإجماع”.
كما أوضح عضو الكتلة النائب سجيع عطية أننا “أطلقنا حراكنا الجديد باتجاه الكتل لكسر جدار الجمود في الملف الرئاسي، هذا هو السبب الرئيسي وراء مبادرة الكتلة الأخيرة نحو باقي الكتل والأطراف السياسية في البلاد”.
وأكد عطية أننا “حصلنا على مباركة رئيس مجلس النواب نبيه بري واللجنة الخماسية الدولية، وكل من التقيناهم إلى الآن من الكتل. فالكل يرغب في أن يبدأ أحد من مكان ما بخرق الحائط السياسي المسدود”.
بالمقابل، قال النائب التغييري ملحم خلف لـ”المركزية”: لا جديد في الملف الرئاسي، علمًا أننا نثمن إيجابًا كل تواصل ونقاش، شرط أن يؤدي إلى تطبيق الدستور وهو ما نطالب به الرئيس بري، أي أن يكون الحوار أو النقاش الذي يدعو إليه من ضمن الجلسات النيابية المفتوحة لانتخاب الرئيس العتيد من بين المرشحين”.
وسأل خلف:” لماذا لا يلاقي الرئيس بري غالبية النواب إلى ذلك، بدل خلق أعراف جديدة يتوسلها البعض بحيث بتنا كمن يتحاجج في جنس الملائكة”.
في هذا الوقت، أشارت “الأنباء الكويتية”، إلى أنّه “حتى الآن لم تحسم “المجموعة الخماسية” تسمية أي مرشح كحل وسط لتسلم سدة الرئاسة في لبنان كخيار ثالث تفضله.
ولفتت إلى أنّه “على هذا الأساس تتمهل “الخماسية” في خطواتها محاذرة التسرع، لأسباب مختلفة منها التعاكس في وجهات النظر الأميركية – الفرنسية حول مجمل الأمور أهمها شخصية الرئيس، تبعًا لمصالح الطرفين، تاركة للبنانيين التوافق أولًا، ومن هنا ينطلق سفراؤها باتجاه نقل الصورة إلى وزرائهم”.