الرواتب مهددة.. وزير المالية “يحذّر” وموظفو المالية على موقفهم
أزمة جديدة تنتظر موظفي القطاع، إذ لا رواتب طالما إضراب موظفي المالية ما زال قائماً والذي بدأ بعد قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إيقاف الحوافز.
وفي تعليق على هذا الملف قال وزير المالية يوسف خليل: “استمرار الاضراب يشكل حتما خطراً على صرف رواتب القطاع العام مما يعيق تيسير المرفق العام، وتوفير الخدمات للمواطنين، كما يشكّل خطر على الجباية و على تحصيل الايرادات للخزينة، مما يهدّد الاستقرار المالي و النقدي”.
وأضاف عبر الـ”NBN”: “نحن لا نفرّق بتاتا بين موظّفي القطاع العام، و لكن في هذه الظروف الاستثنائية، تبقى وزارة المال الحلقة الاولى في استعادة العمل المنتظم لتأمين التمويل و تلبية حاجات الادارات كافة للقيام بمهامها، و ذلك تدريجيا، على أن يسوّى وضع جميع العاملين في الادارات العامة بالتساوي.”
وأشار الى “انه رغم كل الظروف القاهرة التي مرّت بها البلاد في السنوات الاخيرة، لم تتوقّف وزارة المال يوما عن مهامها في صرف الاعتمادات وتأمين الرواتب والاجور وتلبية حاجات الادارات و المؤسسات، لأن التوقف عن العمل في وزارة المال يعني تعطيل المرفق العام بأكمله”.
واردف: “كما و أن موظفي وزارة المال عملوا دون انقطاع لتلبية طلبات كل المؤسسات والادارات العامة وصرف السلفات والتقديمات لموظفي تلك المؤسسات والادارات ، فيما هم يحرمون منها”، لافتاً الى “اننا نتعاطى مع الازمة بكل موضوعية للوصول الى حلول عملية ضمن الامكانيات المتاحة، تفاديا لخلق نزاعات بين الادارات العامة.”
في السياق نفسه، صدر عن موظفي مديرية المالية العامة، اليوم الاحد، بيان جاء فيه: “تلقى ولا يزال موظفو وزارة المال منذ الاسبوع الماضي اتهامات وافتراءات واساءات وشتائم لا تُحصى ولا تُعد من زملائهم في الأسلاك كافة والمتقاعدين والمواطنين، واتّخذوهم محط سخرية وباتوا أحاديث البرامج الحواريّة ومنصات التّواصل الاجتماعيّة. لقد اضطرّ موظفو وزارة المال لتحمّل كلّ ما ورد اعلاه ملتزمين الصّمت لعلّ الجّهات المعنيّة تضع حدّا لتلك الأكاذيب والافتراءات”.
واضاف، “أمّا وأنه لم يقم احدٌ مقامه، ولا يزال البعض يرتعون ويتذاءبون، فلا بدّ من تبيانٍ للحقائق: أولا، لا يُستتبّ الوضع الماليّ لأيّ من القطاعات في الدولة دون الرّجوع الى وزارتنا.
ثانيًا، حرصنا على القيام بواجباتنا على أكمل وجه منذ احداث 17 تشرين الأول 2019 ومرورّا بمرحلة انتشار وباء كورونا وصولاً الى الانهيار الاقتصادي التّام، ولم نسمح بتأخير صرف الرواتب والتعويضات والاجور والمعاشات التقاعدية التي صرفت في وقتها المحدد الّا قسرًا وكانت ولا زالت في سلم أولوياتنا، واستقبال المعاملات وامداد الخزينة بالضرائب والرسوم وانجاز الموازنة العامة ضمن المهل القانونية، وذلك رغم كافة الصعاب”.
وتابع، “ثالثًا، رفضت وزارة المال منذ البدء بمنح الموظفين مساعدات تحت مسميات عدة (مساعدة اجتماعية، بدل إنتاجية، تعويض مؤقت)، تمييز موظفيها عن باقي الموظفين في الإدارات كافة، ولقد تُرجم هذا الموقف في النصوص التطبيقية الصادرة لهذه الغاية، ناهيكم عن العديد من مشاريع المراسيم التي اعدت منذ الصيف القائمة على الدراسات الشاملة التي استغرقت الجهد والوقت الكبير للمساعدة على إقرار زيادة تعطى لكافة العاملين في الإدارات دون تمييز”.
واستكمل، “رابعًا، خلال شهر شباط الحالي، تعرضنا الى مظالم عدّة، حيث تم ربطنا كموظفين بمشروع القرض الذي تمّ التداول به عبر المحطات الإذاعيّة ولسنا المعنيين بالدّفاع والتوضيح عنه. وفي يومي السادس والثاني والعشرين منه، تمّ التّظاهر امام مبنى وزارتنا من قِبل ما يُسمّى بمتقاعدي القوى المسلّحة وبعض من المدنيين، ومُنِعنا من الدّخول اليها، وقد لحق البعض منّا انتهاكات كثيرة ومنها التّعرض بالدّفع لبعض زميلاتنا”.
وتابع البيان، “أمام هذا الواقع المشين، نُؤكّد بأنّ ما أُقرّ من حوافز مؤقّتة الى الموظفين العاملين في وزارتنا (غير المنقطعين عن الوظيفة لأيّ من الأسباب) ما هي الّا جزء ممّا نستحقّه على أتعابنا ونحن الّذين لم نتكاسل ولم نتقاعس عن واجباتنا. علمًا بأنّ هذه الحوافز تطال جهات عدّة لم يتم ذكرها والتّعرض لها البتّة استفادت بدورها منذ ما يقارب السنة من حوافز علم بها موظفو المالية ونصحنا بعدم الاستمرار بهذا النهج كونه لا يرتكز الى مبدأ العدالة، وبقي الامعان بهذا الاستهتار لحين أعلن موظفو وزارة المالية في تشرين الثاني الماضي التوقف عن العمل بقرار منفرد من قبلهم وبكل شجاعة، ولم يثنهم عن قرارهم الا وعد بإقرار مرسوم سيصدر اعتبارا من اول كانون الأول 2023، الامر الذي لم يحصل”.
واردف: “وكأنّما هي حملة موجّهة علينا خصوصًا. سؤالنا بعد هذا البهتان والكلام التّعسفي الذي طالنا من الجهات كافّة، وخاصة من زملائنا في الإدارات العامّة. أين هم رؤساؤهم والوزراء القيّمين عليهم من هذا الأذى؟ ولِم صمتهم خلال كل الفترة الممتدة من العام 2019 ولغاية تاريخه، إذ لم نسمع يأي اجتماع لمحاولة تعويض الموظف عن الخسائر التي تلقاها، لا بل ان وزارة المالية كانت هي المبادرة لطرح الاقتراحات وتقديم الدراسات”.
واضاف، “استناداً الى ما ورد أعلاه، يهم موظفو وزارة المالية الادلاء بالتالي: امّا وقد وصلت الأمور الى المسّ بكرامتنا، فإنّا نعلن الإقفال التّام ولن نتراجع عن قرارنا قبل تصحيح هذا الاعوجاج من خلال ما يلي: استكمال صرف الحوافز المقرّة المؤقتة التي تم اللجوء اليها كحل مؤقت يعوض فقط لمن لم يتوقف عن العمل كي يستطيع الاستمرار، وهذا لا يُقارن بالجهود التي بذلت ولا زالت”.
وتابع، “إيقاف العنجهيّة وعدم التّعرّض لنا بأي سوء “إن كان قولًا أم فِعلًا”، أن يتحمل المسؤولية القيمون في الأسلاك العسكريّة والإداريّة كافّة على ما صدر من مرؤوسيهم وسبق ذكره آنفًا.
وختم: “أخذ الإجراءات المناسبة كي لا يُسمح لأيّ كان من اتّخاذ مباني وزارة الماليّة مطيّة لتنفيذ مآربهم الشخصية”.
وكان موظفو المالية في كل الدوائر والمصالح أعلنوا الإضراب العام إحتجاجًا على توقيف الحوافز المقررة لهم.
وكان قد أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالًا بوزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الإضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء غدًا من خارج جدول الأعمال.
وفي تعليق على هذا القرار، قال ممثل موظفي وزارة المالية، في بيان الى انه “على ضوء الاتهامات التي توجهت الى موظفي الوزارة حول الحوافز المالية والتي لا تمثل جزء بسيط مما يحصل عليه بقية شرائح القطاع العام، فإن موظفي الوزارة يتمنون على وزير المالية يوسف الخليل كشف المبالغ التي تعطى لغيرهم كحوافز والتي يعلمون بها منذ سنة واكثر وينجزون مستندات صرفها بأيديهم دون ان ينالهم شيء”.
مواضيع ذات صلة :
مرسوم “هام” من ميقاتي بشأن التعويضات للقطاع العام والمتقاعدين | رواتب القطاع العام جاهزة في المصارف بدءاً من يوم غد الجمعة | تجمع موظفي الإدارة العامة: لإنصاف جميع شرائح القطاع العام |