مبادرة الاعتدال.. لا داعي للهلع

عملياً لا يوجد ما يدعو للقلق أو للهلع، فالمبادرة مغطاة عربياً، ومن اللجنة الخماسية، ولن يسير أعضاؤها عكس المناخ العربي، لكن ما يمكن أن يطرح من أسئلة، سيصب حكماً في اتجاه معرفة قرار الثنائي منها

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

انطلقت مبادرة كتلة الاعتدال، وقد التقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وكتلة تجدد ونواب تغييريين، وعلى الأرجح ستلتقي كتلة نواب حزب الله. المبادرة باتت واضحة: تتداعى الكتل النيابية في المجلس النيابي، على الأرجح في القاعة العامة، ثم توجه طلباً إلى الرئيس نبيه بري، لعقد جلسة بدورات مفتوحة لانتخاب الرئيس.
عملياً لا يوجد ما يدعو للقلق أو للهلع، فالمبادرة مغطاة عربياً، ومن اللجنة الخماسية، ولن يسير أعضاؤها عكس المناخ العربي، لكن ما يمكن أن يطرح من أسئلة، سيصب حكماً في اتجاه معرفة قرار الثنائي منها، كل ذلك في ظل سيناريوهات متعددة، وحذر لا يمكن أن يزول، إلا عندما يصبح الفول في المكيول، على ما يقول المثل اللبناني الشهير.
أعطى الرئيس نبيه بري إشارة إيجابية لنواب الاعتدال، لكن مساعده السياسي علي حسن خليل نصب حاجزاً طياراً أمام المبادرة، حين توجه لنواب الاعتدال بالقول: “ما تعذبوا حالكن وتلتقوا سمير جعجع، فهو لا يريد انتخاب رئيس”.
نواب الاعتدال حرصوا على تأكيد تموضعهم الوسطي، وقال لمن التقوهم، أن موقفهم يتلخص بعدم السير بأي رئيس لا يرضى عنه العرب، في إشارة إلى المرشح سليمان فرنجية، وأجابه هؤلاء: الأصح أن الاعتراض هو على أي رئيس لا ترضى عنه السعودية، التي ستكون أحد رعاة الحل الاقتصادي والسياسي في لبنان.
تذهب قوى في المعارضة بعد اللقاء مع نواب الاعتدال، إلى تحليل كل مسار المبادرة، وسط اختلاف في القراءات.
هناك في المعارضة من ينظر بواقعية إلى المبادرة، ويضعها في خانة تلبية مطلب المعارضة بعقد جلسات مفتوحة، لن يكون البوانتاج فيها لصالح حزب الله وحلفائه، وهناك من يتوجس من إمكان أن تكون المبادرة فخاً، قد يؤدي إلى انتخاب سليمان فرنجية، والجميع يراقب الرئيس نبيه بري، وأرانبه المتوقعة إذا كانت نيته تفشيل المبادرة.
على الأرجح يتوقع الكثير من هؤلاء أن تتفتق أريحة بري عن “فركوشة” ما، يطيح فيها بالمبادرة والمبادرين، وهذا سيكون مرتبطاً، بوجود قرار لدى حزب الله بعدم المصلحة بالذهاب إلى انتخاب رئيس غير سليمان فرنجية، أما الأقلية، فهي متفائلة لكون الحزب ليس في وضع جيد، وتالياً سيكون مهتماً بانتخاب رئيس له حصة فيه، قبل أن تتغير المعادلات في لبنان والمنطقة لغير صالحه.
ينتمي سفير عربي بارز إلى فئة المتفائلين، الأسباب ترتبط برأيه برغبة الحزب في الوصول إلى تسوية، بدليل قبوله التمديد للعماد جوزيف عون في قيادة الجيش، هذه الرغبة برأي السفير تنسجم مع مسار إيران التسووو في المنطقة، الذي لا بدّ سيترجم في لبنان بالقبول بانتخاب رئيس جديد.

مواضيع مماثلة للكاتب:

تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد

لبنان على موعد مع أشهر صعبة

ترامب اللبناني