بين مبادرة “كتلة الاعتدال” وجولة سفراء “الخماسية”.. هل من رئيس للبنان؟

لبنان 1 آذار, 2024

لاقت مبادرة “كتلة الإعتدال” ترحيباً كبيراً وسط الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللبنانيون تحت وطأة شغور رئاسي كبير، فبالتزامن مع تحرّك جديد لسفراء “الخماسية” ، المعتمدين في لبنان في الداخل، قامت كتلة “الإعتدال الوطني” بإطلاق ما أسمته “مبادرة رئاسية”، وباشرت بجولة على مختلف الكتل النيابية، للتوصّل إلى عقد لقاء تشاوري جامع يوصل الى انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية. وكان سبقها مبادرات داخلية وخارجية كثيرة، التي شهدتها فترة الشغور الرئاسي، التي دخلت شهرها الخامس بعد السنة.

في السياق، يستقبل الرئيس ميقاتي بالسراي الحكومي عند العاشرة والنصف صباح اليوم سفراء دول اللجنة الخماسية، ويعرض معهم الأفكار والتوجهات التي يحملونها من دولهم في إطار المهمة الموكولة لهم بمساعدة اللبنانيين على تجاوز الصعاب، وتسهيل وتسريع عملية انتخاب رئيس للجمهورية.

وهذا اللقاء للسفراء، هو الثاني في غضون شهر، منذ زيارتهم الأولى لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، في الاول من شباط الماضي، ومنذ ذلك الحين، لم يقم سفراء اللجنة بأي تحركات في اطار المهمة الموكولة اليهم.

وكانت قد أكدت مصادر موثوقة لصحيفة “الجمهورية”، إن اللجنة الخماسية تصطدم بالاختلاف في ما بينها، وهذا معناه انّها نعت مهمّتها، ووجّهت رسالة بالغة الصراحة والوضوح بأنّ الملف الرئاسي عاد الى الإقامة الطويلة في دائرة الاستعصاء.

وأما موضع الاختلاف فتلخّصه المصادر عينها بقولها: “انّ الخماسية تؤكّد في العلن على توافق اللبنانيين على رئيس، ولا فيتو على أي مرشح ولا تزكية او تفضيل لأي مرشح، فيما في داخلها موزعة ثلاثة اتجاهات؛ الإتجاه الاول لا يزال يضع الفيتوات على بعض الأسماء، ويشدّد على الذهاب الى الخيار الثالث. والإتجاه الثاني لا يرى جدوى من الحوار بين المكونات السياسية، وتبعاً لذلك، فإنّ الجدوى يمكن ان تتحقق من خلال حركة الوسطاء. واما الاتجاه الثالث، فلا يبدو مستعجلاً لحسم الملف الرئاسي”.

وكشف مطّلعون أن ليس في برنامج الخماسية في الوقت الراهن أيّ نية لتحرّك جديد.

وفي السياق، أكدت عضوة كتلة “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب في تصريح لـ “الأنباء”  أنه يجب أن تتوافر في الحلول التي تطرح، المعايير والمواصفات التي تتماشى مع إيجاد رئيس يحكم لبنان لمصلحة لبنان، ويضع الدستور اللبناني فوق كل اعتبار، نحن لا نطلب أن يكون الرئيس يمثل المعارضة ويستفز الممانعة، ولا أن يكون ممانعا ويعمل ضد المعارضة، نحن نطالب برئيس جمهورية بغض النظر عن الاسم، يستطيع أن يوحد اللبنانيين لما هو إنقاذي إصلاحي، ويستطيع أن يطرح المواضيع الأساسية انطلاقا من الدستور واحترام الاتفاقيات الدولية، فمن هذا المنطلق إذا ذهبت اللجنة الخماسية إلى التوافق على اسم، ومع احترامنا له، اذا كان سليمان فرنجية، فلن نمشي بهذا الاسم كمعارضة، لكن اذا قدمت معايير جديدة لأسماء أخرى، ونذهب إلى المرشح الثالث أو الخيار الثالث، هنا تبدأ طرق الحل، ولكن حتى اليوم ان فريق الممانعة مازال يتمسك بمرشحه الوحيد والأساسي الوزير سليمان فرنجية، فهذا يعني انهم ينتظرون حتى تتبلور الأمور بالنسبة لحرب غزة وكيف تتغير موازين القوى حتى يبنوا على الشيء مقتضاه”.

ووصفت أيوب مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” بالجيدة، معربة عن أملها في أن تترجم مع كل الأفرقاء. وأشارت إلى ان هذا ما كانت تطالب به المعارضة من اللحظة الأولى، لجهة ضرورة فتح باب مجلس النواب لكي تأخذ الديموقراطية مجراها، وليفوز من يفوز، وفقا لمندرجات الدستور. وشددت على ضرورة الا نحدث سابقة دستورية لم تكن موجودة، والتي تتمثل في إقامة طاولة حوار قبل انتخاب اي رئيس جمهورية، معتبرة ان هذا النهج رأيناه مع الرئيس ميشال عون، واليوم يتكرر المشهد، وهذا ما يجب ألا نثبته في ان يكون الحوار شرطا ومدخلا إلزاميا لانتخاب رئيس الجمهورية، بينما تقول مبادرة الاعتدال انه ليس حوارا ولا طاولة ولا أحد يترأسها، انما فقط مشاورات بين النواب.

كما أكّدت مصادر نيابية شاركت في لقاءات تكتل “الاعتدال الوطني” حول مبادرته الرئاسية، لصحيفة “الجمهورية”، أنّه “من حيث المبدأ لا تحفّظ أبدًا عن أي حوار أو نقاش أو تشاور، فقد سبق لكتل كثيرة ان أيّدت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار للتوافق على اسم مرشح رئاسي او اكثر وعقد جلسات انتخابية مفتوحة، فجوهر مبادرة “الاعتدال” ينطلق من مبادرة بري الحوارية”.

أما موقف كتلة “القوات اللبنانية”، فصرح به النائب فادي كرم لـ”الجمهورية” قائلاً: “في المبدأ العام لا مشكلة بل ترحيب وتأييد، وقد لمسنا جدية خصوصا بعد تعهّد بري بعقد جلسة انتخابية بدورات متتالية مهما كانت نتيجة جلسة التشاور. اما التفاصيل الصغيرة التقنية فلا مشكلة حولها ويمكن التفاهم عليها”.

أما عضو كتلة “التوافق الوطني” النائب حسن مراد، فأكّد لـ”الجمهورية”، أنّ “أيّ مبادرة حوار أو نقاش مطلوبة ومقبولة. وقد لمسنا جدية وحماسة لدى تكتل الاعتدال لانتخاب رئيس للجمهورية، لكنّ النقاط الثلاثة التي تقوم عليها المبادرة لا تختلف كثيرا عن مبادرة بري الحوارية. والجديد فيها توقيتها وقرار التكتل بتسمية مرشح هذه المرة كما أبلغونا”.

بدورها، حيّت النائب ستريدا جعجع المساعي التي يقوم بها تكتل “الإعتدال الوطني”، وأشارت إلى أن “هذه المبادرة خلقت كوّة في جدار التعطيل الذي بُنِيَ على مسار الإستحقاق الرئاسي ورمانا في الفراغ منذ عام ونصف العام ونأمل في أن تتوسع هذه الكوّة أكثر فأكثر لتصل إلى حد هدم هذا الجدار ونصل إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهوريّة”.

واعتبرت النائب جعجع ان “الأساس في هذه المسألة هو الوعد الذي أعطاه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تكتل “الإعتدال الوطني” في أنه سيعمد إلى فتح جلسة انتخابيّة بدورات متتاليّة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us