بايدن: حلم لا يشيخ
الرئيس الأميركي مؤهل للقيام بمهام الرئاسة حتى ثبوت العكس. كم أصاب رئيس “الحزب الديمقراطي الحر” صهر الرئيس وزوج أشلي وارد كيرين حين عايد عمه بأربع كلمات: بايدن حلم لا يشيخ
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
يتباهى إبن السابعة والسبعين أمام إبن الواحد والثمانين أنه يكسر الجوزة بإصبعيه: السبابة والأوسط. فيردّ الأسنّ أنه يبدو بحسب آخر فحص “أصغر من سنّه بكثير” كما أبلغه الأطباء، رغم مشاكل بسيطة متعلقة باضطرابات النوم ووجع الأضراس والرأس وصمام القلب والعمود الفقري.
إبن السابعة والسبعين، رئيس سابق ومرشح محتمل للرئاسة الأميركية. وابن الواحد والثمانين رئيس حالي ومستقتل للبقاء في سدة الرئاسة إلى ما بعد بعد نوفمبر: دونالد ترامب وجو بايدن نموذجان صارخان لعشق السلطة. الأصغر قال عن خصمه الأكبر: “يجب على المحتال جو بايدن أن يخضع لاختبار معرفي، ربما بهذه الطريقة سنتمكن من معرفة سبب اتخاذه مثل هذه القرارات المريعة”، والأكبر وصف تصريحات سلفه الأصغر بأنها “مروعة وخطيرة”. أي صفة أروع: “مريعة” أو “مروعة”؟
المهم في الموضوع أنّ زلات لسان بايدن باتت مادة دسمة للسخرية. في آخر جولاته الانتخابية استذكر الرئيس الأميركي اجتماع قادة العالم في مجموعة السبع في العام 2021: “جلست وقلت: لقد عادت أميركا.. نظر إليّ ميتران من ألمانيا.. أعني من فرنسا”.. زلّتان في جملة واحدة. ومرة وصف ترامب بـ “الرئيس الحالي” والسنة الماضية أنهى خطابًا حول قوانين ملكية الأسلحة بـ “ليحفظ الله الملكة”، وهنا أيضاً وقع في خطأين. ظنّ نفسه رئيس حكومة جلالة الملكة ولم يفطن إلى مرور 8 أشهر على وفاة إليزابيث الثانية.
كل أخطاء الرئيس الأميركي تبقى ضمن المعقول. أن تكون المكسيك على حدود مصر وأن يكون عبد الفتاح السيسي رئيساً للولايات المتحدة المكسيكية، هفوات لا تُذكر إن قيست بإمكان حصول كيم جونغ أون على زرّ نووي.
في كل الأحوال يقدم بايدن لترامب خدمات مجانية وهما على مسافة 10 أشهر من أم المعارك. رب قائل: جلّ من لا يسهو. في العام 2014، وفي لقاء وطني حاشد قال وليد جنبلاط: “نختم اليوم برعاية الرئيس “ميشال عون” عفواً عفواً هذه الغلطة على كثرة ما نحلم به في الليل وليس لكي يأتي رئيساً. نختم اليوم برعاية الرئيس ميشال سليمان صفحة من المآسي”، وشاء قدرنا الرائع أن يخلف الجنرالَ جنرال، والخشية أن يكون عون خاتمة الرؤساء والجنرالات العِظام.
العمر مجرّد رقم يقول المتفائل مع المتفائلين. وزادت آخر التقارير الواردة من مركز والتر ريد الطبي العسكري منسوب التفاؤل وخلاصتها أنّ الرئيس الأميركي مؤهل للقيام بمهام الرئاسة حتى ثبوت العكس. كم أصاب رئيس “الحزب الديمقراطي الحر” صهر الرئيس وزوج آشلي وارد كيرين حين عايد عمه بأربع كلمات: بايدن حلم لا يشيخ.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |