“الاعتدال” يجول رئاسيًا ويُحكّم الرأي العام.. الأبواب مفتوحة و”المعرقِل” سيظهر
في محاولة لإحداث خرق في جدار الأزمة، يواصل تكتّل “الاعتدال الوطني” اجتماعاته لطرح المبادرة الرئاسيّة على طاولة التفاوض بين الأفرقاء، وسط تساؤلات حول إمكانية نجاحها في ظلّ تشبّث محور “الممانعة” بترشيح رئيس تيار المردة سليمان الفرنجية، مما يُهدّد بإفشال أيّ طرح يُسهّل إيصال الرئيس الجديد إلى قصر بعبدا.
في هذا الإطار، زار وفد من التكتل ضم النواب وليد البعريني، أحمد الخير وأحمد رستم وأمين سر التكتل هادي حبيش، في حضور النائب بلال الحشيمي، السراي الحكومي، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
بعد اللقاء، قال البعريني إنّ الوفد وضع ميقاتي “في مجمل الأجواء التي رافقت جولاتنا من بدايتها حتى نهايتها، وسنلتقي يوم السبت المقبل الرئيس نبيه بري لنتشاور معه في النتائج التي توصلنا إليها”.
وردًا على سؤال، عمّا إذا كانت مبادرة “التكتل” مستمرة قال: “المبادرة مستمرة ولا يأس مع العمل والحياة، ونحن سنكمل عملنا والرأي العام هو من سيحكم على ما نقوم به وإذا حصلت عرقلة لمبادرتنا سيظهر من هو المعرقل، وحتى الآن الأبواب لا تزال مفتوحة، وهناك بعض الإيجابيات التي نعمل على أساسها ونحاول تطويرها وتنميتها. ولكن لنتحدث بصراحة، فليس “تكتل الاعتدال” وحده هو من سيأتي برئيس للجمهورية، فالمطلوب هو التعاون بين جميع النواب والمجتمع الداخلي والدولي، إضافة إلى القوى السياسية ككل لنكون يدًا واحدة لنصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية”.
وختم البعريني: “الجميع مسؤولون عن هذا الأمر وما نقوم به هو لوضع النقاط على الحروف”.
في السياق أيضًا، أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في بيان اليوم، أنه “مع كل مبادرة رئاسية جديدة يسقط القناع ويتأكّد بالدليل الحسّي والملموس ما تعلنه المعارضة تباعًا وتكرارًا بأن محور الممانعة لا يريد حوارًا و”لا من يحزنون”، بل كل ما يبتغيه بالدعوات المتكرّرة للحوار، هو محاولة تفريق صفوف الذين لا يريدون مرشحه، من خلال السعي لإقناع البعض، ببعض المكتسبات مقابل تأييد مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية”.
وقال جعجع في بيان صدر عنه اليوم إن “كتلة “الوفاء للمقاومة” قد بقّت البحصة مرة لكل المرات: مرشحنا الأول والأخير والنهائي هو رئيس تيار المرده ولا مجال لأي بحث آخر. وهكذا أسقط محور الممانعة محاولة تكتل “الاعتدال الوطني” ومحاولاتنا جميعاً لإنهاء الشغور الرئاسي”.
وأضاف: “والأسوأ مما تقدم، أن هذا المحور يعطِّل على خلفية أنه لم يتمكّن منذ أكثر من سنة وأربعة أشهر من تأمين الأصوات اللازمة لإنجاح مرشحه الرئاسي، وهو من هذا المنطلق يستمر في عرقلة الإنتخابات، مراهناً على تعب الجميع وتسليمهم بانتخاب فرنجية رئيسًا للجمهورية، وهذا ما لن يحصل هذه المرة”.
وتابع: أدّت مبادرة “الاعتدال الوطني” إلى حشر الممانعة، لدرجة أن مصادرها اضطرت لتكرار مقولتها المعروفة في أكثر من وسيلة إعلامية اليوم بأنها تصرّ على “انتخاب رئيس يحمي ظهر المقاومة”. وعلى طريقة “من فمك أدينك”، دانت الممانعة نفسها للمرة الألف بأنها المسؤولة عن الشغور الرئاسي عبر رفضها الآلية الدستورية التي تنص على جلسة مفتوحة بدورات متتالية، وإبقاء البلد مشرّعًا أمام الشغور والفوضى الدستورية والانهيار المالي وعدم الاستقرار السياسي.
وفي إطار اللقاءات التي تمحورت أيضًا حول الملف الرئاسي، بحث رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، اليوم الأربعاء، مع السفير الإسباني خيسوس سانتوس إغوادو، في آخر التطورات في لبنان والمنطقة، وناقشا الاستحقاق الرئاسي وكيفية وضع حد للتعطيل وانتخاب رئيس للجمهورية ينطلق معه مسار استعادة السيادة والإصلاح.
بدوره، أعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص، في حديث للـmtv، أن “معركة الرئاسة بالنسبة لـ”الحزب” مؤجلة لما بعد انقشاع غبار المعركة وهو محشور بما يحصل ويرهن موقع الرئاسة ويزجّها في الصراع الإقليمي”.