ردٌّ ثلاثيّ الأهداف من “الخماسيّة”.. وتأييدٌ لمبادرة “الاعتدال” بحثًا عن رئيس!
على وقع تزاحم المساعي والجهود لمنع تدحرج لبنان نحو حرب كبرى مدمّرة، في ظلّ استمرار التصعيد الميداني على الجبهة الجنوبيّة، تسعى اللجنة الخماسية على خطّ مواز إلى إيجاد خرق في جدار الأزمة الرئاسيّة، حيث عملت على ملاقاة المبادرة الداخلية المتمثلة بحراك تكتل “الاعتدال الوطني”، “بحثًا عن رئيس”.
فبحسب “النهار”، اكتسب الاجتماع الذي عقده أمس سفراء دول المجموعة الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر في السفارة القطرية في بيروت، دلالات بارزة، جاءت بمثابة تبديد لكثير من الانطباعات المشوشة على مسار هذه المجموعة وافتعال مطبات أمامها. وتاليًا يتسع الرد لنفي شائعة انسحاب الولايات المتحدة من المجموعة الخماسية لتغدو رباعية فقط.
ردٌ ثلاثي الأهداف من “الخماسية”
ووفق المعطيات التي أحاطت باجتماع السفراء الخمسة فهو شكل ردًا ثلاثي الأهداف، على ما أثير ويثار أخيرًا حيال مسار المجموعة. الرد الأول يتصل بنفي أن تكون مهمة هوكشتاين قد اتسعت لـ”تبتلع” مسار المجموعة الخماسية، إذ إن الملف الرئاسي لا يزال في عهدتها حصرًا ولا رابط بينها وبين مهمة هوكشتاين المحددة باحتواء التصعيد الأمني والحربي بين إسرائيل و”حزب الله”. والرد الثاني يتصل بتبديد كل الموجات المتعاقبة عن خلافات بين الدول أعضاء المجموعة وتحديدًا وجود تباينات بين بعضهم ودولة قطر. ولذا كان الاجتماع البارحة في السفارة القطرية تبعًا لاتفاق على دورية انعقاد الاجتماعات في كل من سفارات الدول الخمس. أما الرد الثالث فهو أبعد من رد ويتصل بمعلومات مؤكدة تفيد بأن المجموعة أيدت مبادرة وتحرك “كتلة الاعتدال الوطني” في شأن رسم خريطة طريق تشاورية، ومن ثم انعقاد جلسة انتخابية مفتوحة تتيح انتخاب رئيس الجمهورية، بحسب “النهار”.
هذا وقد أصدرت السفارة القطرية بيانًا بعد الاجتماع، أشارت فيه إلى أنه “تم خلال اللقاء، استعراض التطورات الراهنة في لبنان، والبحث في الملف الرئاسي”. ولفتت إلى أن “السفراء جددوا تأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وأبدوا دعمهم المستمر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن”.
في سياق متصل، علمت “نداء الوطن” أنّ اللجنة الخماسية التي اجتمعت أمس أبدت اهتمامًا بالملف الأمني في لبنان، على الرغم من إعلانها مجددًا أنها تتابع الملف الرئاسي، في ما بدا بأنه صار عملية روتينية.
وبعد اجتماع السفراء، زار السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، وكان الاجتماع حسب المعلومات “مثمرًا جدًا”.
تأييد لـ “الاعتدال”.. واهتمامٌ أميركي بالملف اللبناني!
على الصعيد الرئاسي أيضًا، سُجّل اللقاء الذي حصل في دارة النائب ميشال ضاهر، مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في حضور النواب نعمة افرام، ميشال معوض، آلان عون، الياس حنكش، الياس اسطفان، ميشال دويهي، مارك ضو، هاكوب ترزيان وسجيع عطية.
وقد أشار المكتب الإعلامي للضاهر إلى أن “اللقاء كان مناسبة للبحث في آخر التطورات في المنطقة، وخصوصًا موضوع الحرب في غزة وجنوب لبنان.
كما أطلع عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية الحاضرين على مستجدات مبادرة التكتّل لانتخاب رئيسٍ للجمهورية”.
في الإطار نفسه، علمت “نداء الوطن” أن السفيرة الأميركية قالت إنّ “الخماسية” تعتبر مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” النيابي منسجمة مع مساعي اللجنة التي تشارك في عضويتها. وأوضحت أنّ اهتمام واشنطن بالملف اللبناني مستمر حتى تشرين الثاني المقبل، قبل أن تدخل الولايات المتحدة في انتخاباتها الرئاسية. ولفتت إلى تلاقي المواقف بين أعضاء “الخماسية”.
وفي ما يتصل بآفاق عمل “الخماسية” كشفت مصادر دبلوماسية لـ “نداء الوطن”، أنّ دور المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان قد “انتهى”. وعزت ذلك إلى أن المبادرة التي انطلقت منها باريس “لم تعد موجودة”.
فيما اعتبر مصدر دبلوماسي مطلع لـ”اللواء”، أنّ أهمية لقاء سفراء الخماسية، جاء عشية توجه أعضاء التكتل إلى عين التينة غدًا للاجتماع مع رئيس المجلس النيابي.
بدوره، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم في تصريح لـ”الأنباء” الكويتية، أن مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني”، لاقت مقابل التأييد الواسع والدعم من قبل فريق المعارضة، رفضًا مبطنًا بترحيب شكلي من قبل فريق الممانعة، الذي لم يتردد لحظة شعوره بجديتها، في الانتفاض بوجهها، في محاولة لقطع الطريق مجددًا أمام أي إمكانية لإنهاء الشغور الرئاسي، وذلك من منطلق عدم رغبته في انتظام الدولة.
ولفت كرم إلى أن “فريق الممانعة بقيادة حزب الله، يتعاطى مع الانتخابات الرئاسية على أنها مكسب سياسي وليس استحقاقًا دستوريًا يستوجب إنجازه”.