حراك على خطّ الرئاسة بين “الخماسية” و”الاعتدال”.. هل يتصاعد “الدخان الأبيض”؟
تواصل كتلة “الاعتدال الوطني” حراكها وزياراتها المكوكية إلى المسؤولين، في محاولة لحلحلة الأزمة الرئاسية ووضع حدّ للفراغ الذي لم يعد يُهدّد مؤسسات الدولة المصابة بالشلل وحسب، بل بات خطرًا بارزًا في ظلّ ما يُحكى ويُحضّر من تسويات في المنطقة، وسط تحذيرات من حرب موسّعة قد تشنها إسرائيل على لبنان، والترويج لمواعيد مفترضة للتصعيد.
أجواء إيجابية
في هذا الإطار، حاولت “كتلة الاعتدال الوطني”، أمس، من خلال زيارتها إلى عين التينة، تبديد الانطباعات السلبية التي تحدثت عن فشل وإخفاق مبادرتها، بل تعمدت تعميم أجواء إيجابية، فيما تستمر التساؤلات حيال مصير هذه المبادرة في ظلّ امتناع “حزب الله” عن إبلاغ الكتلة، أسوة بكل الكتل الأخرى، موقفه منها، بما يبقي الشك كبيرًا جدًّا حيال إمكانات تحقيقها اختراقًا إيجابيًّا عمليًّا، وفق ما جاء في صحيفة “النهار”.
وعن لقائه بكتلة “الاعتدال”، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء أمس لـ “الجديد”، إنّ “اللقاء كان إيجابيًا وأنا اللي بحط آلية للمبادرة وما في رئيس غير رئيس المجلس”.
في السياق أيضًا، أفادت مصادر كتلة الاعتدال لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، بأن “اللقاء مع الرئيس بري كان جيدًا ومشجّعًا على استكمال التواصل مع كل الكتل النيابية للتباحث معهم بعيدًا عن الإعلام حول الآلية التي ستعتمد في جلسة التشاور التي لن يكون فيها لا رئيس ولا مرؤوس”، كما تؤكد المصادر، “بل ما يتفق عليه الجميع، وحتماً ستفضي إلى انتخاب رئيس جمهورية وإنهاء معاناة اللبنانيين، بخاصة وأن هناك إجماعًا لدى كل القوى السياسية لإنجاز هذا الاستحقاق”.
وعن موعد الجلسة إذا كانت ستتم في خلال شهر رمضان أو بعده، لفتت المصادر إلى أن “هذا الأمر رهن بتوافق الكتل النيابية عليه، لأنه من الممكن عقد الجلسة التشاورية في غضون أسبوع أو أسبوعين أو تأجيلها إلى ما بعد إجازة عيدي الفطر والفصح”.
وفي إطار الحراك الناشط بشأن الاستحقاق الرئاسي أيضًا، كشفت مصادر مطلعة لـ “الديار”، أمس عن أن اللجنة الخماسية بعد اجتماعها الأخير في منزل السفير القطري اتفقت على تفعيل الاتصالات واللقاءات مع الأطراف السياسية وعقد لقاء ثان مع الرئيس نبيه بري قريبًا.
وأضافت أن موعد هذا اللقاء لم يحدد، لكن من غير المستبعد أن يحصل الأسبوع المقبل إذا توافرت نتائج إيجابية على صعيد هذا الملف أو حصلت تطورات إيجابية على صعيد السعي إلى هدنة في غزة.
وحول اللقاء المذكور، قالت مصادر عين التينة لـ “الديار”: ليس هناك موعد محدد لمثل هذا اللقاء لكنها لم تستبعد حصوله في أي وقت، مشيرة إلى أنّ التواصل بين الرئيس بري وأعضاء اللجنة غير منقطع منذ اللقاء الأول.
نشاط قطري
ويبرز في هذا الإطار التحرك الذي يقوم به السفير القطري واللقاءات التي يجريها بعيدًا عن الأضواء مع أطراف سياسية ونواب من مختلف الاتجاهات.
وذكرت “الديار” أنه كان حضر منذ أسبوعين لقاء عشاء في منزل النائب نعمة افرام جمع 26 نائبًا من مختلف الكتل، ودار الحديث حول الاستحقاق الرئاسي ومواضيع أخرى.
كما شارك في لقاءات أخرى مماثلة، وأجرى عددًا من الاجتماعات مع نواب وسياسيين.
وقال مصدر مطلع لـ “الديار” إن لقاءات السفير القطري أو غيره من سفراء الدول الخمس طبيعية، وهي تجري تحت سقف الموقف الموحد للجنة، ولا تشكل تفردًا لهذه الدولة أو تلك.
وفي هذا المجال برز أيضًا، بحسب “الديار”، خبر زيارة النائب علي حسن خليل إلى الدوحة موفدا من الرئيس بري، ولم تعلق مصادر عين التينة على هذا الخبر. لكن مصادر مطلعة قالت إن الزيارة مرتبطة بطبيعة الحال بموضوع رئاسة الجمهورية والوضع في الجنوب، وإن مجرد حصولها يعني أن هناك أمورًا مستجدة تتعلق بالاجتماع الأخير للجنة الخماسية والملف الرئاسي.
“الاسم الثالث”!
بدوره، اعتبر النائب المستقل غسان سكاف، في حديث لـ “الأنباء” الكويتية، فيما يتعلّق بلقاء عدد من نواب المعارضة مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وإبلاغه رفضهم أي تسوية تسمح لحزب الله بالحصول على مكاسب سياسية مقابل موافقته على التهدئة في الجنوب، أنّ ما تريده المعارضة هو ألا يستغل موضوع غزة أو الحرب على الحدود الجنوبية من أجل فرض رئيس على لبنان، لأن ذلك يكون بمثابة تكريس للانقسام الموجود في البلد.
سكاف أعرب عن اعتقاده أن “اللجنة الخماسية ستكون الشاهد والضامن المعنوي لجلسة انتخاب الرئيس، ونتيجة المشاورات ستصل إلى الاسم الثالث الذي سيخوض السباق الرئاسي مع الأسماء الأخرى الثابتة. وفي حال حاز الاسم الثالث أكثر من 86 صوتًا نذهب إلى توافق، وإذا لم يحصل على 86 نذهب إلى انتخاب مع المرشحين الموجودين، والكتل الصغرى في هذه الحالة سيكون لها الدور الأكبر في تحديد الفائز، وبعد الجلسة الأولى سينقسم المجلس إلى ثلاثة أقسام أو أكثر، عندها سيضطر مرشح أو أكثر للانسحاب لمصلحة آخرين، ودائمًا في جلسة مفتوحة وبدورات متتالية حتى صعود الدخان الأبيض وانتخاب رئيس، إذا المبادرة التي طرحتها مستفيضة أكثر وهي تضع ضوابط لعملية المشاورات لنصل إلى المؤهلين للترشح لرئاسة الجمهورية”.
مواضيع ذات صلة :
هذا جواب “الحزب” على مبادرة “الاعتدال” |