حالة من الترقب تسود أجواء “كتلة الاعتدال”.. و”مصيرها بات مجهولًا”
لا تلويح لأي مؤشر حول إمكان تحرّر ملف رئاسة الجمهورية، من الأسر السياسي، رغم كلّ المحاولات والجهود التي بُذلت لتحريره، حيث أنه لم يسجل أي جديد، بانتظار الخطوة المقبلة المرتقبة لكتلة الاعتدال الوطني التي ستستمر بحراكها على المرجعيات والقوى السياسية لبلورة مبادرتها.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر “القوات اللبنانية” أنّ “إصرار برّي على ترؤس الحوار ورفضه الجلسة المفتوحة بدورات متتالية ينسف المبادرة بشقيّها”.
وقالت لموقع mtv: “أيّدنا المبادرة التي تقوم على آلية واضحة هي الدعوة إلى التشاور وليس إلى الحوار، لأنّه هناك فئة كبيرة ضدّ الحوار الكلاسيكي، والنواب هم من يتداعون إلى مجلس النواب خلال يوم واحد، وبغض النظر عن نتيجته توجّه دعوة إلى رئيس المجلس النيابي لفتح المجلس بجلسة مفتوحة ودورات متتالية”. واعتبرت المصادر أنّ من يعرقل مبادرة “الاعتدال” هو “الثنائي الشيعي”، وهو من أجهضها، رافضة تكريس أعراف جديدة تطيح بالدستور. ورأت المصادر أنّ “الثنائي يعطّل إمّا لفرض مرشحه أو من أجل السعي إلى تمرير صفقة والرئاسة ورقة بازار”.
وقد يلاقي نواب المعارضة موقف “القوات” رافضين خلق أعراف جديدة والاستعاضة عن الدستور بالحوار، إذ شدّد النائب وضاح الصادق على أنّ الإيجابية التي لاقى بها بعض نواب المعارضة مبادرة “الاعتدال” أتت نتيجة أمرين، الأوّل أنّهم مع أي مبادرة تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في الأطر الدستورية، والسبب الثاني أنّ المبادرة كانت واضحة لناحية عدم وجود حوار إنمّا تشاور من دون أن يديره أحد. وقال الصادق لموقع mtv: “إذا أصرّ بري على موقفه بترؤس هذه المشاورات فإنّه يحولّها بذلك إلى حوار الأمر الذي نرفضه لأنّه خارج إطار الدستور، وإذا لم يحصل تعديل في موقفه فإنّنا نعود إلى نقطة البداية”. ورفض الصادق المبادرة بشكلها الحالي، قائلًا: “مصيرها بات مجهولًا”.
ورغم الصمت الإعلامي الذي تنتهجه كتلة “الاعتدال” في الأيّام الأخيرة، فإنّ مصادرها أكّدت لـ mtv أنّ “الكتلة ما زالت بانتظار ردّ “حزب الله” على المبادرة”، قائلة: “لو رأينا أنّ فريقاً يتصلّب بمواقفه كنّا سنعلن أنّ المبادرة وصلت إلى حائط مسدود”. وأضافت: “بعض من الكلام الذي يقال في الإعلام مغاير عمّا يدور في الكواليس، والكتلة لا تريد أن تدخل في سجال مَن مِن الكتل معه الحق ومن هو مخطئ، وهناك معطيات كفيلة للإستمرار بالمبادرة”. وأشارت المصادر إلى أنّ كتلة “الاعتدال” استطاعت أن تستقطب دعمًا خارجياً وداخليًّا وهي صلبة وقادرة على الاستمرار، موضحة أنّ “ما يهم الكتلة هو الوصول إلى الغاية الأساسية وهي فتح باب المجلس النيابي من دون تعطيل للوصول إلى انتخاب الرئيس وفي النهاية نأمل أن نصل إلى قواسم مشتركة في الأمور الشكلية طالما الجميع متفق على المضمون”.
واعتبرت مصادر كتلة “الاعتدال” أنّه “على الأفرقاء جميعًا أن يقرّبوا من وجهات النظر خصوصًا في ظل الوضع الضاغط في البلد على المستويات كلّها”، كاشفة أنّ “تغيّر المشهد الدولي والهدنة في غزة سيؤديان إلى تغيير المواقف وتليينها، لذلك علينا أن نكمل مسعانا”.
وقالت أوساط نيابية لـ”اللواء” إن أي تطور جديد بالنسبة إلى مسعى تكتل الاعتدال الوطني الرئاسي لم يسجل بإستثناء مواقف بشأن التشاور المنشود وإعادة تأكيد كل فريق مقاربته، وبالتالي لم ينضج المناخ المناسب من أجل وضع المسعى على سكة التطبيق.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن نواب التكتل لم يتحدثوا عن انكفاء المسعى إنما عن جولة من المشاورات بشأن التوجه المقبل، معلنة أن الأجوبة التي كان قد حصل عليها من الكتل النيابية لم يكن قد طرأ عليها تعديل رسمي مؤخرا باستثناء تعليق نواب المعارضة على موقف الرئيس بري الأخير.
وأوضحت هذه الأوساط أن حالة من الترقب تسود أجواء التكتل لما يمكن أن يصدر من معطيات محلية وخارجية جديدة مع العلم أن الموقف الأميركي بشأن الخيار الثالث في الملف الرئاسي يتوافق مع روحية المسعى.
ووفق ما أكدت مصادر الكتلة لـ”البناء”. والتي أشارت إلى أن “المبادرة تحظى بموافقة مروحة واسعة من الكتل النيابية لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث ننسق معه تفاصيل المبادرة وتأمين ظروف نجاحها”، كاشفة أن “مبادرة الكتلة تحظى بموافقة قوى خارجية أساسية في اللجنة الخماسية”، موضحة أن المبادرة تفضل الخيار الثالث لكنها لا تلغي بقية الاحتمالات ولا تضع فيتو على أي مرشح، وتسعى لتأمين الإجماع حولها تمهيداً لفتح أبواب المجلس النيابي لعقد جلسات متتالية، لكن لكي نصل الى هذه المرحلة يجب أن نجمع الكتل النيابية على طاولة تشاور للتوافق على خارطة طريق لانتخاب الرئيس”.
وكان قد استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كتلة “الاعتدال الوطني” أمس الأربعاء، وبعد اللقاء تحدث باسم الكتلة النائب أحمد الخير فقال: “زيارتنا اليوم لتهنئة سماحته بشهر رمضان المبارك وكانت فرصة للحديث عن كل الأوضاع التي يعاني منها الشعب اللبناني بدءا من الحرب الإسرائيلية على الجنوب والبقاع مرورا بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها اللبنانيين وصولا للفراغ بالمؤسسات اللبنانية لا سيما الشغور بسدة الرئاسة الأولى”.
وأضاف: “وضعنا كتكتل الاعتدال الوطني سماحته بأجواء المبادرة التي أطلقناها والإيجابية التي رافقت بداية هذه المبادرة والعقبات التي واجهتها مؤخرا، وأكدنا لسماحته أننا نعمل تحت كنف هذه الدار ومع كل الوطنيين في هذا البلد على معالجة هذه العقد التي تواجه هذه المبادرة، على أمل الوصول إلى النقطة المرجوة من خلال اجتماع النواب تحت كنف المجلس النيابي وانتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن.
وشددنا على أن هذه الدار ليست فقط مرجعية روحية للطائفة السنية بل هي مرجعية وطنية وصمام أمان للسلم الأهلي في لبنان “.
وتابع: “يجب التأكيد أن هذه المبادرة بالمضمون أخذت موافقة غالبية الأطراف اللبنانية والعقد ابتدأت عندما بدأنا الكلام بالآليات والشكليات وما إلى ذلك من نقاط ولكن لا نرى أن هذه التفاصيل سوف تمنع سعينا و استمرارنا بتحركنا على إنهاء هذا الشغور، والكتلة اليوم نقطة التقاء بين كل اللبنانيين من خلال هذا اللقاء التشاوري الذي يجب أن يحصل تحت كنف المجلس النيابي ويؤدي بطبيعة الحال الذهاب للمجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية من خلال ممارسة النواب واجبهم الدستوري”.
وأضاف:”يجب أن نؤكد اليوم أن وجودنا عند سماحة المفتي والدفع الذي أعطانا إياه والدعم الذي تلقته المبادرة من خلال دعم المجموعة الخماسية وغبطة البطريرك الماروني ومجلس المطارنة الموارنة والدعم الذي أخذناه اليوم من سماحته يؤكد أن هذه المبادرة مستمرة ونحن مرتكزين بهذه المبادرة على كل الرجال الوطنيين الذين هم فعلا هدفهم خدمة الوطن واللبنانيين وانتشال اللبنانيين من هذا الحرمان وهذا الواقع الاقتصادي”.
وختم:” لا نريد الدخول في فترة زمنية بخصوص المبادرة المساعي مستمرة ونأمل خيرا إن شاء الله وإن شاء الله هذا الشهر الكريم يكون كريما على اللبنانيين ويحمل بشرى سارة بإنهاء هذا الشغور بسدة الرئاسة”.
مواضيع ذات صلة :
الملف الرئاسي بين “الاعتدال” وباسيل | البعريني: مبادرة كتلة الاعتدال الوطني مستمرة | “القوات” لا تريد رئيساً للجمهورية! |