الانتخابات الروسية تنطلق غدًا.. هل تترجم الموقف السلبي من سياسات بوتين؟
وسط حملة دعائية مكثفة لتشجيع الناخبين على المشاركة بالإدلاء بأصواتهم، تستعدّ روسيا لإجراء الانتخابات الرئاسية التي ستنطلق غدا الجمعة 15 آذار لمدة 3 أيام، مع نتيجة واحدة متوقعة، وهي فوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية جديدة مدتها 6 سنوات.
وقد حثّ بوتين، اليوم الخميس، “مواطني بلاده على المشاركة في الانتخابات للتعبير عن وطنيتهم مذكرا بالتحديات التي تمر بها روسيا في ظل الحرب”.
وأكد أن التصدي لتلك التحديات بنجاح “يتطلب من الشعب الروسي الاتحاد والثقة بالنفس”، وشدد على أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية “تعبير عن المشاعر الوطنية”.
وأشاد بوتين بكون الاقتراع سيجري هذا العام في 4 مناطق في أوكرانيا سيطرت عليها موسكو العام الماضي بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي أعلنت موسكو ضمها في العام 2014، وأشار إلى أن قوات الجيش ستشارك في العملية الانتخابية في الجبهات التي تقاتل فيها.
لماذا بوتين الأوفر حظا؟
ما من عقبة أمام الرئيس الروسي حاليًا، فمن كانوا يعدّون منافسين له ليسوا في السباق، إذ توفي أليكسي نافالني في ظروف غامضة، فيما منع مرشح المعارضة بوريس ناديجدين – كان قد دعا إلى وقف الحرب في أوكرانيا وبدء حوار مع الغرب – من الترشح، ما يعني أن نتيجة الانتخابات قد لا تعكس آراء مختلف شرائح المجتمع الروسي.
وبالتالي، سيواجه بوتين 3 منافسين رمزيين، هم ليونيد سلوتسكي مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، ونيكولاي خاريتونوف مرشح الحزب الشيوعي، وفلاديسلاف دافانكوف مرشح حزب “الناس الجدد”.
ويدعم هؤلاء المرشحون الكرملين وسياساته على نطاق واسع، بما في ذلك غزو أوكرانيا.
لكن وبالرغم من عدم سماح بوتين لمنافسة فعلية في الانتخابات، فإن تأمين نسبة مشاركة عالية يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للكرملين الذي أكد مرارا أن المجتمع الروسي متحد خلف بوتين وحربه في أوكرانيا.
ويتم انتخاب الرئيس الروسي عن طريق التصويت الشعبي المباشر. وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المائة من الأصوات، يتم إجراء جولة ثانية بعد ثلاثة أسابيع.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها السماح بالتصويت لأيام عدة في الانتخابات الرئاسية الروسية، بالإضافة إلى أنها المرة الأولى التي يُسمح فيها للناخبين بالإدلاء بأصواتهم عبر الإنترنت.
هل تظهر الانتخابات الاستياء من بوتين؟
يرى العديد من المراقبين والمحللين أن هذه الانتخابات هي بمثابة استفتاء على مسألة الحرب في أوكرانيا، فالتصويت لبوتين كأنه تصويت للحرب، ولذلك تنظر المعارضة إلى التصويت بوصفه فرصة لإظهار حجم الاستياء من بوتين وحرب أوكرانيا.
إلى ذلك، يحذر الكرملين من حدوث احتجاجات خلال الأيام المقبلة، إذ ستكون هناك عواقب قانونية لأي شخص يلبي هذا النداء.