مطالب حماس “غير واقعية”.. هل سقطت مفاوضات الهدنة؟
بينما تتجّه الأنظار إلى مجلس الحرب والمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية، والذي سيطلع اليوم الجمعة على رد حركة حماس بشأن الهدنة المرتقبة وصفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، فإنّ المناخ العام لا يوحي بإيجابية.
وكانت حماس قد أعلنت أنها قدمت للوسطاء في مصر وقطر تصورا شاملاً للمفاوضات يرتكز على 4 أسس تعتبرها الحركة ضرورية للاتفاق وتبادل الأسرى،
و قالت وكالة رويترز إنها اطلعت على رد حماس وعرضت بعض بنوده.
وأفادت المعلومات بأن مقترح حماس يشمل وقف لإطلاق النار في غزة يتضمن مرحلة أولى تشمل “الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم مئة من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية”.
كما أشار اقتراح حماس إلى أن عدد الـ 100 أسير فلسطيني الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية سيقابله إطلاق سراح “المجندات النساء”، بحسب رويترز.
كذلك، نصّ المقترح على موافقة حماس على موعد لوقف دائم لإطلاق النار بعد أول تبادل للأسرى.
وذكرت الحركة في مقترحها أن الموعد النهائي للانسحاب الإسرائيلي من غزة سيتفق عليه بعد المرحلة الأولى.
كما أضافت أنه سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجانبين في المرحلة الثانية من الخطة.
من جهته علّق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس على رد حماس، واصفاً مطالبها بأنّها غير واقعية.
إلا أن بعض المسؤولين إسرائيليين ألمحوا إلى أن هذا الرد الذي كانوا ينتظرونه منذ أسابيع، قد يشكل علامة تقدم ويمكن أن يسمح بالانتقال إلى مفاوضات أكثر جدية بشأن صفقة مفصلة بمرحلة لاحقة.
وكان نتنياهو قد قال بأنّ موقف “حماس” الجديد من محادثات الهدنة ما زال مستندا إلى “مطالب لا أساس لها”، مضيفاً: “مطالب “حماس” غير معقولة، وسنقدم تحديثا بهذا الشأن إلى مجلس الحرب”.
وتتوسط الولايات المتحدة وقطر ومصر في مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ كانون الثاني الماضي، حيث عقدت جولات مفاوضات في باريس والقاهرة والدوحة، لكن هذه الجهود لم تثمر اتفاقاً حتى الآن.
وسبق أن نجحت الوساطة المصرية – القطرية، في وقف القتال لمدة أسبوع تشرين الثاني أطلقت خلاله “حماس” سراح ما يزيد على 100 من المحتجزين لديها في حين أطلقت إسرائيل سراح نحو ثلاثة أمثال هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين.
واستضافت القاهرة، الأسبوع الماضي، وعلى مدار أربعة أيام، جولة مفاوضات تستهدف الاتفاق على “تهدئة في غزة لمدة ستة أسابيع”، شاركت فيها وفود من “حماس”، وقطر، والولايات المتحدة الأميركية، وانتهت بمغادرة وفد “حماس” القاهرة “للتشاور”.
وشهدت جولة المفاوضات الأخيرة خلافات بشأن تفاصيل صفقة تبادل المحتجزين من الجانبين إلى جانب “مطالبة حركة حماس بوقف كامل لإطلاق النار، بينما تصر تل أبيب على وقف مؤقت”.