“الاعتدال” تُجمّد تحرّكاتها.. ولا سقف زمنيّ لمهمّة “الخماسية”!
لم تمنع التطورات الساخنة على الجبهة الجنوبيّة، الساحة المحلية من الانشغال بالملف الرئاسي، الذي بات حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، في ظلّ التحذيرات المستمرة من اندلاع حرب شاملة.
في هذا الإطار، أعلنت مصادر اللجنة الخماسية لصحيفة “الجمهورية” أنّ “اللجنة الخماسية لم تضع سقفاً لتحركها أو حَددت لمهمتها مهلة زمنية، فهي تتصدى لمهمة معينة جوهرها مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، واللجنة ماضية في تأدية هذا الدور، واللقاءات مفتوحة”.
بالمقابل، علمت “الشرق الأوسط” من مصادر نيابية مواكبة عن كثب لتحرك كتلة “الاعتدال الوطني”، أنها قررت إرجاء انطلاقها في جولة ثانية على رؤساء الكتل النيابية إفساحًا في المجال أمام سفراء الدول الأعضاء في “الخماسية” في محاولتهم لرفع منسوب الاهتمام بانتخاب رئيس للجمهورية وإدراجه بنداً أساسياً على جدول أعمال المعنيين بانتخابه من زاوية عدم ربطه بالجبهة المشتعلة في جنوب لبنان، امتدادًا إلى الحرب الدائرة بين حركة “حماس” وإسرائيل في قطاع غزة.
وتوقفت المصادر نفسها أمام رغبة سفراء “الخماسية”: السعودي وليد البخاري، والأميركية ليزا جونسون، والمصري علاء موسى، والفرنسي هيرفيه ماغرو، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، بلقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والرئيس السابق ميشال عون، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إضافة إلى الرئيس نبيه بري، وقالت إن تركيزهم على القيادات المارونية يأتي استجابة لرغبة بكركي التي تراهن على دورهم في تعبيد الطريق أمام انتخاب الرئيس، وهذا ما يدعوها للنزول بكل ثقلها لدفعهم إلى تنعيم موقفهم والتعاطي بمرونة وانفتاح في مقاربتهم للرئاسة.
المصادر كشفت أن سفراء “الخماسية” ينطلقون في تحركهم من أن لا مصلحة للبنان بربط انتخاب الرئيس بما سيؤول إليه الوضع على الجبهة الغزاوية، وسألت عن الأسباب الكامنة وراء تأكيد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على أنه ماضٍ في إسناد “حماس” من دون أن يتطرق إلى الاستحقاق الرئاسي، وإن كان ليس في وارد توسعة الحرب بتوفير الذرائع لإسرائيل لاستدراجه إلى توسعتها.
كما تقول مصادر في المعارضة لـ”الشرق الأوسط”، إنّ “الحزب” يضغط للمجيء برئيس على قياس انقشاع الوضع على الجبهة الغزاوية، من دون أن يتخلى عن تمسكه بدعم ترشيح رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في مقابل عدم استعداده للانخراط في ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث.
وحذّرت المعارضة من وجود مخطط يقضي بتمديد الشغور الرئاسي إلى ما بعد العاشر من كانون الثاني المقبل، أي بعد انتهاء التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وقالت إن بعض الأطراف المنتمية إلى محور الممانعة تدعم هذا التوجّه بذريعة أن مجرد إحالته على التقاعد سيؤدي إلى تراجع حظوظه الرئاسية بخلاف التعامل معه عربياً ودولياً، كما هو حاصل اليوم، على أنه أحد أبرز المرشحين للرئاسة.