“التيار” يعزف نغمة “حقوق المسيحيين” من جديد.. و”القوات”: بطولاتكم وهمية
في المؤتمر الوطني السنوي لـ”التيار الوطني الحر” يوم الأحد 17 آذار الحالي، ناشد رئيسه النائب جبران باسيل القوى المسيحية “وضع خطٍّ أحمر تحت الوجود والشراكة المتناصفة ولبنان الكبير، لأنّ خسارة أو استضعاف أي مجموعة منّا هي خسارة لوجودنا. كلّنا بحاجة لبعضنا لنبقى، وليبقى لبنان الرسالة الذي نريده مع شركائنا”.
وكرّر طلبه من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن يجمع القيادات السياسية المسيحية. وتوجه الى هذه القيادات قائلاً: “إن الوقت ليس للمزايدات، ولا للعدائية التي يظهرها البعض لأنّ أحداً لا يستطيع إلغاء أحد..”، متناسيًا أنه كان قد أقصى “القوات” وأسقط “تفاهم معراب” من أجل “تفاهم مار مخايل”، على أمل وعد لم يأتِ من “حزب الله” بأن يكون باسيل رئيس الجمهورية المقبل.
كذلك تناسى باسيل الذي يتحدّث اليوم عن الإلغاء بين المسيحيين من السبعينات والثمانينات والتسعينات أنّ عمه ميشال عون من قاد عمليات حروب الإلغاء في ذلك الوقت.
وإكمالًا لنغمة “استرداد حقوق المسيحيين”، أطلق “التيار الوطني الحر” في الأيام الأخيرة حملة “للتصدي للتعيينات المجحفة بحق المسيحيين التي كانت الحكومة تنوي إقرارها”، وردًا على هذه الحملات، أعلنت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” في بيان، أن “التيار” دأب في الأيام الأخيرة، على إطلاق حملة ينسب فيها لنفسه بطولات وهمية مدعيا التصدي لتلك التعيينات، ولا يتوقّف عند هذا الحدّ، إنما يعمد إلى مهاجمة القوى السياسية ومن ضمنها القوات اللبنانية، الأمر الذي يتنافى مع الوقائع والحقائق للأسباب التالية:
– أولا، حكومة تصريف الأعمال القائمة كانت آخر حكومات عهد الرئيس ميشال عون، ونالت ثقة “التيار الوطني الحر” في البرلمان، بينما المعارضة النيابية السيادية ومن ضمنها “القوات اللبنانية” حجبت الثقة عنها.
– ثانيا، الحكومة التي يعترض النائب جبران باسيل على قراراتها هي حكومة مؤلفة من لون واحد، وله فيها حصة الأسد.
– ثالثا، كان يكفي لو ان حليف “التيار الوطني الحر” في وثيقة التحالف “حزب الله” رفض المشاركة في اجتماعات هذه الحكومة لتتعطّل اجتماعاتها، وبالتالي هي مشكلة داخل الفريق الواحد، فضلا عن ان النائب باسيل أعلن مرارا وتكرارا بأنه ما زال خلف الحزب في دفاعه المزعوم عن لبنان.
– رابعا، لم تكن المشاكل القائمة لتكون لو تمّ انتخاب رئيس للجمهورية، ومن يحول دون انتخاب الرئيس هو الفريق الحليف للنائب باسيل، أي الممانعة، وخلافه مع هذا الفريق من طبيعة سلطوية لا مبدئية.
– خامسا، لو صحّت إدعاءات التيار لكان إستطاع التصدي لإجتماعات الحكومة بشكل عام، ولكنه لم يفعل للاعتبارات المعروفة وفي سياق حملات المزايدة التي لا يتقن غيرها.
– سادسا، ما أوقف هذه التعيينات هو الإتصالات السياسية الواسعة التي حصلت وتولتها مجموعة من القوى والشخصيات، بدءا من بكركي وصولا إلى “القوات اللبنانية” وما بينهما من أحزاب وشخصيات سياسية، وذلك من خلال التواصل مع الرئيس نجيب ميقاتي ومروحة من الوزراء بهدف الضغط لإزالة هذا البند عن جدول أعمال الحكومة، فيما التيار أعجز من التأثير على الحكومة، والأمثلة على ذلك لا تعدّ ولا تحصى وتتراوح بين عدم تمكنه من التصدي لتعيين رئيس أركان الجيش ولا التصدي لإجتماعات الحكومة”.
وأضافت الدائرة: “كالعادة يرتكب “التيار الوطني الحر” المأساة ويهرع لتحميلها إلى الأخرين حاله كحال الـPyromane Pompier، أي الإطفائي المهووس بالحرائق الذي يدعّي معالجة هذه الحرائق التي يكون خلف إشعالها”.
مواضيع ذات صلة :
الخلافات تعصف مجدداً داخل التيار الوطني الحر… هل تُستكمل لائحة الفصل والاستقالات؟ | الخطيئة المميتة | باسيل: لسنا حلفاء “الحزب” في بناء الدولة ولكن! |