بوتين يتحدّث عن هجوم موسكو الدامي: “المتورطون حاولوا الهروب لأوكرانيا”
أبلغ مدير جهاز الأمن الفيدرالي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتقال 11 شخصا، من بينهم 4 إرهابيين، نفذوا الهجوم الإرهابي على مجمع “كروكوس سيتي هول”، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي في الكرملين، في حين ارتفع عدد قتلى الهجوم إلى 154.
وفيما العمل جار لرصد المزيد من المتواطئين، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم في بيان نشره على قنوات تابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي.
بوتين: المنفذون حاولوا الهروب لأوكرانيا
وفي أول تعليق له على الحادثة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، إن منفذي هجوم كروكوس حاولوا الهروب إلى أوكرانيا حسب المعلومات الأولية.
وتوعد بوتين في كلمة له بمعاقبة كل المسؤولين عن هجوم كروكوس، واصفا الهجوم بالإرهابي والوحشي.
وأضاف: لا أحد يستطيع زعزعة أمن واستقرار روسيا، مشيرا إلى أنه تم إلقاء القبض على كافة منفذي هجوم ومضاعفة الأمن لمنع وقوع أي هجمات أخرى.
كذلك أكّدت أجهزة الأمن الروسية أن المشتبه بهم في الهجوم على صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو الجمعة كانت لديهم “جهات اتصال” في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار.
سيارة رينو كانوا يستقلونها
إلى ذلك، انتشرت صورة لسيارة رينو صغيرة بيضاء متضررة كان المسلحون يستخدمونها، فيما ظهر أحد الموقوفين والدماء تسيل من وجهه إضافة إلى قطعة من السلاح المستخدم.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام حكومية روسية اليوم أسطولاً من سيارات الطوارئ لا يزال متجمعاً خارج أنقاض قاعة مدينة كروكوس، وهو مركز تسوق ومكان للموسيقى يتسع لأكثر من 6000 شخص في كراسنوغورسك، على الطرف الغربي لموسكو.
وجاء هجوم الجمعة بعد أيام فقط من إحكام بوتين قبضته على السلطة من جديد في فوز ساحق في الانتخابات.
أوكرانيا تؤكد أنّ لا علاقة لها بالهجوم
أكدت أوكرانيا أنه “ليس لها أي علاقة” بإطلاق النار، كما وصفت الحادث بـ “العمل الإرهابي”.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، عبر تلغرام “لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث”.
واتهم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم على قاعة الحفلات بموسكو.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إنه “ليس هناك مؤشر حتى الآن إلى أن أوكرانيا، أو أوكرانيين ضالعون في إطلاق النار”.
تنديد دولي
قدم البيت الأبيض تعازيه إثر سقوط ضحايا، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن صور إطلاق النار “مروعة ويصعب مشاهدتها”.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن “الصدمة والفزع” بعد “الهجوم الإرهابي”، وقال المتحدث باسم الاتحاد، بيتر ستانو، إن “الاتحاد الأوروبي يدين جميع الهجمات على المدنيين”
كما نددت فرنسا بالهجوم “الشنيع”، وقالت الخارجية الفرنسية عبر منصة إكس “الصور التي تصلنا من موسكو فظيعة، أفكارنا مع الضحايا والجرحى ومع الشعب الروسي”.
بدورها عبرت الخارجية الألمانية عن تعازيها في منشور على موقع “إكس”، قائلة إن “لقطات الهجوم الرهيب على الأبرياء مرعبة، ويجب الوقوف على كافة التفاصيل بأسرع ما يمكن”.
وقالت الخارجية الإسبانية عبر منصة إكس “لقد صدمتنا الأخبار الواردة من روسيا، تضامننا مع الضحايا وعائلاتهم والشعب الروسي، إسبانيا تدين أي شكل من أشكال العنف”.
وأدانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني “العمل الإرهابي الشنيع”، وقالت إن “فظاعة المذبحة التي تعرض لها مدنيون أبرياء في موسكو غير مقبولة”.
وأدانت دول عربية من بينها مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات الهجوم الذي وصفته بـ “الإرهابي”.
من جهته أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بأشد العبارات الهجوم الإرهابي”، وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق في بيان “ينقل الأمين العام تعازيه العميقة إلى أسر الضحايا وشعب روسيا الاتحادية وحكومتها”.
وفي بيان لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أدان الأعضاء أيضا “بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الشنيع والجبان على قاعة للحفلات الموسيقية بموسكو”.
وقدم مجلس الأمن تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدا أن “الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل أحد أخطر التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليين”، داعيا إلى محاسبة مرتكبي الهجوم.
وطالب المجلس جميع الدول إلى “التعاون” مع روسيا والسلطات المختصة.
تحذير سابق من الولايات المتحدة الأميركية
وقبل أسبوعين، وجهت السفارة الأمريكية في روسيا تحذيرا لمواطنيها بتجنب التجمعات الكبيرة، قائلة إنها ترصد تقارير تفيد بأن “متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف التجمعات الكبيرة في موسكو، ومنها الحفلات الموسيقية”. وقامت السفارة، مساء الجمعة، بإعادة حث المواطنين الأمريكين على تجنب المنطقة المجاورة للهجوم.