الراعي يلتمس “الخلاص” في أحد الشعانين: الخطيئة السياسيّة بلغت بالفساد إلى ذروته
لم تغب ملفات الساحتين الداخلية والخارجية عن عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في قداس أحد الشعانين، ملقيًا الضوء على الملفات المتأزمة التي يرزح تحت ثقلها لبنان، ومعرّجًا نحو “السخونة” التي تُهدّد المنطقة بحرب كبرى.
فقد ترأس البطريرك الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة”، مشيرًا إلى أنّه بالإضافة إلى المفهوم الروحيّ، نحن في لبنان نردّد مزمور الشعانين: “إمنحنا الخلاص والنصر يا ربّ”، وقال: نلتمس الخلاص من خطايانا المتزايدة، ولا توبة عليها، فتراكمت حتى أصبحنا نعيش في هيكليّة خطيئة ضدّ الله، وضدّ قدسيّة الذات، وضدّ الناس. نحن نعني الخطيئة الروحيّة، والخطيئة الأخلاقيّة، والخطيئة الإجتماعيّة، والخطيئة السياسيّة التي بلغت بالفساد إلى ذروته”.
البطريرك الراعي أضاف: “لا ننسى أطفال غزّة الخاضعين لعمليّات إبادة واضحة في المستشفيات، وطريق الهرب، ووقوفهم صفوفًا لالتماس حصّة طعام، وفي الجوع وانتفاء الأدوية. كذلك القول عن الرجال والنساء والشباب، فيما العالم معتصم بالصمت خوفًا على المصالح. فيا لوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدول”!
كما تطرّق البطريرك الماروني إلى “كارثة العائلات والأطفال في حرب روسيا وأوكرانيا. وممّا يزيد ألـمًا المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش على ما يبدو بعناصر مسلّحة ومن وراءهم، مساء الجمعة، إذ اقتحموا صالة للموسيقى في ضواحي موسكو، وفتحوا النار على الحاضرين، ثمّ دبّ الحريق في الداخل، فكانت حصيلة القتلى بحسب إحصاءات اليوم 143 قتيلًا، وعدد كبير من الجرحى. فإنّا نتقدّم بالتعازي من عائلات القتلى والسلطات الروسيّة، ونرجو من السفارة الروسيّة في بيروت نقل تعازينا، وتأكيد قربنا منهم وصلاتنا، سائلين الله أن يتقبّل صلاتنا لراحة نفوس الضحايا وشفاء الجرحى وأن يضع حدًّا للحرب الهدّامة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا بالسلام العادل والدائم”.
وختم الراعي قائلًا: “إنّ زمن الصوم الكبير كان لنا جميعًا زمن رجوع إلى الله من كلّ القلب بروح التوبة والتقشّف، ورجوع إلى بعضنا البعض بروح المصالحة والتعاون، وإلى إخوتنا وأخواتنا الذين في حاجة لمدّ يد المساعدة الماديّة والروحيّة والمعنويّة إليهم. هذا هو الطريق الذي يؤدّي بنا إلى الإلتزام، كلٌّ من موقعه ومسؤوليّاته، ببناء وحدتنا الوطنيّة المجمّلة بتعدديتنا الثقافيّة والدينيّة”.
ثم أقيم زياح الشعانين في باحة الصرح الخارجية، حيث حمل الأطفال الشموع وأغصان الزيتون مرددين: “هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب”.
مواضيع ذات صلة :
“أمنية” لنديم الجميّل في “أحد الشعانين” | نادين نسيب نجيم مع ولديها في أحد الشعانين… “ينعاد عليكم” (صور) | الراعي في قداس أحد الشعانين: الضامن للسياسة الصالحة هو انتخاب رئيس |