من هي كيم جو أي التي ستخلف زعيم كوريا الشمالية؟
تتجّه الأنظار إلى ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، سيّما بعدما بعدما أطلقت وسائل إعلام رسمية لقب “الشخصية العظيمة المرشدة”، وهو مصطلح يستخدم حصريا لكبار القادة وخلفائهم.
وتشرف كيم جو أي، التي يُعتقد أن عمرها بين 10 و12 عاما، على التدريبات العسكرية مع والدها بين الحين والآخر، وظهرت إلى جانب والدها للمرة الأولى في العام 2022 في اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، حسبما ذكرت صحيفة “ذا نيوزيلند هيرالد”.
وظهرت كيم جو أي بعد إطلالتها الأولى في عام 2022، خمس مرات، وحضرت بجانب والدها في الحفل الكبير للعام الجديد 2024 في ملعب “ماي دي”.
وفي بداية العام، قال جهاز المخابرات الوطنية الكوري الجنوبي: “يبدو أن كيم جو أي هي الوريثة المحتملة، على الأقل في الوقت الحاضر، نظرا لظهورها العلني والمعاملة التي تتلقاها”، وأضاف: “بما أن كيم جونغ أون لا يزال شابا ولا يعاني من أي مشاكل صحية كبيرة، ولأن هناك العديد من المتغيرات، فإننا نراقب الوضع عن كثب مع إبقاء كل الاحتمالات مفتوحة”.
وقد ظهر الكوريون الشماليون مؤخراً وهم ينحنون أمام كيم جو أي في وسائل الإعلام الرسمية، كذلك شوهد أقوى مسؤول عسكري في البلاد، المارشال باك جونغ تشون، وهو راكع أمام كيم جو أي في عرض عسكري أقيم مؤخراً.
ووفق مراقبوم فإنّ هذه المؤشرات تقول إنّه “من شبه المؤكد” أن يتم إعدادها لتكون الزعيمة القادمة للدولة المسلحة نوويا.
فيما قال فلاديمير تيخونوف، أستاذ الدراسات الكورية في جامعة أوسلو، إنه على الرغم من عدم وجود أي امرأة تقود البلاد من قبل، إلا أن “سلالتها المقدسة من قبيلة بايكتو من عشيرة كيم” يمكن أن تجعلها الأولى في منصب كهذا.
وذكرت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية أن كيم جو أي لم تسجل في أي مدرسة في البلاد، وأنها تتعلم في البيت في بيونغيانغ.
من هو كيم جونغ أون؟
هو رئيس جمهورية كوريا الشمالية. ورث السلطة عن أبيه في عام 2011.
ويُرجح أن يكون ابن كيم جونغ إيل من زوجته الثالثة، وهي راقصة يابانية الأصل تدعى كو يونغ يُعتقد أنها ماتت بسبب سرطان الثدي عام 2004.
وتفيد تقارير إعلامية بأن جونغ أون من هواة كرة السلة ورياضة التزلج وأفلام الإثارة. وهو -كوالده الراحل- يعاني من مرض السكري، ومتزوج من ري سول جو.
نشأ جونغ أون وترعرع في سويسرا عندما كان عمه -الشقيق الأكبر لوالده- سفيرا لبلاده فيها، وهناك درس في المدرسة الدولية (تحت اسم مستعار) حتى عام 1998، وأتقن عدة لغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، ثم عاد إلى البلاد بعد تخرجه فدرس العلوم السياسية في جامعة كيم إيل سونغ العسكرية وتخرج منها 2007.
تولى جونغ أون عام 2010 منصب نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية برتبة جنرال، وهو المنصب الذي ترقى منه إلى مواقع أخرى أهلته لقيادة البلاد إثر وفاة والده نهاية السنة الموالية.
لا يتوفر الكثير من التفاصيل عن شخصية جونغ أون التي توصف بأنها “غامضة”، لأنه لم يُسمح خلال فترة حكم والده بتسريب أي تفاصيل عنه أو عن أفكاره. كما لم تنشر له صورة في وسائل الإعلام إلا في أيلول 2010، حين ظهر مع والده رفقة شخصيات بارزة في النظام، وهو ما اعتبره المراقبون آنذاك دليلا على تسارع وتيرة توريثه.
وفي 29 تشرين الأول 2010 عينه والده -بعد ترقيته إلى رتبة جنرال- نائبا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية التابعة للحزب الحاكم التي تتولى وضع سياسات البلاد، وكان ذلك التعيين أولى مراحل تهيئته لخلافة والده في الحكم.
وقد انتخبه الجيش في آب من نفس السنة مندوبا عنه إلى مؤتمر حزب العمال الشيوعي الحاكم، وهي خطوة اعتُبرت ترقية لعضويته في اللجنة المركزية المذكورة، كما وجه والده حينها تعليمات إلى المؤسسات الهامة في البلاد بحلف “يمين الولاء” له.
وبعد وفاة والده في 19 كانون الأول 2011 وصفته وكالة الأنباء الكورية الشمالية بـ”الوريث الكبير”، وأشادت به باعتباره “الزعيم البارز لحزبنا وجيشنا وشعبنا”، مما عزز فرضية خلافته والده في حكم البلاد.
وفي 30 دكانون الأول 2011 أُعلِن رسميا أن المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم -بناء على وصية الزعيم الراحل- عين جونغ أون قائدا أعلى للقوات المسلحة (التي تضم 1.2 مليون فرد) لكونه “ورث الذكاء والقدرة على القيادة والطبع والحس الأخلاقي والشجاعة عن كيم جونغ إيل”.
وفي 11 أنيسان 2012 عُين في منصب الأمين الأول لحزب العمال الحاكم. وبعد يومين من ذلك ولاه البرلمان منصب الرئيس الأول للجنة الدفاع الوطني التي تعتبر أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في البلاد، فكانت تلك الخطوة الأخيرة في عملية نقل السلطة رسميا إليه ليشغل منصب “رئيس الدولة”.
وبعد يومين من ذلك، ألقى جونغ أون أول خطاب متلفز له أمام الشعب الكوري فدعا إلى ما سماها “حملة من أجل النصر النهائي”، وأشاد بعقيدة “الجيش أولا” التي انتهجها جده ووالده والتي أدت إلى بناء رابع أكبر جيش بالعالم، مؤكدا أن “التفوق في التكنولوجيا العسكرية لم يعد حكرا على الإمبرياليين” في إشارة إلى الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية.
وفي 17 تموز 2012 عزز سلطاته بنيله لقب “مارشال” وتوليه منصب قائد الجيش -الذي يعد أعلى منصب عسكري في البلاد- إثر عزله نائب المارشال ري يونغ هو الذي كان من المقربين لوالده الراحل كيم جونغ إيل.
تتركز معظم أنشطة كيم جونغ أون على الشؤون المحلية حيث تزدحم “صفحة أنشطة الزعيم” بالتدشينات والخطابات ذات الطابع المحلي، بينما صلته بالخارج لا تتجاوز بعث برقيات نادرة لقادة دول ليست فاعلة بقوة على مستوى العالم. ويظهر ملهما ومعلما في كل مناحي الحياة.
مواضيع ذات صلة :
كوريا الشمالية تستعد لمواجهة نووية مع أميركا | لبنان “ذبابة” على قرن ثور | قراصنة من كوريا الشمالية سرقوا أسرارًا عسكرية! |