معلومة خطيرة تُكشَف.. أي علاقة بين “قوى الأمن” وحرب تموز؟
اليوم، وفي غمرة الحرب بين حماس وإسرائيل من جهة، وبين إسرائيل و”الحزب ” من جهة ثانية، ثمة أسرار سوف تُكشف بعد حين عن توقيت “عملية طوفان الأقصى” وعن سبب تحييد الأميركيين لإيران، وعن الرأس المدبر الذي اختار التوقيت، وعن سر دخول “الحزب” في الحرب بالرغم من رغبة إيران في إتمام صفقة مع الأميركيين
كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:
لعل أخطر ما قيل عن حرب تموز 2006 وتداعياتها السلبية على لبنان وشعبه، المعلومة التي كشفها النائب اللواء أشرف ريفي، مدير عام قوى الأمن الداخلي سابقًا، وتحديدًا في الفترة التي اندلعت فيها الحرب بعد خطف عناصر من “حزب الله” جنديين إسرائيليين في 12 تموز 2006 واندلاع حرب طاحنة أدت إلى تدمير الجسور والبنى التحتية وأعادت الاقتصاد اللبناني عشرات السنوات إلى الخلف، وكان ذلك بعد كلام مطمئن قاله السيد حسن نصرالله للمجموعة التي شاركت في الحوار الذي أداره رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأنّ صيف 2006 سيكون واعدًا وليس هناك أي توتر على الجبهة بين “حزب الله” وإسرائيل.
في 14 آذار 2024 نظّم “دار الحوار” خلوة سياسية لنواب وشخصيات سيادية معارضة للنقاش في كيفية الخروج من الأزمة، وركزت المداخلات على الكثير من نقاط القوة لدى المعارضة، وتم استعراض نقاط الضعف أيضًا وكيفية تعزيز فرص النجاح لإنهاء الشغور الرئاسي وإعادة الانتظام للمؤسسات بعد الحد من التفرد في أخذ لبنان إلى المجهول.
وكانت ملفتة مداخلة النائب اللواء أشرف ريفي عندما كشف معلومة أمنية تتعلق بزيارة قام بها رئيس شعبة المعلومات وقتذاك العميد وسام الحسن بإذن من مديره اللواء أشرف ريفي، للاجتماع بأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ووضعه في أجواء التحقيقات التي أجرتها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بعد اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما توصلت إليه المعلومات.. كان الهدف بحسب اللواء ريفي، وضع نصرالله أمام حقيقة ضلوع عناصر من حزبه في عملية الاغتيال بالأدلة والقرائن التي لا تقبل الشك..
ويضيف اللواء ريفي: بعد عرض وسام الحسن حيثيات التحقيق قال له نصرالله: أنا لست خبيرًا أمنيًا وعليك أن تجتمع بـ”فلان” لتشرح له ما لديك من معلومات.. وبالفعل تم تحديد الموعد، الذي “ألغته حرب تموز”..
سُئل ريفي: هل توحي لنا أنّ هناك ربطاً بين نتائج تحقيق قوى الأمن الداخلي التي تطابقت مع حكم المحكمة الدولية، والحرب التي وقعت بين “حزب الله” وإسرائيل.. أجاب: الاحتمال وارد جدًا والحرب أطاحت بالاجتماع المقرر..
سأله مدير الندوة الإعلامي فادي شهوان: هل من حكمة في مواجهة من ارتكب جريمة بالحقائق كما فعلتم؟ أجاب ريفي: هذه شجاعة المواجهة عندما تقول للمرتكب أنت مرتكب ومدان ونحن نعلم كل شيء وعليك التعاون لتسليم القَتَلة.
أضاف ريفي: بعد استشهاد اللواء وسام الحسن وقبله الرائد وسام عيد، أصدرت المحكمة الدولية حكمها واتهمت عناصر من “حزب الله” سبق لقوى الأمن أن كشفتهم بطريقة بدائية وباحترافية عالية، قبل أن يتم اغتيال الرائد عيد واللواء الحسن.
وبعد انتهاء حرب تموز، وبعد مرور 18 سنة على المقولة الشهيرة التي أطلقها نصرالله في مقابلة صحافية، مقولة “لو كنت أعلم” التي تحمل دلالات عدة، سيّما مسألة الهروب إلى الخطف والتسبب باندلاع حرب للهروب من حقيقة من خطط ونفذ جريمة 14 شباط 2005 التي طالت الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والتي أعادت لبنان سياسيًا ومعنويًا واقتصاديًا عشرات السنوات إلى الخلف..
واليوم، وفي غمرة الحرب بين حماس وإسرائيل من جهة، وبين إسرائيل و”حزب الله” من جهة ثانية، ثمة أسرار سوف تُكشف بعد حين عن توقيت “عملية طوفان الأقصى” وعن سبب تحييد الأميركيين لإيران، وعن الرأس المدبر الذي اختار التوقيت، وعن سر دخول “حزب الله” في الحرب بالرغم من رغبة إيران في إتمام صفقة مع الأميركيين، وأخيرًا ليس آخرًا عن سر “الانفتاح الحزب إلهي” على دولة الإمارات العربية المتحدة، المتصالحة مع إسرائيل، والتي سبق لـ”حزب الله” أن وصفها زورًا وبهتانًا بأبشع النعوت، وقال فيها كلامًا لا يليق بفراشة العالم العربي.. كلامٌ لا يتبناه أي لبناني يجد في الإمارات بلده الثاني ويعرف أنّ قوة لبنان من قوة علاقاته العربية والدولية التي حاول “حزب الله” جاهدًا تخريبها، ونجح في بعض الأحيان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |