1 نيسان.. كيف بدأ العالم بالكذب؟
ينتظر العالم يوم 1 نيسان، للقيام بالمقالب الساخرة، ولتبادل الأكاذيب التي توصف بالـ”بيضاء”، أما فيما يتعلّق ببداية هذه المناسبة، فهي تتنوع من عطلة مذكورة في حكايات كانتربري لشوسر في عام 1392 إلى ذكر عبارة Poisson d’avril (كذبة أبريل، وحرفيا “سمكة أبريل”) للشاعر الفرنسي إيلوي داميرفال في عام 1508.
ويرّجح المؤرخون أنّ بداية هذه المناسبة، تعود لاعتماد بعض البلدان التقويم الغريغوري في وقت أبكر من غيرها، وبالتالي احتفلت بالعام الجديد في 1 كانون الثاني بدلا من 25 آذار وفقا للتقويم السابق.
ووفقا للتقويم القديم، تنتهي الاحتفالات برأس السنة في الأول من نيسان.
ووفق الرواية فإنّ الأشخاص الأقل تحضرا في تلك الحقبة استمروا في الاحتفال بالتقويم القديم، لذلك كانوا يتعرضون للسخرية ويعتبرون “حمقى”، وبالتالي أطلق عليهم عبارة “poisson d’avril” باللغة الفرنسية العامية والتي تُترجم إلى “كذبة أبريل” اليوم.
وما إن أصبح يوم كذبة نيسان جزءاً من التقويم الشعبي، حتى أخذها الأمريكيون الشماليون والبريطانيون بشغف، ما أدى إلى ظهور العديد من التعبيرات المرتبطة بهذا اليوم.
طرائف “كذبة نيسان” عبر التاريخ
أقدم “كذبة نيسان” مسجلة تعود إلى عام 1698، إذ دعي الناس في لندن لمشاهدة الحفل السنوي لغسل الأسود في منطقة برج لندن، وبالفعل ذهب كثيرون إلى المكان، لكن لم يكن هناك أي أسود لكي تجري عملية غسلها، فالأمر مجرد كذبة.
الغريب في الأمر أن البعض صدّق الأمر وصاروا يترددون على المنطقة في نفس الموعد عاما بعد آخر من أجل مشاهدة أسود لن تأتي.
أما في العام 1905، نفشرت صحيفة ألمانية خبرا مفاده أن اللصوص حفروا نفقا أسفل مبنى وزارة الخزانة الفيدرالية الأميركية وسرقوا كل الذهب والفضة منه.
وقالت الصحيفة إن ثمن المسروقات بلغ 268 مليون دولار؟
وسرعان ما انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم وأعادت نشره العديد من الصحف في أوروبا والولايات المتحدة، لكن الخبر كان فقط في خيال من كتبوه فقط.
غير أنّ كذبة نيسان لم تصبح حدثا إعلاميا إلّا في منتصف القرن العشرين، وتحديداً في العام 1957، حين أخبرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مشاهديها أن هناك محصولا استثنائيا من السباغيتي في سويسرا في ذلك العام.
ونشرت “بي بي سي” لقطات لأشخاص قالت إنها يقطفون “ثمار السباغتي”، ورغم أن المشاهدين في جلهم كانوا في حيرة من أمرهم، اتصل بعضهم في الهيئة ليعرفوا كيف بوسعهم الحصول على “شجيرات السباغتي”.
في العام 1996 نشرت سلسلة مطاعم تاكو إعلانا في صحيفة، قالت فيه إنها اشترت جرس الحرية في ولاية بنسلفانيا، الذي يعد رمزا للاستقلال والثورة في الولايات المتحدة.
وكانت هذه المزحة خطيرة، لكون الأمر كان مزعجا كثير من الناس نظرا لحساسية الرمز المستهدف.
ومثّل “الإعلان الكذبة” تحوّلا في نظرة الشركات إلى “يوم كذبة أبريل”، فبعدما كان الأمر مجرد فرصة للترفيه بات فرصة للترويج.