شكوك خطيرة.. حقن إنقاص الوزن وراء 20 حالة وفاة في بريطانيا
نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن اكتشاف صلة بين جرعات حقن إنقاص الوزن مثل Ozempic وWegovy وبين 20 حالة وفاة في بريطانيا، من بينها أحد الضحايا في الثلاثينيات من عمره.
لم يثبت أن أيًا من الوفيات، التي حدثت جميعها منذ عام 2019، كانت ناجمة بشكل مباشر عن حقن فقدان الوزن التي غيرت قواعد اللعبة. لكن خبراء الصحة المكلفين بمراقبة سلامة الأدوية المستخدمة في المملكة المتحدة، بما يشمل اللقاحات، يقولون إن التقارير عن الآثار الجانبية تشير إلى “الشك” في احتمال إلقاء اللوم عليها.
حذر الخبراء البريطانيون من تعاطي عقار سيماغلوتيد، وهو العنصر القوي وراء تأثيرات الحقن في إنقاص الوزن، عبر الإنترنت، مشيرين إلى أنه يتم بيع إصدارات مزيفة عبر شبكة الإنترنت بمبالغ زهيدة، أدت إلى دخول العديد من الحالات في غيبوبة بين الحياة والموت.
وقال تام فراي، رئيس المنتدى الوطني للسمنة، إن أحدث جيل من أدوية السمنة الجديدة القوية رائع عند استخدامه على النحو الموصى به، مؤكدًا أن “إساءة استخدامها من قبل الأشخاص الذين يشترونها إما بدون وصفة طبية أو عبر الإنترنت لمجرد إنقاص الوزن وبدون وصفة طبية متخصصة، يعرضون أنفسهم للخطر، وقد يكون هذا الخطر قاتلاً”.
وأضاف فراي أنه “إذا كان الشخص يريد فقط خسارة بضعة كيلو غرامات، فإما أن يستمر في اتباع نظام غذائي صحي أو لا يأكل كثيرًا”، لأنه سيكون أكثر أمانًا بكثير”.
ولم يتم تحديد أسباب 8 من الوفيات التي تم الإبلاغ عنها إلى وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA. لكن تم إدراج 4 منها على أنها حدثت نتيجة لسكتات قلبية، فيما شملت حالات أخرى الجرعات الزائدة والسرطان وحتى الانتحار.
كما أن هناك سبب آخر يرجع إلى أسيتونيميا، المعروف أيضًا باسم الكيتوزية، ويحدث عندما يحرق الجسم الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من الغلوكوز.
كشفت التقارير أن أغلبية الضحايا كانوا من الرجال، بعدد 13 رجلاً بين الوفيات العشرين، وكان 5 ضحايا في السبعينيات من العمر.
ومن بين أبرز الحالات، تأتي حالة وفاة سيدة أسترالية كانت تدعى تريش ويبستر ولم تكن مصابة بداء السكري. توفيت ويبستر عن عمر 56 عامًا بسبب تأثير جانبي مميت مرتبط بعقار أوزيمبيك، الذي تم وصفه لها لمساعدتها على إنقاص الوزن قبل حفل زفاف ابنتها.
فقدت ويبستر 16 كغم بعد تناول دواء أوزيمبيك وعقار آخر لإنقاص الوزن، بينما كانت تعاني من الغثيان والقيء والإسهال المستمر.
وفي يناير 2023، انهارت في المنزل بسبب خروج رغوة من فمها “مادة بنية اللون”. وتوفيت في وقت لاحق من ذلك المساء.
وسجل الأطباء سبب وفاتها على أنه “مرض هضمي حاد”، مشيرين إلى أن أوزيمبيك مرتبط بانسداد الأمعاء المميت.
يخدع عقار سيماغلوتايد، وهو المادة الفاعلة في حقن أوزيمبيك ووغوفي، الدماغ ليعتقد أنه ممتلئ، وبالتالي يقلل الشهية ويمنع المستخدمين من الإفراط في تناول الطعام.
مثل أي دواء، يمكن أن يكون للعقار آثار جانبية معروفة تختلف في تواترها وشدتها، بما يشمل الغثيان والإمساك والإسهال والتعب وآلام المعدة والصداع والدوار. وعانى بعض المرضى من تساقط الشعر.
كما وصفت بعض شركات الأدوية المنافسة الحقن بأنها أدوية عشوائية، لأن الأشخاص لا يفقدون الوزن بسببها فحسب، بل يفقدون كتلة العضلات أيضًا.
ويحقق خبراء الصحة أيضًا في الأدوية بسبب مخاوف من أنها قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. يمكن أن تنتهي تأثيرات سيماغلوتيد أيضًا بعد ستة أسابيع فقط، في حين قال الخبراء إن المرضى قد يحتاجون إلى تناولها مدى الحياة وإلا فإنهم يخاطرون بالانتفاخ مرة أخرى بمجرد توقفهم عن تعاطيها، مؤكدين على أن يجب أن يخضع كل دواء لتجارب السلامة قبل إتاحته للجمهور.
ووفقًا لوثيقة هيئة مراقبة الأدوية البريطانية، المكونة من 41 صفحة حول التفاعلات الضارة لعقار سيماغلوتيد، تم تسجيل 7254 تقريرًا عن التفاعلات منذ مطلع يناير 2019. وأشار أكثر من النصف (3819) إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، بما يشمل 1623 يعانون من أعراض الغثيان والقيء و286 يعانون من آلام في البطن.
وكان أكثر من 700 منها لاضطرابات الجهاز العصبي، في حين لوحظ أيضًا 238 اضطرابًا نفسيًا، بما في ذلك 36 سلوكًا انتحاريًا و33 تغيرًا في الحالة المزاجية.
تم أيضًا تسجيل تقرير عن حالة إجهاض، تُعرف طبيًا باسم “الإجهاض التلقائي”، و4 حالات انسداد رئوي – عندما تسد جلطة دموية وعاءً دمويًا في الرئتين.
وأشار بروفيسور نافيد ستار، خبير طب القلب والأوعية الدموية بجامعة غلاسكو، إلى بيانات التجارب السريرية التي شملت أكثر من 17000 شخص والتي أظهرت أن سيماغلوتيد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنحو الخمس.
وقال بروفيسور ستار إنه على الرغم من أن التجربة “لم تكن قادرة على تقديم دليل قاطع على ذلك”، إلا أنها شهدت أيضًا “انخفاض خطر حدوث عدد من المضاعفات الأخرى”.
ممارسة الرياضة وتغذية صحية
وأشار الخبراء إلى أن قلة ممارسة التمارين الرياضية، والأنظمة الغذائية السيئة، التي تحتوي على نسبة عالية من الأطعمة فائقة المعالجة، هي الأسباب الرئيسية لوباء السمنة.
وينصح الخبراء بأهمية ممارسة التمارين الرياضية أو النشاط البدني والحرص على اتباع نمط غذائي صحي لتجنب الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة.