مفتي “الحزب” الممتاز
إنه الناطق باسم “الحزب” بامتياز ومن لا يعرف المفتي الشيخ أحمد عبد الأمير قبلان، الذي شاب تعيينه شوائب، والمعبّر بفظاظة عن المضمر والمسكوت والدفين من الأحقاد، المستعدّ دائماً لشن الحملات على الصرح البطريركي وسيده
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
في التأريخ، يبرز كمال الصليبي وجواد بولس وفيليب حتي والأخوين عصام ونبيل خليفة ومن سبقهم ومن سيخلفهم.
في التحليل الجيوسياسي وقراءة المتحولات الدولية والإقليمية هو المرجع الأصدق إنباءً من العميد الياس حنا وسائر المحللين في الشرق والغرب.
في فهم الدستور اللبناني لا الدكتور حسن الرفاعي يجاريه ولا أيّ حامل دكتوراه في القانون الدستوري.
في فن الخطابة المستفّزة لشرائح كبيرة من الشعب اللبناني هو الأول من دون منازع.
إنه الناطق باسم “الحزب” بامتياز، ومن لا يعرف المفتي الشيخ أحمد عبد الأمير قبلان، الذي شاب تعيينه شوائب، والمعبّر بفظاظة عن المضمر والمسكوت والدفين من الأحقاد، المستعدّ دائماً لشنّ الحملات على الصرح البطريركي وسيده.
في خطبة عيد الفطر المبارك، بخّ المؤرّخ الممتاز سموماً ورشّ مبيدات حاملاً على حقبة مضيئة في تاريخ لبنان وتوجّه للمصرّين على قراءة لبنان بعين الـ 1920 بقوله “دعونا من قصّة مجد لبنان ومقولة التأسيس التاريخية، لأنّ تأسيس لبنان وكيانات المنطقة تمّ وفقًا لخرائط المصالح الفرنسية والبريطانية الاستعمارية، ومع ذلك لسنا ممن ينكر جهود البطريرك حويّك من جهة، سوى أنّ تأسيس لبنان والدولة صبَّ لصالح فئة أخذت ولم تُعطِ، وشاركت بالغُنم ولم تشارك بالغُرم إلا قليلاً”.
“كتر الله خيرك” بيت الحويك في الوطن والمهجر يكبرون “عدم إنكاركم” لجهود صاحب الغبطة.
وفي سياق الخطبة التاريخية شطح سماحة المفتي الغاضب كثيراً وذهب إلى القول “أن لولا انتفاضة 6 شباط لم يبقَ من لبنان إلا مستعمرة صهيونية، وتاريخ 6 شباط (1984) ولادة وجودية للبنان”! يجب ضرب موعد لطلاب الدكتوراه في التاريخ والقانون الدولي مع المفتي المرجع الذي يعتبر مجلس الأمن وكراً.
من حارة حريك التي تحولت، وكل الضاحية الجنوبية، بعد 6 شباط إلى غيتو شيعي صافٍ بنسبة 95 %، حذر مفتي “الحزب” من خطر السعي إلى “مربعات طائفية ذات صلاحيات مالية وإدارية واسعة، فذلك أمرٌ خطير، لأنه النسخةُ الناعمة للتقسيم، ولبنان كالذرّة إذا انقسم انفجر” ومثله يتوجس المرشد الأعلى من هذه اللامركزية التي نص عليها دستور لا يعترف به صاحب السماحة، كما لا يعترف بشيء اسمه انتخاب رئيس للجمهورية، حتى التسوية إن حصلت فلها شروطها “نحن لن نقبل بأيّ تسوية رئاسية تتعارض مع الملحمة الوطنية التي تقودها المقاومة على الجبهة الجنوبية، وأي خطأ في هذا المجال سيضع البلد في قعر القعر”، وعندما يقول قبلان نحن فإنّما يعبر بفجاجة عما يريده “الحزب”… أما “الحركة” فتحصيل حاصل.
وسط الخطبة، وفي لحظة وجدانية نادرة جرت دموع ابناء الطوائف المحمدية والمسيحية أنهاراً لدى قول مفتي الحزب: “لا شيء أقدس في هذا البلد من الشراكة الإسلامية المسيحية، وسنحمي هذه الشراكة بأشفار العيون”.
سلمت عيناك وأشفارهما.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |