“الخماسية” تحاول تقريب وجهات النظر.. والجميّل: “الحزب” يمنع التوافق بإصراره على مرشحه
تتجه الأنظار السياسية نحو سفراء “اللجنة الخماسية” الذين استأنفوا نشاطاهم الرئاسي يوم أمس لاستكمال لقاءاتهم برؤساء الكتل النيابية والنواب من مستقلين وتغييرين، لإخراج هذا الاستحقاق من التأزم وانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، ورغم أن هذه الجولة تحظى بدعم يقضي بتزخيم تحركهم، غير أنّ البعض لا يزال يرى أن لا آمال معلّقة على الحركة الجديدة لأن ثمّة قناعة بأن هذا الملف لن يُنجز قبل إنجاز التسويات في المنطقة بشكل عام، لكن يبقى الاهتمام مصبوباً حول قدرة هذه اللجنة على الخرق.
وقد انطلقت المشاورات في دارة السفير المصري علاء موسى، أمس الثلاثاء، حيث حضر سفراء اللجنة الخماسية للقاء عدد من الكتل النيابيّة، منها كتلة التوافق الوطني، كتلة تجدد، نواب التغيير وكتلة الطاشناق، لتقديم ما لديهم من أفكار والاستماع الى آراء وخلاصات السفراء والقائمين بأعمال سفاراتهم.
ويستكمل السفراء لقاءاتهم، اليوم، حيث اجتمعوا مع رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل في بكفيا.
وأعلن الجميل بعد اللقاء أن “الاجتماع مطولاً ومعمّقاً ودخلنا في كل وجهات النظر وحاولنا توضيح وجهة نظر الكتائب واشكالية الانتخابات الرئاسية”.
وقال: “أشكر الدول الخمس التي تقوم بجهد جبّار فالسفراء يحاولون إيجاد حلول من دون سياسة الفرض وهناك نوع من الجهد للخروج من الأزمة التي نمر بها ومحاولة إيجاد توافق بين الأفرقاء للخروج بحل للمشكلة الرئاسية”.
من جانبه، أعلن السفير المصري علاء موسى أنه تم التوافق على الاجتماع مرّة ثانية والاجتماع اليوم كان بناء وإيجابيًّا.
أضاف: “هناك أرضية مشتركة بين الكتل النيابيّة وما سنفعله في الأيّام المقبلة هو تقريب وجهات النظر ونحن لا نتناول أسماء مرشحين إنّما نتطرّق إلى خريطة طريق تقرّب بين اللبنانيين”.
في بنشعي
وفي وقت سابق، زار السفراء بنشعي للقاء رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّه، بغياب السفير السعودي وليد بخاري الذي اعتذر عن عدم الحضور لدواعٍ صحية.
بدوره، قال السفير المصري من بنشعي: “تبادلنا أفكارا عدّة واستمعنا إلى رؤية فرنجية في ما خصّ الملف الرئاسي في ظل الانسداد القائم، واللجنة الخماسية مصرّة على استكمال جهدها لإيجاد حلّ للملف الرئاسي ونأمل في إحداث خرق”.
وأضاف: “لم نلتق فرنجية بصفته مرشحا رئاسيا إنّما بصفته السياسية ونحن لا نتحدث بأسماء مرشحين إنّما نتعامل مع فكرة الرئيس طالما جرى انتخابه من القوى السياسيّة اللبنانية”، متابعًا: “فرنجية تحدّث عن وحدة الدولة وانتمائه لها وعن انفتاحه وهو على استعداد للتفاعل مع أي طروحات بما يخدم وحدة لبنان”.
وأعلنت اللجنة الخماسية أن “السفير السعودي لم يشارك في لقاءات اليوم بسبب وعكة صحية تعرّض لها بالأمس وهو لن يشارك في بقية لقاءاتنا.”
مساحة الثقة بين الكتل ليست كبيرة
وفي ختام اليوم الخماسي أمس، أوضح السفير المصري أنّ “الاجتماعات هي استئناف لما بدأناه من جولة على مختلف الكتل السياسية قبل العيد”، مشيرا إلى أنه “لدينا في المقبل من الأيام عدد من الاجتماعات ومع نهاية الأسبوع نكون قد أنهيناها كلها”.
وأكد موسى، في حديث لـ”الجمهورية”، “اننا في لقاءاتنا مع الكتل السياسية نستمع إلى أفكار إيجابية ونفسٍ مهم سيساعدنا كثيراً”.
وأضاف: “مرة أخرى أقول ما نستمع إليه ليس بالضرورة كله على النغمة نفسها. هناك تفاوت بالتأكيد لكن النقطة المشتركة هي إدراك الجميع وإحساسهم لأهمية الانتهاء من هذا الاستحقاق في أقرب وقت ممكن، وسنبني على هذه النقطة من أجل الإتيان بجميع الافرقاء معاً والخروج بشيء يحظى بقبول الجميع”.
ولفت السفير المصري إلى أن اللجنة الخماسية تبحث عن سبل الوصول إلى عناوين رئيسية يتّفق عليها الجميع لأنه عند الوصول إليها يمكن التغلّب على التفاصيل، معتبرا أن “إحدى المشكلات الموجودة بين الكتل السياسية هي أنّ مساحة الثقة ليست كبيرة”.
لقاءات اليوم
وعن اللقاءات التي ستستكمل اليوم الأربعاء، أفادت مراسلة “هنا لبنان” بأنهّ سيكون هناك لقاءات اليوم مع عدد من القيادات السياسية، منهم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، فيما ستغيب عن هذا اللقاء السفيرة الأميركية ليزا جونسون نظرًا لكونه تحت العقوبات الأميركية. كما سيكون هناك لقاء للجنة مع وفد من كتلة “الوفاء للمقاومة” وستغيب أيضًا السفيرة الأميركية عن هذا الاجتماع، ومن المحتمل أن يغيب عنه أيضًا السفير السعودي وليد بخاري.
كذلك أفادت مراسلة “هنا لبنان” بأنّ مصادر نقلت عن السفيرة الأميركية رغبة بلادها بتسريع الخطى لانتخاب رئيس للجمهورية يتولى مع حكومة جديدة إعادة النهوض بلبنان ومواجهة الأزمات والمشاكل التي تواجهها البلاد.
التحرّك سيتواصل
وفي السياق، أشارت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء” إلى ان انطلاقة مشاورات اللجنة الخماسية للوصول إلى نقاط مشتركة من شأنها خرق المشهد الرئاسي لاسيما أن طروحات تم تداولها من كتلة تجدد حول الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وفي حال تعذر الوصول إلى نتيجة في الدورة الأولى، يتم الانتقال إلى جلسة حوار في البرلمان.
وأفادت هذه المصادر أن الحركة الرئاسية لا تزال تستدعي سلسلة اتصالات ومشاورات، على أن الأساس يبقى التفاهم على آلية لإنجاز الاستحقاق في حين ان المدخل لها بالنسبة إلى قوى المعارضة هو المسار الدستوري من خلال جلسة الإنتخاب.
ورأت أنه لا يمكن الحديث عن أي تقدم في هذا الملف قبل انتهاء مشاورات اللجنة الخماسية وبلورة الطرح أو الخيار الذي يمكن أن يتم التفاهم عليه.
وشددت مصادر ديبلوماسية على ان حركة سفراء اللجنة الخماسية تجاه المسؤولين والاطراف السياسيين المعنيين بحل أزمة الانتخابات الرئاسية، ستتواصل في الايام المقبلة، للوقوف على آراء وتوجهات هؤلاء جميعاً، واستخلاص القواسم المشتركة في ما بينهم، والانطلاق منها للمرحلة المقبلة، التي ينتظر ان تشهد حركة داخلية وخارجية بالتزامن بينهما، للبدء بتنفيذ خلاصة ما تمَّ التوصل اليه لحل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية.
التعويل على الخارج فقط
إلى ذلك، كشف “وزير ملك” في حكومة تصريف الأعمال عن الخشية من عدم تسريع إيقاع المشهد الرئاسي، وتاليا “تأجيل العملية إلى السنة المقبلة، وربما إلى ما بعد نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي في 2026″.
ورأى الوزير، في حديث لـ”الانباء” الكويتية أن المراوحة تتحكم في الأمور، والجميع يعولون على تحرك خارجي إقليمي ودولي، من دون بذل الجهد الداخلي لتقريب المسافات، وملاقاة الجهود الخارجية المبذولة.
مواضيع ذات صلة :
الراعي يأسف لبقاء “الرئاسة” أسيرة الرهانات.. ويُوجّه رسالة إلى “أمراء الحروب”! | التطورات السياسية في لبنان: محادثات رئاسية ولقاءات لحل أزمة الفراغ | البطريرك يازجي: الفراغ الرئاسي ليس من مصلحة أحد |