النزوح السوري برسم مؤتمر بروكسل.. وجعجع يشدد: مسألة النازحين السوريين “وجودية”!
يتقدم ملف النازحين السوريين في لبنان على ما عداه بعد أن تحول تدريجاً خلال السنوات الماضية إلى مشكلة متفاقمة على مستويات الأمن والاقتصاد والاجتماع، حيث عجزت الحكومات عن ضبط حركة النزوح وتنظيمها منذ بداياتها في عام 2011، التي باتت تشكل عبئاً اقتصادياً على البلد المنهار اقتصاده وخطراً أمنياً مع تزايد الجرائم التي يرتكبها سوريون.
وفي هذا الإطار، علم “هنا لبنان” أنّ الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس سيزور لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري، وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار.
وتحضيرا لهذه الزيارة سيستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عند الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر اليوم، مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفير فاريلي على رأس وفد للبحث في موضوع النزوح السوري والعودة الطوعية والآمنة.
“مسألة النازحين السوريين وجودية”
من جانبه، شدّد رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع على أن مسألة النازحين السوريين في لبنان: ”ديموغرافية وإقتصاديّة وإجتماعيّة ولكنها قبل كل شيء وجودية. إنطلاقاً من هنا، خضنا هذه المعركة ولن نتراجع في سبيل عدم انهيار لبنان.”
وفي حديث لصحيفة “L’Orient Le Jour” اعتبر جعجع ان “قضية باسكال سليمان هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ولاسيما أنه أصبح من المؤكد أن مواطنين سوريين هم من ارتكبوا الجريمة. كما اعتقل الجيش الأشخاص الخمسة المعنيين. وفي هذه المناسبة عادت القضية إلى الواجهة. لكن قبل فترة طويلة من عملية ارتكاب الجريمة”، معتبرا انه “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد البلد ينهار، فنحن نخاطر بأن “يغرقنا الأجانب بالمعنى الحرفي”، في حين أن بلداً على غرار لبنان لا يستطيع أن يتحمل ذلك”.
ولفت جعجع الى أن “ما بين 10 إلى 15 مليون سوري يعيشون في سوريا اليوم، حتى لو أن ذلك لا يحجب بأي حال من الأحوال حقيقة أن الوضع لم يكن جيداً أبدا (على الصعيد السياسي) هناك”، معتبرا انه ” هناك منطقة “آمنة” لكل فئة من السوريين. على سبيل المثال، يمكن لمعارضي النظام ذوي الميول الإسلامية أن يعيشوا بشكل جيد في إدلب، في حين أن شمال البلاد يمكن أن يرحب بمعارضين أقل تطرفاً… هناك أيضاً نحو 200 ألف سوري موجودون في لبنان توجهوا إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات “الرئاسية” السورية. هؤلاء يمكنهم العودة بسهولة إلى منازلهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام”.
وأوضح لت “العودة التي نطالب بها لا تتعلق بالموجودين على القائمة السوداء للنظام السوري، علماً أن من واجب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إيجاد وجهة ثالثة لأولئك من بين المليون و700 ألف سوري الموجودين في لبنان والذين يواجهون خطراً حقيقياً، خصوصاً أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء”.
وحول الاعتداءات على بعض السوريين، أكد جعجع انه “لم نكتف بالبيان الصحفي الذي نشرته الدائرة الإعلامية للحزب بعد ثلاثة أيام من اغتيال سليمان، إنما عاقبنا أعضاء الحزب الذين تورطوا في هذه الهجمات التي نرفضها وندينها. كما أن القوى الأمنية تدخلت على هذا الصعيد، الأمر الذي سمح لنا بقلب هذه الصفحة. لكن علينا أيضاً أن ندرك أنه حين نواجه مواقف متفجرة، لا يمكننا أن نطلب من الناس عدم الرد. في هذا الإطار، يجب علينا أن نحل المشكلة الأساسية: الوجود الكثيف للسوريين في لبنان”.
وتابع :”نخوض معارك مختلفة، معركة عودة السوريين ومعركة المواجهة مع حزب الله. وأود أن أذكر في هذا السياق بأنه بعد مقتل إلياس حصروني في آب الماضي، اتهمنا “الحزب” مباشرة. في قضية باسكال سليمان، لا أتهم الحزب من دون أدلة. لكن هذا لا يقلل بأي شكل من الأشكال من حجم مواجهتنا لهذا الحزب للأسباب المعروفة، بدءاً من قراره الأحادي بقيادة البلاد نحو الحرب، وشلّ المؤسسات، وعرقلة الانتخابات الرئاسية. وفي الوقت نفسه، نقود المعركة لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهمظ
واكد جعجع انه “ما زلت أدعم الثورة السورية على نظام بشار الأسد الدكتاتوري. لكنني أطرح سؤالاً على من ينتقدنا اليوم: ماذا فعلوا في هذا الشأن وكان لديهم نحو عشرة وزراء داخل حكومة نجيب ميقاتي التي بدأ خلال ولايتها تدفق النازحين السوريين إلى لبنان؟ فماذا فعلوا وكان رئيس الدولة واحدا منهم؟ يجب أن نتوقف عن تضليل اللبنانيين”.
مواضيع ذات صلة :
كتاب من ميقاتي بشأن النزوح السوري! | بوحبيب: لبنان متمسك بالـ 1701 ولحل أزمة النزوح السوري عبر تفعيل مشاريع التعافي المبكر في سوريا | البيسري: معالجة النزوح السوري من دون داتا هراء وهرطقة |