“إن كان لبنان بخير فأوروبا ستكون بخير”.. هل يتغيّر الموقف الأوروبي بشأن ملف الوجود السوري؟
يتقدم ملف النازحين السوريين في لبنان على ما عداه من ملفات بعد أن تحول تدريجاً خلال السنوات الماضية إلى مشكلة متفاقمة على مستويات الأمن والاقتصاد والاجتماع، سيّما وأنّ الفترة الأخيرة شهدت تزايد في عدد الجرائم التي يرتكبها سوريون.
وفي هذا الإطار، علم “هنا لبنان” أنّ الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس سيزور لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري، وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار.
وتحضيرا لهذه الزيارة استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفير فاريلي، على رأس وفد للبحث في موضوع النزوح السوري والعودة الطوعية والآمنة.
ميقاتي: على الاتحاد الاوروبي تغيير سياسته
وخلال الاجتماع أكد ميقاتي ” أن على الاتحاد الاوروبي أن يغيّر سياسته في ما يتعلق بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وان تكون المساعدة موجّهة لتحقيق عودتهم الى بلادهم”.
ووجه الشكر ” الى الاتحاد الاوروبي لادراج لبنان على جدول اعمال اجتماعه الاخير، واقرار رزمة اجراءات سياسية ومالية لدعم لبنان سيعلن عنها قريبا”.
وشدد ميقاتي على “الحاجة الملحة لدعم الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية ودعم المشاريع الانمائية والاستثمارية في لبنان في مجال الطاقة المتجددة والمياه والتنمية المستدامة”.
وقال” إن كان لبنان بخير فاوروبا ستكون بخير، لذلك فمصلحتنا مشتركة”.
فارهيلي يعلن الاستمرار بدعم النازحين السوريين
بدوره، قال فارهيلي في تصريح بعد الاجتماع: “انا مسرور للغاية بعودتي الى بيروت، واعتقد بأنني اجريت مجموعة من الاجتماعات البناءة اليوم، الحاقا بالاجتماعات التي عقدت في الأسبوع الماضي مع قادة الاتحاد الأوروبي في المجلس الأوروبي حيث تم الإعلان بوضوح ان استقرار لبنان وامنه هما أولوية أوروبية، ونريد ونسعى لتعاون اعمق بين لبنان والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن”.
وأضاف: “من الواضح أن المجلس الأوروبي لم يوضح فقط بأن الاتحاد الأوروبي مستعد للاستمرار بدعم النازحين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، ولكن المجلس الأوروبي أوضح أيضا بشكل كبير أنه علينا الآن مضاعفة جهودنا لمكافحة تهريب الأشخاص والتهريب بشكل عام وتعزيز حماية الحدود وأيضا ضبط الهجرة غير الشرعية”.
واضاف: “لقد اوضح المجلس الأوروبي ان التعاون مستمر مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة وأنه يجب احترام شروط العودة الطوعية الأمنة والكريمة بالتعاون مع السلطات اللبنانية ليتمكن النازحون السوريون العودة من لبنان إلى سوريا. ومن الواضح للمجلس الأوروبي انه يريد أن يساعد بوسائله باستقرار لبنان وأمنه من خلال تقديم دعم اضافي للقوات المسلحة في لبنان، للجيش والاجهزة الأخرى التي تساهم في أمن واستقرار المنطقة، لذلك نحن نبحث عن رزمة من التدابير الداعمة والدائمة لدعم استقرار وأمن لبنان ونأمل ان نستطيع أن نستكمل ذلك بسرعة وان نعلن عن هذه الرزمة واستكمالها عندما يأتي رئيسنا الى لبنان وسنعلن عن ذلك في ذلك الحين”.
وكان قد استهل المفوّض الأوروبي المكلّف بسياسة الجوار والتوسّع في الإتحاد الأوروبي أوليفر فاريلي جولته على المسؤولين اللبنانيين بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، حيث جرى البحث في مواضيع مختلفة، منها أزمة النزوح السوري.
وقد غادر المفوض الاوروبي من دون الإدلاء بأي تصريح متوجهاً إلى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وبعدها التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب.
بوحبيب: لا نريد الحرب
وأعلن بو حبيب عن نقاط عدة تداولها مع المجتمعين وأهمها:
– لبنان متمسك بالقرار 1701 وضرورة وقف الآلة الحربية والاستعداد لتثبيت اظهار الحدود البرية مع اسرائيل حول النقاط المتنازع عليها”.
– وقف اطلاق النار يمهد الطريق الى البحث عن استقرار مستدام.
– لبنان لا يريد الحرب التي لا تزال هي المسيطرة على المشهد حتى الآن، مشدداً بأن الحلول الدبلوماسية المبنية على الشرعية الدولية والقرارات الاممية تشكل الباب الوحيد لضمان السلم والاستقرار الدوليين.
– نبدي ارتياحنا للتفهم المتزايد للاتحاد الاوروبي لهواجس لبنان في موضوع النزوح والمقاربة المتطورة الهادفة الى ايجاد حل مستدام يعيد السوريين بكرامة وامان الى وطنهم.
– نرحب بقرار الاتحاد الاوروبي الهادف الى دعم الجيش اللبناني لضمان مهماته الوطنية، ومن ضمنها انتشاره في الجنوب وفقاً للقرار 1710.
– نشدد على أهمية دعم الإدارات العامة في لبنان لضمان وجود وفاعلية الدولة ومؤسساتها.
مواضيع ذات صلة :
استنفار قيادي درزي منعاً لأي مغامرة | “في الحرب الجميع خاسرون”… الراعي: لتفريغ المؤسسات التربوية لأن العلم ضرورة | عن ذكريات محتها الحرب |