عرّاب الأب والابن… والمتن
في الأمس القريب دشّن الياس المر عودته إلى الساح المتنية، بعد استقالته من منصبه، بمقابلة مع محطة الجديد ناجحة في الشكل، ولكن في المضمون فقد فجّر قنابل سياسية مسمارية ووجه رسائل وقدّم أوراق اعتماد
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
في العام 2018 بدت الأمور معكوسة، قعد “عرّاب” المتن على مدى عقود طويلة إلى جانب ابنه الياس مثقلاً بـ 86 عاماً لإعلان جهوزيته لخوض آخر معاركه الإنتخابية. الصورة أظهرت الابن الياس عرّاب ترشيح والده، وليس ظلّه أو وريثه. وبعيد الإنتخابات مباشرة ذكرت إحدى الصحف أنّ المرّ الإبن في صدد تأسيس “حزب الجمهورية” لكن صفحة “الحزب” طويت بعد انتخاب “دولة الرئيس” رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة الأنتربول لولاية من سبعة أعوام. لم تَحل مسؤوليات المر الجِسام على الصعيد الدولي، دون متابعته للشأن المتني والعائلي.
في العام 2022 ظهر الياس المر عرّاباً سياسياً لابنه الشاب الحامل اسم جده والبالغ من العمر 28 سنة والقليل الخبرة في السياسة والإعلام (ولم يزل). يوم ترشيحه أخذ الوالد دفة الكلام وأعلن من مركز الطاشناق: في المبدأ مرشّح آل المرّ هو ميشال المرّ، لأنّ للإنسان أغلى ما يمكن تقديمه أولاده (…) هو شاب طامح، يريد العيش في لبنان، لا يريد الهجرة، يريد تأمين مستقبل له ولأولاده في لبنان، يريد خوض هذا المسار”.
وفي الأمس القريب دشّن الياس المر (62 عاماً) عودته إلى الساح المتنية، بعد استقالته من منصبه، بمقابلة مع محطة الجديد، ناجحة في الشكل: مكتب فسيح، إضاءة خفيفة، مجلدات وموسوعات مصطفة على الرفوف كديكور لا بدّ منه، الضيف قاعد على كرسي جلدي مستعد ذهنياً هادئ النبرة، أنيق، جاهز لأي سؤال تلقيه المحاوِرة التي تخلت مؤقتاً عن طبعها المشاكس.
وفي المضمون فجر قنابل سياسية مسمارية ووجه رسائل وقدّم أوراق اعتماد وسوّق لـ “حركة الجمهورية” كتيار ولا كل التيارات والأحزاب، يضع فيه “دولة الرئيس” خلاصة تجربته في “الأنتربول” ويكمل عبره مسيرة خدمة الناس!
وهنا لا بدّ من فتح هلالين للإشارة إلى أنّ لا ميشال ساسين، ولا ميشال معلولي، ولا إيلي سالم ولا زينة عكر ولا سمير مقبل ولا ألبير مخيبر ولا كلّ من عرفناهم في موقع نائب رئيس الحكومة أو نائب رئيس مجلس النواب افتتنوا بلقب دولة الرئيس قبل دولة الرئيسين العرّابين.
أعلن الياس المرّ أنّ مرشحه “الزعيم سليمان فرنجية” أعطى للترشيح دفعاً قوياً. فدعم “عرّاب المتن” المباشر أكثر فاعلية من دعم ابنه ميشال. لم تسأله محاورته سمر أبو خليل عن موقفه من فرنجية بعد فرضه على الرئيس لحود وزيراً للداخلية. (للمهتمين مراجعة السوشال ميديا) في أي حال تجاوز المر خصومته السابقة لفرنجية، وهذا أمر جيد في السياسة البراغماتية.أما سمير جعجع وسامي الجميل فوضعهما مختلف. وخصومة العرّاب لهما أبدية أزلية.
وفي مواقف أقرب ما تكون إلى تقديم أوراق اعتماد إلى محور الممانعة، جدد “العرّاب” اعتزازه بصداقة الحاج محمد رعد وطلع بنظرية أنّ “الحزب” بفتحه الجبهة الجنوبية حمى لبنان. وبرّأ “الحزب” من محاولة اغتياله، مشككاً بصدقية المحكمة الدولية وقضاتها وبرّأ الدكتور بشّار الأسد من شبهة محاولة اغتياله. “لا أعتقد أنّ إبن حافظ الأسد يقوم بتفجير إبن ميشال المر”، وهناك كثيرون في لبنان يعتقدون أنّ ابن بشار الأسد لا يأمر بتصفية غازي كنعان ولا بحذف رستم غزالة…
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |