لقاء معراب.. المعارضة رفعت الصوت: لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان
أعاد لقاء معراب إلى الأذهان اجتماعات المعارضة بوجه الاحتلال السوري، حيث تكتلت الأحزاب المناهضة لهذا الوجود وانطلقت في تحركات تحرير لبنان.. يختلف المضمون إنما الغاية هي إظهار تكاتف المعارضة والقيادات الساعية إلى إنقاذ لبنان
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
مهما أطلقت من تسميات أو توصيفات على لقاء “١٧٠١ من أجل لبنان” في معراب، فإنه بلا شك أرسى مبدأ لا تحيد عنه المعارضة جمعاء، قائماً على رفض تكريس منطق الدويلة وأيّ محاولة لتمددها.
أعاد هذا اللقاء إلى الأذهان اجتماعات المعارضة بوجه الاحتلال السوري، حيث تكتلت الأحزاب المناهضة لهذا الوجود وانطلقت في تحركات تحرير لبنان. يختلف المضمون إنما الغاية هي إظهار تكاتف المعارضة والقيادات الساعية إلى إنقاذ لبنان.
في هذا اليوم، رفع المعارضون الصوت وتداولوا في السبل الآيلة إلى هذا الإنقاذ وأظهروا التنسيق المطلوب وأجمعوا على العمل لاستعادة سيادة الدولة والوقوف بوجه سطوة السلاح. وفي الأصل، لم تسقط هذه المطالبة عن بال المعارضين يوماً.
لم يعد السكوت عن وجود السلاح غير الشرعي مقبولاً، ولم يعد مقبولاً الاستمرار في خرق الدستور والتعطيل، ولم يعد مقبولاً بقاء المعابر مشرعة للتهريب ولمرتكبي الجرائم..
لا أوضح من النقاط التي صدرت في البيان الختامي للقاء معراب، سواء بالنسبة إلى نشر الجيش في منطقة الجنوب وتطبيق القرار ١٧٠١ أو استرداد الدولة أو خطورة السلاح خارج المؤسسات والمعابر غير الشرعية وإجراء الاستحقاق الرئاسي، وهذه كلها تشكل محور متابعة للمعارضة في المرحلة المقبلة، إذ تقول مصادر مشاركة في الاجتماع لـ “هنا لبنان” أنّ المعارضة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديدات المصيرية وجرّ لبنان إلى الهلاك، ومن هنا لن يكون هذا اللقاء الأول والأخير بل هناك اجتماعات أو محطات مستقبلية للمعارضة في إطار توحيد الموقف حيال الثوابت التي خرج بها لقاء معراب. فصحيح أنه لم يحدد ماهية الخطوات المقبلة، لكنه على الأقلّ أطلق صفارة العمل لتزخيم نشاط المعارضة في وجه من يعمل على تقويض الدولة ومؤسساتها وتهميش السلطات الرسمية والتفرد في القرارات.
وماذا بعد اللقاء؟ تفيد هذه المصادر أنّ خطوة الاجتماع بالالتفاف مجدداً في هذا الشكل كانت أكثر من ضرورية، ليس في إطار التحدي إنما لإظهار الحاجة إلى رفع الصوت مرة ومرتين وأكثر.
وفي هذا السياق، يؤكد النائب أشرف ريفي لموقعنا أنّ الاتّحاد هو المطلوب وكذلك لم الشمل وأيّ دعوة أخرى وجّهت سواء من حزب الكتائب أو من أيّ قوى سيادية أخرى لا بدّ من تلبيتها، ويعلن أنّ الاجتماع هو بداية انطلاقة لدينامية متجددة ومتطورة لقوى المعارضة من أجل استرداد الدولة، مؤكداً أنه لم يتمّ وضع برنامج عمل أو تحديد الخطوة التالية إنما المعارضة جاهزة لكل ما يخدم القضية الوطنية سواء من خلال اتصالات أو لقاءات.
وشدد نائب كتلة الجمهورية القوية نزيه متى في حديث لـ “هنا لبنان” على أنّ هدف الاجتماع هو ممارسة الضغط لتطبيق القرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته من أجل تحييد لبنان عن شبح الحرب لأنّ كل الأجواء توحي بذلك، مؤكداً أنّ هذا القرار يجب أن يطبق كاملاً وهناك إصرار على ذلك لأنّ تطبيقه بشكل مجتزأ يشكل خطراً كبيراً.
بدوره، يشير النائب الدكتور غسان سكاف لـ”هنا لبنان” إلى أنه شارك في الاجتماع من أجل القرار ١٧٠١ الذي يشكل محور إجماع بين اللبنانيين، مؤكّداً على دعمه لتطبيق القرار لا تعديله، إذ يجب تطبيقه أكثر من أي وقت مضى بكل مندرجاته فهو يحمي لبنان من تداعيات مقبلة في ظل ما يجري في غزة وجنوب لبنان.
ورداً على سؤال، يوضح النائب سكاف أنّ نشر الجيش في الجنوب هو مطلب المجتمع الدولي ويساهم في إعادة تنظيم الأمور والمحافظة على الأمن في الجنوب.
وقد توافق المجتمعون على سلة من العناوين الرئيسية التي لا يختلف عليها الشعب اللبناني المنادي بالدولة والشرعية، ونداء المعارضة اليوم موجه إلى كل ساعٍ للوقوف إلى جانب هذه الشرعية وتطبيق القرارات والحؤول دون تحويل لبنان إلى ساحة صراع.