من الناقورة إلى عين التينة.. سيجورنيه: لتجنب نشوب حرب!
تتجه الأنظار إلى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي وصل إلى بيروت مساء أمس، ليبدأ اليوم جولة لقاءات مع كل من رئيسي الحكومة ومجلس النواب ووزير الخارجية وقائد الجيش.
وكان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة.
ودام اللقاء 45 دقيقة حيث غادر سيجورنيه من دون الإدلاء بأي تصريح، وقدّم بري لسيجورنيه شروحات على الخريطة للقصف الإسرائيلي على الجنوب.
في حين، كان لسيجورنيه تصريح مقتضب بعد أن زار قوات حفظ السلام في الناقورة بجنوب لبنان، قال فيه إنّه سيقدم مقترحات لمسؤولين لبنانيين “بهدف تهدئة التوتر بين حزب الله وإسرائيل ومنع نشوب حرب.”
وأضاف: “إذا نظرت للوضع اليوم، إذا لم تكن هناك حرب في غزة، يمكننا أن نتحدث عن وجود حرب في جنوب لبنان بالنظر إلى عدد الضربات والتأثير على المنطقة”.
وتابع قائلا: “سأوصل رسائل وأطرح مقترحات على السلطات هنا لدفع هذه المنطقة للاستقرار وتجنب نشوب حرب”.
ووفق المعلومات فإنّ لقاءات الوزير الفرنسي سوف تتمحور حول مضامين الورقة الفرنسية بعدما أدخلت عليها تعديلات عقب محادثات الرئيس نجيب ميقاتي في باريس الأسبوع الماضي، وستكون له محطة إعلامية في نهاية جولته إذ سيتحدث عنها في لقاء صحافي في قصر الصنوبر في السادسة مساء اليوم الأحد.
في السياق، تحدثت “الأنباء الكويتية” عن طرح فرنسي وسعي أميركي لإخراج لبنان من “عنق الزجاجة”، وإبعاد شبح توسع الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”.
وأشارت إلى أنّه بالتزامن مع جولة سيجورنيه، نشط المبعوث الدولي للرئيس الأميركي جو بايدن وكبير مستشاريه لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين في الجانب الإسرائيلي، للوصول إلى تسوية تشكل مخرجا لـ “حزب الله” لوقف الأعمال العسكرية على الجبهة الجنوبية.
وأوضحت أنّ هذه الجهود الدولية تصب في مصلحة لبنان، لكنها لا تلقى حتى تاريخه تفاعلاً إيجابياً من الطرف المعني بالحرب، أي “حزب الله”، الذي يصر على ربط وقف الأعمال الحربية على الحدود الجنوبية، بوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة.
في المقابل، أوضحت “الديار” أنّ التحرك الاوروبي والاميركي المتجدد ينصب في الوقت الراهن على احتواء التصعيد وتخفيض منسوبه على جبهة لبنان مع الجيش الاسرائيلي، والسعي الى بلورة تسوية للوضع على هذه الجبهة المشتعلة.
وقال مصدر سياسي مطلع إن هناك نوعاً من التناغم بين التحركين الاميركي والفرنسي، لافتا في الوقت نفسه الى ان هناك بعض الفروقات في طروحات الجانبين حول التسوية في الجنوب.
وأوضح أنّ فكرة فصل مسار الوضع على جبهة لبنان عن مسار حرب غزة غير قابلة للتطبيق، مع العلم أن باريس تسعى لمثل هذا الامر خشية انفلات الوضع على هذه الجبهة وتوسع نطاقها.
ورأى ان المسعى الأميركي لابقاء المواجهات على جبهة الجنوب في نطاق وحدود قواعد الاشتباك ينطلق من موقف واشنطن الرامي عدم انفجار الوضع بشكل واسع على هذه الجبهة لانه سيهدد بحرب اوسع في المنطقة، وهذا ما لا تريده او ترغب بحصوله.
ووفق “الديار” فإنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي سيتطرق في زيارته الى ملف رئاسة الجمهورية، وتقول مصادر مطلعة ان هناك تقارباً حصل مؤخرا بين باريس وواشنطن حول هذا الملف والتعاطي معه بعد ان ابدت الادارة الاميركية منذ زيارة هوكشتاين الاخيرة للبنان اهتماما اكثر في هذا الشأن.
واضافت المصادر انه على عكس ما تسرب مؤخراً عن مصادر المعارضة في لبنان فإن المسؤولين الأميركيين لم يتطرقوا مع وفد المعارضة النيابية الذى زار واشنطن مؤخرا الى الاسماء او الخيارات، واكتفوا بالتحدث بشكل عام عن انتخاب رئيس الجمهورية واهمية اتفاق اللبنانيين على حسم هذا الاستحقاق.
ونقل مصدر نيابي مطلع للديار عن اللجنة الخماسية خلال جولتها على الكتل حديثها عن التوجه لحل ازمة الملف الرئاسي في ايار المقبل.