القوات فعلت ما يجب فعله.. ماذا أنتم فاعلون؟
الكل مطالب بإعلاء الصوت، وقيادة “القوات” صاحبة الكتلة النيابية الأكبر، مطالبة أكثر من غيرها بمدّ اليد للجميع وتبديد هواجس البعض وغسل القلوب مع البعض الآخر لتبقى فكرة 14 أذار حيّة في ضمير الشرفاء، فلا شيء يدوم إلى الأبد، ولا بد لهذا الليل أن ينجلي..
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
ما إن دعا حزب “القوات اللبنانية” إلى المؤتمر الوطني في معراب بهدف دعوة الحكومة اللبنانية لتطبيق القرار 1701 حتى انهالت الألسن من كل صوب، واختلط حابل سوء النيّة بنابل سوء الفهم والعداء والضغينة وتصفية الحسابات، وكأنّ الهدف منع المؤتمر من تحقيق هدفه الوطني الوحيد بدلًا من وقوف جميع القوى الفاعلة وقادة الرأي جنبًا إلى جنب لإيصال أبلغ رسالة إلى الداخل الخاطف لسيادة الدولة والمُصادِر دستورها، وإلى الخارج الذي ينظر من بعيد إلى فريق أوحد في البلاد بسبب حالة التشتت الموجودة عند جماعة “أم الصبي” الذين يرفضون سياسة الحروب الانتحارية التي تستجلب الويلات وتضع لبنان على فوهة البركان.
فاللقاء الجامع في معراب يوم السبت، رسم صورة جميلة وأوصل الصوت عاليًا ان الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني تؤيد مضامين البيان الذي قرأه النائب وضّاح الصادق ولا تؤيد بيانات الممانعة وأعوانها، والتي تأخذ لبنان رهينة وتعده بالحروب الدائمة وتتوعد إسرائيل من دون أن تفي بمثل هذه الوعود، لا بل على العكس.. النتيجة دائمًا مخالفة لمسرحيات الممانعة.
واللقاء الوطني هذا، هو مجرد بداية لحوار بين الأطراف كافّة، ومن لم يحضر اللقاء الأول، من الممكن جدًا أن يشارك لاحقًا، فالمسار طويل والتحديات كبيرة والمرحلة لا تحتمل الغنج والدلع والحرتقة والزكزكة، كما أنّ التفاوت في المقاربة بين القوات وبعض المجموعات التي غابت لأسباب باتت معلومة، يجب ألّا يُفسد الهدف المشترك.. فكل هذه الخطابات داخل معراب أو خارجها تجتمع على نقطة أساسية ومفصلية.. رفض تحكم السلاح غير الشرعي بمسار الدولة اللبنانية من رأس هرمها حتى أصغر تعيين..
كل هذه القوى تؤيد تطبيق الدستور وتطالب بالانتقال إلى اللامركزية الإدارية كما ورد في اتفاق الطائف، وكلها أيضًا تريد حصر السلاح بيد الدولة، والدولة فقط.. وكلها تريد أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة ومع المجتمع الدولي.. كل هذه القوى تريد تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680 و1701 وكلها أيضًا تطالب بتحييد لبنان عن صراعات المحاور.
خطورة المرحلة تقتضي على الجميع تلبية مثل هذه الدعوة، سواء كانت في معراب أم في بيروت أم في بكفيا أم في طرابلس أم في صيدا.. قبل أن يضحك “حزب الله” في سرّه متى أصبح تشتّت السياديين سيد الموقف.
الكلّ مطالب بإعلاء الصوت، وقيادة “القوات” صاحبة الكتلة النيابية الأكبر، مطالبة أكثر من غيرها بمد اليد للجميع وتبديد هواجس البعض وغسل القلوب مع البعض الآخر.. لتبقى فكرة 14 آذار حيّة في ضمير الشرفاء، فلا شيء يدوم إلى الأبد، ولا بد لهذا الليل أن ينجلي..
أذرعة إيران في المنطقة وفي لبنان على وجه التحديد، خسرت مصداقيتها واهتزت صورتها وبدأت تتلمس نقمة شعبية غير مسبوقة، قد تخرج إلى العلن وينقلب سحرها على الساحر بعد انكشاف كمية الخسائر في الجنوب اللبناني من جرّاء قرار “حزب الله” ربط الساحات واستدراج الاسرائيلي إلى ضربات موجعة تزهق الأرواح ولا تبقي حجرًا على حجر وتضع الاقتصاد تحت تاسع أرض.
ولهذه الأسباب وغيرها، من واجب “أم الصبي” احتضان الجميع ومحاورة الجميع والسماع لرأي الجميع للوصول إلى جوامع مشتركة عابرة للمذاهب والمناطق، كفيلة بإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |