“قنصل فخري” يسرق سجاداً بـ 41 ألف دولار
بعدما أوهم ثلاثة شبان صاحب محل لبيع السجاد الفاخر في بيروت أنّ أحدهم هو قنصل فخري في نيجيريا ويرغب بشراء كميّة من السجاد بهدف إهدائها للسفير الأرجنتيني، صعد البائع إلى منزل “السفير المزعوم” وحصل ما لم يكن في الحسبان
كتبت سمر يموت لـ “هنا لبنان”:
ثلاثة شبان خططوا فيما بينهم للإيقاع بصاحب محلّ للسجاد الفاخر في بيروت، بعد أن أوهموه أنّ أحدهم هو قنصل فخري في نيجيريا، وأنّ الأخير يرغب بشراء كميّة من السجاد بهدف إهدائها للسفير الأرجنتيني. وفي الموعد المحدّد للتسليم، حصل هؤلاء على مبتغاهم وبينما صعد البائع إلى منزل “السفير المزعوم” حصل معه ما لم يكن في الحسبان.
إليكم تفاصيل القصة التي حصل عليها “هنا لبنان”:
في 16 كانون الثاني الماضي، تقدّم المدعي “داوود.ب” بشكوى فورية أمام فصيلة الجميّزة، عرض فيها أنّه تلقى اتصالاً من رقمٍ أجنبيّ عبر تطبيق “واتساب” من شخصٍ عرّف عن نفسه أنّه القنصل الفخري لنيجيريا في لبنان وطلب منه طلبية من السجاد الفاخر ليُقدّمها هدية للسفير الأرجنتيني.
لم يتردّد “داوود” في الاستجابة لطلب المتّصل، فأرسل لـ “القنصل” صور 13 سجادة فاخرة اختارها بعناية وبلغت قيمتها واحد وأربعون ألف دولار أميركي. أُعجب “القنصل” بصور السجّاد وطلب من صاحب المحل إرسال سبع سجاداتٍ إضافية في حال رغب في تبديل أيّ منها، وأخبره أنّ شخصاً سينتظره في طلعة العكاوي أمام وزارة الخارجية لاستلامها. وصل “داوود” إلى المحلّة المذكورة على متن سيارته نوع تويوتا كامري، وفي تلك الأثناء حضر شخص عرّف عن نفسه بأنّه من قبل المدعو “عبدالله” ويدعى “جورج” وصعد معه في السيارة طالباً منه التوجّه إلى السفارة الأرجنتينية والصعود إلى الطابق الرابع على أن يترك سيارته معه لعدم وجود مكان لركنها. بالفعل، صعد “داوود” إلى البناء وهناك علم أن لا سفير يقيم في المبنى فعاد أدراجه لكنّه لم يجد السيارة، ليتلقى بعدها رسالة مفادها أنّ سيارته موجودة في محلة الدورة والمفتاح بداخلها، فسارع إلى المكان المذكور حيث وجدها لكن لم يكن السجاد بداخلها.
بعد أسابيع قليلة وبناء على تحرّيات مكثّفة، تمّ توقيف المدعى عليه “يوسف.ع” في محلة صربا بالجرم المشهود وهو يحاول بيع السجادات المسروقة. اقتيد الشاب إلى التحقيق فأنكر إقدامه على سرقة السجادات وأفاد أنّه اشتراها من المدعو “أحمد.ع” الذي سلّمه كمية كبيرة منها مع فاتورة بقيمة 41 ألف دولار من محلات المدعي علماً أنه دفع له مبلغ ثلاثة آلاف أميركي ثمنها وأنكر علمه أن تكون مسروقة، وأفاد المستجوب أنه باع البضاعة إلى المدعى عليه “طوني.أ.”، مشيراً إلى أنّ المدعى عليه “أمين.س” كان برفقته عند استلام السجادات وأيضاً عند محاولة بيعها في صربا لأحد التجار، إلى أن أوقفته مخابرات الجيش.
بدوره “أمين” أنكر علاقته بالسرقة وعلمه بأنّ السجادات التي كان ينوي صديقه “علي.ع” بيعها مسروقة، وأفاد أنه رافق الأخير لاستلامها من شخص يدعى “أحمد” وتسليمها فيما بعد لشخص آخر في صربا كون الأخير لا يملك سيارة. وأمام قاضي التحقيق فريد عجيب كرّر إفادته الأولية، وأضاف أنه كان يقلّ “علي.ع” إلى وزارة الصحة للحصول على دواء كونه يعاني من مرض السرطان، وأنّ الأخير تلقى اتصالا على الطريق وطلب منه الذهاب إلى محلة النهر لاستلام السجادات من شخص يدعى “أحمد” وأنّ “علي.ع” عاد وطلب منه توصيلها إلى أدما ومن ثم تأمين زبون لشرائها بعدما تعذّر بيعها. أما “طوني.أ” فبقي متوارياً عن الأنظار خلال مراحل التحقيق كافة.
وقد أسقط المدعي حقه الشخصي لاحقاً عن “علي.ع”، ليصدر القاضي عجيب في نهاية تحقيقاته قراره الظني، طالباً اعتبار فعل “علي.ع” وبتدخل من “أمين.أ” لجهة انتحال صفة قنصل فخري وسرقة سجاد عائد للمدعي يشكل الجنحة المنصوص عنها في المادتين 636 و392 عقوبات معطوفتين على 219 بالنسبة لـ “أمين”، وأنّ فعل “طوني.أ” لجهة شراء مسروق مع علمه بالأمر ينطبق على المادة 221 عقوبات، ما يقتضي الظن بهم لهذه الجهة (عقوبتها القصوى ثلاث سنوات) وإحالتهم للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت وتدريكهم النفقات القانونية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | سجناء لبنان ينزحون أيضاً: قلقون على حياتهم وذويهم | سجناء “رومية” يصعّدون تجاه الأوضاع اللاإنسانية |