العقوبات الأميركية الجديدة على داعمي ومموّلي حزب الله.. ورقة ضغط في الحرب
قطار العقوبات الأميركية لن يتوقّف أبداً في إطار ليّ ذراع الحزب وأجنحته أينما وجدت، ولكن هناك جانب جديد منها يرتبط بتطور الحرب في غزة والحرب الاستطرادية التي أطلقها “الحزب” في جنوب لبنان بحيث تندرج هذه العقوبات الجديدة في إطار الضغط كي تبلغ المساعي هدفها بوقف الحرب وتلبية مطالب إسرائيل بالأمن لمستوطناتها الشمالية
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
خمس شخصيات مقربة من حزب الله انضمّت إلى اللائحة السوداء المعروفة بدعم وتسهيل الأنشطة غير المشروعة للحزب والتي طالتها العقوبات الأميركية جراء إقدامها على هذا التمويل، وهذه الشخصيات التي تدير سلسلة نشاطات مشبوهة تحت غطاء الاستثمارات والأعمال المصرفية باتت تطبّق عليها عقوبات صارمة، ما شكّل صفعةً قويّةً للحزب في خضمّ معركته في الجنوب ضمن معادلته المعروفة حول توحيد الساحات.
ووفق المعلومات المتوافرة لموقع “هنا لبنان” فإنّ هذه الدفعة من العقوبات جرى التحضير لها منذ فترة وهي استندت إلى سلسلة معطيات، ما يعني أنّ قطارها لن يتوقّف أبداً في إطار ليّ ذراع الحزب وأجنحته أينما وجدت، أمّا ظروف وتوقيت هذا الأمر فيجدر التوقف عندها.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي لموقع “هنا لبنان” أنّ الإدارة الأمريكية تتابع النهج نفسه منذ سنوات، بحيث أنّ وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على كلّ المنظمات التي تصنّفها إرهابية وبالطبع حزب الله، حتى الآن هذه العقوبات المتراكمة لم تؤدِّ إلى نتيجة حاسمة في التضييق المالي على الحزب لأنّه يعتمد وسيلتين في تمويل نشاطاته العسكرية وغير العسكرية: الأولى من خلال الدعم المالي المباشر الذي تقدّمه إيران، والثانية من خلال التهرب المستمر من الرقابة المالية الدولية سواء عبر شركات تبييض الأموال أو عبر التهريب عبر الحدود لكل أنواع الممنوعات وخصوصاً منها المخدّرات.
ويشير الأستاذ الزغبي إلى أنّه في الأيام الأخيرة جرى حدثان يؤكّدان هذا المنحى الأميركي، الأوّل عبر اغتيال الصيرفي محمد سرور الذي يتعامل مع حزب الله والحدث الثاني توسيع العقوبات على شركات حسن مقلد الذي خضع للعقوبات قبل أشهر، ولكن هناك جانب جديد من هذه العقوبات يرتبط بتطور الحرب في غزة والحرب الاستطرادية التي أطلقها حزب الله في جنوب لبنان بحيث تندرج هذه العقوبات الجديدة في إطار الضغط على حزب الله ومن ورائه إيران كي تبلغ المساعي هدفها بوقف الحرب وتلبية مطالب إسرائيل بالأمن لمستوطناتها الشمالية. ويضيف: بلا شك أنّ حزب الله بات شديد الإحراج في مسألة الاقتراحات الفرنسية والأميركية لمنع توسّع الحرب ضدّ لبنان، فمن جهةٍ يجد نفسه أمام خطر كبير في حال رفض هذه الاقتراحات ومن جهة ثانية يتحسّس مأزقاً كبيراً إذا قبل بها، لأنّها ستؤدّي حكماً إلى محاصرة قوّته العسكرية وسحبها إلى مسافة كافية بحيث لا يعود قادراً على الالتحام الجغرافي المباشر مع إسرائيل وبالطبع تكون إيران بذلك فقدت خطّ التماس الوحيد الذي تملكه مباشرة مع إسرائيل، بينما يجد حزب الله نفسه بعيداً في الميدان عن شمال إسرائيل، فيسقط شعاره المعروف بالمقاومة الإسلامية وبتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة، لأنّ التحرير لا يكون بالمراسلة ولا بالصواريخ البعيدة، وقد شهد الصراع في الآونة الأخيرة حرباً بالمراسلة منذ أن أطلقت إيران مئات الصواريخ والمسيّرات العابرة للدول وردت عليها إسرائيل وذهبت النتائج أدراج الرياح أي أنّ الحرب الفعلية لا يمكن أن تكون من بعيد بل تتطلّب ميداناً مباشراً ومفتوحاً، ومن هنا تأتي العقوبات الأميركية في إطار الضغوط الإسرائيلية من جهة والأميركية والأوروبية من جهة ثانية كي تساعد إيران وحزب الله على النزول من أعلى الشجرة والدخول في تسوية لا يكون فيها حزب الله رابحاً في شتى الاحتمالات لا على الصعيد الميداني والعسكري ولا على الصعيد السياسي الداخلي.