لبنان يترقّب ما ستخرجه قبعة الورقة الفرنسية.. هل رفضها الحزب؟
تتّجه الأنظار إلى الرد اللبناني على الورقة الفرنسية، بعدما أشارت معلومات إلى “جهوزيته”، وأنّ الإيجابية هي المسيطرة بانتظار موقف الجانب الإسرائيلي.
في السياق، أبرزت القناة 12 الإسرائيلية موقفاً، ومضمونه أنّ “إسرائيل تقترب من التوصل إلى اتفاق مع لبنان على غرار القرار 1701 لكن الحرب في غزة تؤخر التوصل إلى اتفاق”.
وكان لبنان قد تسلّم رسميا “الورقة الفرنسية” التي تتضمن مقترحات لوقف المواجهة الحدودية بين حزب الله وإسرائيل، عقب زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إلى بيروت قبل أيام.
وكان اللافت هو التراجع عن المطلب الإسرائيلي بابتعاد الحزب نحو 10 كيلومترات عن جنوب لبنان، واستخدام تعبير “إعادة تموضع” حزب الله.
إلى ذلك، أشارت مصادر متابعة لحركة الموفدين الدوليين لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى مجموعة عوامل ساهمت بتخفيف التوتر على الحدود الجنوبية وبالتالي تراجع المواجهات العسكرية بين حزب الله واسرائيل. أبرزها التقدم في المفاوضات التي تقودها مصر بين اسرائيل وحماس بشأن الهدنة المرتقبة بينهما تمهيداً للوصول إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار طويل الأمد يساعد على تحرير الأسرى.
الأمر الآخر، بحسب المصادر، يتمحور حول الخريطة التي سلّمها وزير الخارجية الفرنسي إلى المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين لخفض التصعيد بينهما على أن يتبلغ الجانب الفرنسي إيجابات واضحة على المقترحات الفرنسية.
وأشارت المصادر إلى أنّ الأخبار المتتالية من خلف الحدود تشي بوجود تقدم في ملف المقترحات الفرنسية لخفض التصعيد بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، ما قد يساعد للانتقال إلى مرحلة تنفيذ القرار 1701.
هل رفض الحزب الورقة الفرنسية؟
ترد أوساط “النهار” على هذا السؤال بالتأكيد، على أنّ “حزب الله” لم يرفض الورقة الفرنسية، ولم يتمنع عن تسلمها، بل ترك المسألة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وثمة تنسيق وتعاون معه إلى أقصى الدرجات.
في المقابل، يرى العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين الذي ترأس الوفد اللبناني للمفاوضات مع إسرائيل إبان الترسيم، أنّ حرب غزة لا أفق لها، والجميع يكذب على الآخر، فكيف هناك حديث عن ورقة فرنسية وسواها لوقف الحرب في الجنوب، فيما إسرائيل تؤكد أنها جاهزة لدخول رفح، ما يعني أنه ليس ثمة ما يؤكد أننا ذاهبون إلى هدنة، أو انسحابات وسوى ذلك.
أما في موضوع رفض “حزب الله” للورقة الفرنسية، فيلفت في حديث لـ”النهار” إلى أن إسرائيل تراوغ بأنها جادة وإيجابية في التعاطي مع هذه الورقة، وفي الوقت عينه، تؤكد أنها مستعدة للحرب الشاملة. وهذا ما يؤكد المؤكد بأن إسرائيل تناور ولا تقبل بهذه الورقة أو تلك، فيما “حزب الله”، لم يقبل بأي ورقة أميركية وفرنسية وغيرهما ما دامت الحرب مستمرة في غزة، وهذا قرار متخذ ومحسوم.
برّي: نقاط الورقة بعضها مقبولة والبعض الآخر لا
وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي قد أشار إلى أنّ “الورقة الفرنسية تضمنت نقاطاً مقبولة وأخرى غير مقبولة لا بد من تعديلها”، مفضلاً عدم الدخول في التفاصيل كونها متروكة للنقاش وتخضع للأخذ والرد.
وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” لفت بري إلى أن وقف النار في غزة ينسحب تلقائياً على جنوب لبنان، محذرا من تمادي إسرائيل في تدميرها الممنهج للبلدات والقرى الأمامية الواقعة على الخط الأول المتاخم للحدود مع إسرائيل، وقال إنها تمعن في تدميرها أسوةً بما يصيب غزة اليوم، بغية تحويلها إلى أرض محروقة خالية من سكانها.
ما هو مضمون الورقة الفرنسية؟
إلى ذلك، كانت موقع “هنا لبنان” قد اطلع على مضمون الورقة الفرنسية من مصادر دبلوماسية فرنسية.
وأوضحت المصادر أنّ ورقة الإقتراحات الفرنسية وبعد إستماع سيجورنيه إلى المسؤولين اللبنانيين شهدت تغييرات طفيفة لم تطل المضمون إنما التعابير المتعلقة بالمراحل الثلاث للحل بشكل لا تكون مستفزة لأيّ طرف وتسمح بقبولهم بعملية التفاوض على النقاط الموضوعة والمعدلة.
فالمرحلة الأولى تقضي بوقف الأعمال الحربية والعسكرية من قبل الجانبين اللبناني أي حزب الله ووقف الخروقات الإسرائيلية بشكل يساعد على تنفيذ القرار 1701.
وفي ما يتعلق بموضوع إنسحاب المجموعات المسلحة إلى 10 كلم شمال الليطاني جرى تغيير المصطلح الى “إعادة التموضع” لمقاتلي حزب الله من دون ذكر المسافة المطلوبة للإنسحاب من المناطق الحدودية. وبحسب المصادر يعتبر تغيير مصطلح إعادة التموضع أمراً هاماً وتطوراً لم تشهده أي مبادرة سابقة.
وتشير المصادر إلى أنه جرى التشديد على أهمية التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ودوره الفاعل بالتعاون مع الدولة اللبنانية، لجهة تثبيت الأمن والإستقرار الذي يهم الفرنسيين حيث يتواجد قرابة 700 جندي فرنسي في عداد قوات اليونيفيل جنوب لبنان ويجب توضيح مهامهم وصلاحياتهم عبر تثبيتها بالتعاون مع الجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية.
أما المرحلة الثانية فتستوجب إعادة النازحين اللبنانيين إلى بلداتهم في الجنوب بالتزامن مع عودة النازحين إلى شمال إسرائيل وتحقيق الإستقرار.
المرحلة الثالثة والتي ستأخذ وقتاً أطول تتضمن تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي والقوات الدولية إضافة إلى ممثلين عن الجيش الأميركي والجيش الفرنسي وهنا يقع الإختلاف عن اللجنة الثلاثية التي كانت تعقد في الناقورة أما مهمة هذه اللجنة الجديدة تعتمد على مسار للتفاوض بشأن حل أزمة النزاع على الحدود لا سيما النقاط 13 المختلف عليها ومشكلة الغجر التي صدر بحقها قراراً في الأمم المتحدة يلزم إسرائيل بالخروج من المنطقة اللبنانية، وكذلك مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.