القاضية جويل أبو حيدر تحمي الأحداث من “السخفاء”!
لا يمرّ ملف يتعرّض للأطفال إلا وتكون القاضي المنفرد في جبل لبنان جويل أبو حيدر أوّل المبادرين.
وفي خطوة لافتة طالبت القاضية مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، بحذف عدد من الحسابات على “تيك توك” وواحد على “انستغرام”، بعدما تبين أن أصحابها يقومون بإنزال فيديوهات مع قصَّر حيث يتم الاستهزاء بما حصل مع القصَّر الضحايا، وذلك عبر تصوير قصّر من قبل مصففي الشعر وهم يرددون عبارة “بتشرب شي؟”، ومن ثم يقوم القصَّر بتمثيل مشاهد وكأنهم يهربون من الصالة.
واعتبرت القاضية أبو حيدر أن هذا الأمر يشكل ضررًا جسيما على الضحايا القصر، الذين على الارجح يشاهدون هذه الفيديوهات، ما يضيف على ألمِهم النفسي ألمًا أشد خطورة.
كما كلفت أبو حيدر مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية الاستقصاء حول رقم هاتف تداول بالصورة المزورة العائدة لقوى الأمن الداخلي والمتضمنة صور القصّر الذين تعرضوا للاعتداء.
وكانت قضية الأطفال الذين تعرضوا للاستدراج من قبل “تيكتوكيرز” ومجموعة من الأطفال الذين تمّ تجنيدهم بعدما تمّ ابتزازهم، قد أثارت جدلاً، خاصة لجهة تسريب هويات القصر ما قد يعرضهم للأذى الجسدي فضلاً عن الأذى النفسي الذي قد يرافقهم لسنين طويلة.
وأثار ملف استغلال الأطفال، موجة من الغضب، ما دفع بعض اللبنانيين إلى المطالبة بحظر تطبيق “تيك توك” في لبنان.
فيما رأى آخرون أنّ الأطفال عرضة للخطر في أيّ تطبيق وليس فقط “تيك توك”، وبالتالي فإنّ التوعية هي الأساس والمراقبة وضبط ما يتابعه القصر عبر هذه المواقع.
وبالعودة إلى القضية، كشفت معلومات “هنا لبنان”، أنّ العصابة تقوم بتجنيد أطفال قصّر مهمتهم إنشاء حسابات أونلاين على “تيك توك” للتعرف على أطفال آخرين واستدراجهم إلى أماكن عدة من ضمنها حفلات خاصة، وذلك بعد إغرائهم بالهدايا حيث يقومون بتخديرهم واغتصابهم، وبعد تصويرهم وإجبارهم على تعاطي المخدرات يهددونهم بنشر الصور.
كذلك أفادت معلومات “هنا لبنان” أنّ عدد الذين عُرفت هويتهم هو 32 شخصًا تمت مراقبتهم من قبل جهاز أمن المعلومات حوالي الشهر تقريبًا.
كما أفيد بأنّ رئيس العصابة تركي الجنسية، إضافة إلى أفراد آخرين من الجنسية التركية هم الأخطر وهم من يعمدون إلى اختيار الأطفال القصر.
ومن بين المتهمين باستدراج أطفال واغتصابهم، أحد المشاهير على منصة “تيك توك” في لبنان يملك صالونًا للحلاقة، بعدما فضحه مؤثر شهير آخر كان قد أوقف قبله، إذ يقوم باستدراج الأطفال عبر tiktok باستغلال شهرته، بحجة تنفيذ فيديو لعرضه على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يدعو الاطفال بعدها للإحتفال بإحدى الحفلات وليتم بعدها تنفيذ جريمة الإعتداء.
كذلك أوقفت طبيب الأسنان ع. ع. بعد اعتراف شابّين باستدراجهما من قبله والاعتداء عليهما.
وبدأت خيوط هذه القضية تتكشّف، عبر دعاوى تقدّم بها ذوو عدد من الأطفال، وعلى أثرها سارعت القوى الأمنية إلى إجراء التحقيقات والتحريات.
إلى ذلك، استنكرت نقابة أصحاب صالونات الحلاقة في الشمال، في بيان، “العمل المشين الذي قام به أحد أصحاب صالونات الحلاقة في بيروت والذي لا يمت إلى الإنسانية بصلة”.
وطالبت الأجهزة الأمنية والقضائية “بإنزال أشدّ العقوبات بحق هؤلاء المجرمين، ومن المعترف فيه أننا كأصحاب الصالونات لدينا ثقة كاملة مع الزبائن وخاصّة صالونات الأطفال”.
وعبّرت عن تضامنها مع أهالي الأطفال المظلومين، مطالبةً وزير الداخلية باتّخاذ أشدّ العقوبات بحق المجرمين.