طهران تُشيع رئيسي.. والعين الآن على “رجل الظل”!
أدى المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجنازة، اليوم الأربعاء، على جثمان الرئيس إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحية مع سبعة مسؤولين بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. وتجمّعت الحشود في “جامعة طهران” ومحيطها حيث أمّ المرشد الأعلى الصلاة على الجثامين.
وكانت إيران قد بدأت أمس تشييع رئيسي بمشاركة آلاف الموالين للنظام في تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية.
وتستمر المراسم حتى يوم غد الخميس، حيث سيوارى جثمان الرئيس الإيراني الثرى في مشهد وهي مسقط رأسه في شمال شرق إيران.
وحضر الجنازة كبار قادة الحرس الثوري الإيراني. وكان بين الحضور أيضا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي حركة حماس.
وبالتزامن مع الحداد، حضر مسؤولون إيرانيون كبار، بينهم الرئيس المؤقت محمد مخبر، مراسم افتتاح الدورة الجديدة لمجلس خبراء القيادة الذي كان رئيسي أحد أعضائه، ووُضعت صورة رئيسي على كرسي شاغر.
وبموازاة ذلك، مرر البرلمان الإيراني تعديلاً لقانون الانتخابات الرئاسية لإجرائها بناء على قرار الحكومة في 28 يونيو (حزيران) المقبل.
رجل الظل
بعد مصرع الرئيس الإيراني الخليفة المحتمل للمرشد الأعلى علي خامنئي في حادث تحطم مروحية، تُسلط الأضواء الآن على نجل المرشد مجتبى.
ويتولى مجلس خبراء تعيين المرشد الأعلى في هذا المنصب مدى الحياة ليتخذ القرارات بشأن جميع القضايا الحاسمة، بما في ذلك السياسة الخارجية للبلاد. ويتولى علي خامنئي (85 عاما) هذا المنصب منذ وفاة الخميني عام 1989.
ومنذ أن أصبح مرشدا للجمهورية قام خامنئي بتعيين رئيسي “المقرب منه منذ فترة طويلة”، في عدة مناصب مهمة منها رئاسة النظام القضائي، حسبما أفاد مدير مركز أبحاث الشرق الأوسط والنظام العالمي علي فتح الله نجاد ومقره برلين، وإن كان “من الصعب جدا التكهن” حول ما إذا كان قد قرر أن يكون خلفه.
وقال المحللان علي فايز ونيسان رافاتي في مذكرة من مجموعة الأزمات الدولية: “فقط حفنة من كبار القادة كانوا يعرفون ما هي فرص رئيسي لأن يصير المرشد الأعلى التالي”. وأضافا “إذا كان مرجحا أن يتولى المنصب فإن مصرعه يترك علامة استفهام كبيرة حول خلافة” خامنئي.
وبحسب ما أوردت وكالة “فرانس برس”، فإن الأنظار تتحول الآن إلى نجل المرشد مجتبى خامنئي (54 عاما)، رجل الظل الذي يتمتع بنفوذ كبير، والشخصية التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات. ويقول علي فتح الله نجاد “يسعى خامنئي منذ فترة طويلة إلى تعيين ابنه خلفا له” حتى لو أن فكرة “توارث الحكم” غير محبذة داخل النظام. وأضاف “لكن مع مصرع رئيسي أعيد خلط أوراق خلافة خامنئي، وعاد تركيز الاهتمام على مجتبى”.
يقلل مجتبى خامنئي من ظهوره علنا، ونادرا ما يُذكر في وسائل الإعلام وهو لا يحظى بمنصب رسمي. ويقول محللون إنه الرجل الثاني في مكتب المرشد الأعلى، خلف المرشد محمد غولبايغاني.
وتجلت أهميته بعد العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية عليه عام 2019، معتبرة أن علي خامنئي “فوضه بعض مسؤولياته”. ويعتبر مجتبى “أهم مرشح” ويحظى “بنفوذ كبير خلف الكواليس” على حد قول سوزان مالوني من معهد “بروكينغز”.
ومع ذلك، لا يستبعد المحللون طرح اسم آخر مستشهدين على وجه الخصوص بعلي رضا عرفي العضو في مجلس الخبراء ومجلس الحرس الثوري، الجناح المسلح للنظام.