توجه لتفكيك مخيمات للسوريين في الشمال.. وإجراءات جريئة للأمن العام
أثارت عدم مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مؤتمر بروكسيل الثامن بشأن “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” الكثير من الأسئلة.
لكن مصادر رسمية متابعة للملف أوضحت لصحيفة “الجمهورية” أن مؤتمر بروكسيل يعقد على المستوى الوزاري لا الرئاسي، وقد سبق أن عقد على هذا المستوى خلال السنتين الماضيتين وشارك فيه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
إجراءات جريئة للأمن العام
وبدأ الأمن العام بتفيذ إجراءات بحق النازحين السوريين غير الشرعيين في كافة المناطق، وفي السياق ذكر مصدر نيابي بقاعي لـ “هنا لبنان” أنّ الإجراءات التي يقوم بها الأمن العام في البقاع ضدّ السوريّين الذين لا يحملون أوراقاً قانونيّة بدأت تعطي مفعولها في أكثر من بلدة في محافظة بعلبك الهرمل.
ووصف المصدر هذه الإجراءات بالجريئة، وهي الأولى من نوعها منذ بدء النزوح السوري إلى لبنان.
وفي الإطار نفسه، يتم على العمل على تفكيك مخيمات للنازحين السوريين في قضاء الكورة في شمال لبنان، بعد نجاحها في تفكيك واحد من أكبر المخيمات في المنطقة وإخلاء مجمع كبير للسوريين كان يقطنه نحو 1500 سوري.
وجرى تفكيك مخيم النازحين السوريين قرب مجمع “الواحة”، بدعم سياسي من حزبي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” اللذين شارك ممثلان عنهما في عملية تفكيك المخيم مساء الاثنين، بحسب ما أوردت صحيفة “الشرق الأوسط”.
تفكيك هذا المخيم لن يكون الأخير، إذ اتفق الحزبين على استكمال هذه المهمة، إذ قال عضو تكتل “لبنان القوي” جورج عطا الله خلال تفكيك المخيم، إن “الخطوة التالية هي عقد اجتماع نهاية الأسبوع الحالي، وسنضع خلاله جدولاً بالقرى اللاحقة، وسننهي هذا الملف، فنحن نعمل على إخلاء منطقة الكورة من الوجود غير الشرعي للسوريين أو غيرهم من الجنسيات الأخرى”.
مطلب وزير الداخلية محقّ
غير أن هذه الإجراءات أثارت حفيظة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ودفعها لمخاطبة وزارة الداخلية اعتراضاً عليها.
وفي السياق، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان UNHCR ايفو فرايسن، “ما كان ليتخطى حدوده وصلاحياته في التعاطي مع سيادة لبنان، لو لم يكن قد اعتاد على عدم وجود مسؤولين بمستوى رجال دولة قيمين على كرامة ومصالح لبنان واللبنانيين”.
وشدد كرم في حديث لـ”الأنباء الكويتية” على أن “المطلوب من الـ UNHC، وقف المساعدات للسوريين في لبنان، ووضع خطة سريعة لعودتهم إلى بلدهم، على أن تقدم لهم المساعدات على الأراضي السورية التي أصبحت في معظمها آمنة وجاهزة لاحتضان أبنائها”.
وردا على سؤال، أكد كرم أن مطالبة وزير الداخلية باتخاذ إجراءات قانونية بحق رئيس مكتب المفوضية السامية، “محقة وعادلة وتحاكي كرامة لبنان واللبنانيين”.
في الموازاة، أفادت معلومات صحيفة “الجمهورية” بأن وزير المهجرين عصام شرف الدين سيلح على مجلس الوزراء في أقرب فرصة ضرورة ان يتم تكليف وفد رسمي موسع بزيارة سوريا وسيبدي كذلك استعداده الشخصي لزيارتها من أجل تفعيل التعاون الرسمي بين البلدين في شأن إعادة النازحين، على أن يبحث كل وزير ضمن الوفد المفترض مع نظيره السوري في القضايا العالقة التي من شأن معالجتها تسهيل تلك العودة، ومنها ما يتصل بترحيل المساجين في لبنان ومعالجة مسألة المتخلّفين عن خدمة العلم وحل مشكلة مكتومي القيد وضبط الحدود البرية.
وتعليقًا على التنبيه الذي وجهه وزير الخارجية الى ممثل مفوضية اللاجئين، قال شرف الدين: “نحن نشد على يده، ولكن ما فعله غير كاف، والمطلوب ان نفرض على المفوضية الأمور الآتية:
– إعطاء الحوافز للسوري في بلاده وليس في لبنان بغية تشجيعه على العودة.
– تشكيل لجنة ثلاثية بين لبنان وسوريا والمفوضية لأنها ضرورية جدًا من أجل دحض الإدعاءات بأن بعض العائدين يتعرضون إلى مضايقات أو ملاحقات، على أن تنبثق منها لجان فرعية في المناطق السورية تتولى متابعة شؤون النازحين الذين يرجعون إلى بلادهم والتأكد من حسن سير أحوالهم.
– طلب فتح المنافذ البحرية أمام النازحين الراغبين في التوجه إلى دولة ثالثة، بعد تنظيم رحلات آمنة لهم بواسطة السفن، علمًا ان غالبية النازحين المتواجدين في لبنان يفضلون هذا الخيار، وليس هناك من داعٍ لكي تقلق قبرص أو غيرها من الدول الأوروبية إذا جرى إطلاق مثل هذه الرحلات، لأن النازحين يمكن أن يتوزعوا على 194 دولة منضوية تحت لواء معاهدة حقوق الإنسان، ما يعني أن حصة كل دولة لن تتعدى بضعة عشرات الآلاف.”
مواضيع ذات صلة :
مخيمات النازحين وتفاقم الأوبئة | “إخلاء مخيمات السوريّين” على سكّة التنفيذ.. قرارات الدولة أقوى من “الإملاءات”! | “اليونيسف”: نواصل تقديم خدمات المياه بمخيمات السوريين |