“الخماسية” تسعى إلى تذليل العقبات.. وفي هذه الحالة سينتهي عملها!
أطلقت “اللجنة الخماسية” إنذرها الأخير للكتل النيابية خلال جولتها الأخيرة، للمبادرة إلى تقديم التسهيلات المطلوبة لإخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزّم.
ودعت “الخماسية” في بيانها للتشاور، دون ذكر الحوار، وأكدت أن السفراء لن يتدخلوا في مَنْ يدعو للتشاور أو يرعاه، ويتركون القرار في هذا الخصوص للكتل النيابية، وأن دورهم يقتصر على تسهيل انتخاب الرئيس.
وفيما يتم الحديث عن يأس “الخماسية” من عدم نجاح محاولاتها المتكررة للوصول إلى توافق بين الكتل حول رئيس، شدد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى على أن عمل اللجنة الخماسية مستمر عبر نهج واضح يتناسب مع الواقع اللبناني وعلى أنها تواصل مشاوراتها مع مختلف القوى السياسية.
وأشار موسى في حديث تلفزيوني اليوم، إلى أن عمل اللجنة مستمر دائماً ولو في خطوات غير كبيرة احياناً خصوصاً أن ليس كل ما تفعله يعلن عنه، قائلا: “حوارنا مع الكتل السياسية يؤكد انهم على استعداد ولو بدرجات متفاوتة إلى إحداث خرق”.
كما لفت إلى أن “كل الآراء التي تلقيناها عقب البيان الأخير كانت ايجابية وتشجيعية ما دفعنا للذهاب نحو خطوات أبعد”، مشيرًا إلى أن “الخماسية” تسعى الى تذليل العقبات.
وأكد أن “اليأس” غير موجود في العمل السياسي وللخماسية قناعة بأن الحل سيأتي من داخل لبنان وهي موجودة فقط للمساعدة على ذلك.
وأضاف موسى: “ما لمسناه هو أن مساحة عدم الثقة بين الاطراف السياسية كبيرة ما يجعلها متوجسة من بعضها البعض واذا حصلت الخماسية على التزام كامل من القوى السياسية يمكن عندها ان تتقدم بوضع ضمانات معينة وبالتالي الطمأنة مرتبطة بالتزام القوى السياسية وبالتوافق”.
إلى ذلك، أكدت مصادر مقربة من اللجنة الخماسية لـ “الأنباء” الكويتية وجود “نافذة أمل” تعول عليها اللجنة في مساعيها لانتخاب رئيس للجمهورية بغطاء دولي ممنوح لها، دون التقيد بمهلة زمنية باعتبار أن الجهد الديبلوماسي لا يحده زمان أو مكان.
وشددت المصادر على أن لقاءات الخماسية مع القوى السياسية اللبنانية ستستمر “لشعورها بأن الجميع يريد التعاون وانتخاب رئيس، رغم التباين في وجهات النظر الذي يذلل ببطء، ويحتاج إلى ضغط مضاعف لتليين مواقف البعض وتقريب وجهات النظر في الرؤية الوطنية”.
واعتبرت المصادر “أن الحديث عن انتخاب رئيس بتحديد مهل لا دقة له لمخالفته مضمون الدستور”.
وأضافت: “ما يصدر رسميا من الجهات المعنية بالانتخاب هو الموقف الرسمي، وغير ذلك تكهنات وتحليلات وآراء ومعلومات غير دقيقة مبنية على معطيات حوارية غير مكتملة”.
ولفتت إلى ان الاستحقاق الرئاسي “مر بالعديد من المحطات المهمة والتوقعات والمهل ولم يتحقق الانتخاب، لتعثره في مطاف المشاورات وتدخل بعض الجهات الفاعلة على خط العرقلة لتحقيق مكاسب سياسية”.
زيارة لودريان.. ها تنجح؟
بالموازاة، يتنظر لبنان زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان يوم الثلاثاء للقاء غالبية المسؤولين والكتل والبحث معهم في كيفية تطوير المسار السياسي للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وسيبحث لودريان كيفية الدعوة لعقد جلسات التشاور أو النقاش بين الكتل في ظل إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يترأس الجلسة بنفسه، كما سيبحث في الخيارات المتاحة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، إما من خلال المواصفات التي تم الحديث عنها سابقاً، أو من خلال التفاهمات التي يمكن للقوى المختلفة أن تندفع إليها.
هذه لودريان قد تؤسس إلى مسار جديد تعتمده “الخماسية” للوصول إلى تسوية جدية، ولكن في حال فشل أهدافها وعدم تحقيقها أي نتائج، فحينها سينتهي عمل اللجنة الخماسية أو ستتفكك وستبدأ كل دولة العمل إما بشكل فردي، أو ثنائي بالتنسيق مع أي دولة أخرى.
مواضيع ذات صلة :
“الخماسية” في قصر الصنوبر! | “الخماسيّة” تعاود حراكها… وجهود دولية جديدة لتحريك الملف الرئاسي | السفير المصري من عين التينة: الحوار بين الخماسية والأطراف اللبنانية سيؤدي الى إنفراج بالملف الرئاسي |