بشاعة المنتقدين وجمال هيفا وهبي!

فن 29 أيار, 2024
هيفا

ألا يحقّ لهيفا وهبي أن تكبر؟ ألا يحقّ لها أن تتباهى بتجاعيدها، بلمسة التقدّم بالعمر التي أضفت على وجهها جاذبية رقيقة! ألا يحق لها أن تلتقط صورة غير موفقة وأن تظلمها الإضاءة فتقل درجات جمالها درجة! نعم يحقّ..

في كل مرة تظلم بها الكاميرا هيفا وهبي، تصبح عرضة للانتقاد فننسى أنّها أيقونة الجمال والأنوثة، وننسى أنّها المرأة التي خطفت بجاذبيتها القلوب والعقول!

في كل مرة تحاك إشاعة ضدها، ترشق، وكأنّ الحجارة معدّة سابقاً لأذيتها.

ولكن المشهد جاء هذه المرة مختلفاً، فالعدسات لم تظلم هيفا، والإشاعات لم تطلها، بل العكس كنا أمام حقيقة رقيقة، لطيفة، حقيقة سيدة قدمت لنا سنوات من الفرح، سيدة حينما ننظر إلى وجهها لا نرى إلّا الجمال، سيدة قدمت للأنوثة معاني مختلفة وأثبتت أنّها والجمال “مرادفان”.

جريمة هيفا هذه المرة، أنّها أرادت أن تكون عكس المألوف، فعادة ما تخجل الجميلات من تجاعيدهن، فيعملن على تخبئتها تارة بالمساحيق وطوراً بالفيلتر وتعديل الصور، هيفا قررت أن تتحرر مما هو معتاد، وأن تظهر بتجاعيدها الرقيقة التي لم تنتقص شيئاً من جاذبيتها، قررت أن تكون حقيقية، وأن تقول لنا، نعم الجمال يكبر ولكن لا يبهت، الجمال ترسمه التجاعيد دون أن تذيبه!

صورة هيفا، قوبلت بنقد عنيف، سخرية، تنمرّ، وتعليقات أقل توصيف لها “البشاعة”. تعليقات لا تمت لا للأخلاق ولا للمنطق بصلة.

ولكن لنكن واضحين، المشكلة ليست الصورة، ولا التجاعيد، فحتى الكارهون لا ينكرون بينهم وبين أنفسهم أنّ هيفا في كل حالاتها جميلة، لذا فالمشكلة الحقيقية هي في هيفا، المرأة التي تحدّت واستطاعت أن تحقّق نجاحات متتالية، المرأة التي وضعت لنفسها طموحاً وحققته والتي صنعت لنفسها اسماً لا يحتمل الجدل!

مشكلتنا هي هيفا، الأنثى الحقيقية الواثقة، في مجتمع لا يرى بالمرأة إلا ضعفاً وانكساراً، مشكلتنا أننا تخطينا بشاعة أزمات الوطن وركزنا بتجاعيد رسمت خطوطاً بالكاد تلحظ.

والمشكلة الأكبر، هو القدرة على الأذية والترصد لهيفا وكأننا في قمة “الراحة” ولسنا في وطن يغرق حرفياً كل يوم بمشاكله، ومع كل ما نعانيه من انهيار سببه بشاعة السياسيين وسوداوية قراراتهم، نستطيع أن نتخطّى كل ذلك فيصبح هدفنا صورة هيفا وهبي! ويا ويلها هيفا منا!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us