معمل الذوق الحراري: قنبلة موقوتة جديدة؟

ترجمة هنا لبنان 30 أيار, 2024

كتبت Joanne Naoum لـ“This is Beirut”:
بينما كان اللبنانيون يحاولون لملمة شتاتهم عقب الإنفجار ال مدمر الذي أطاح بمرفأ بيروت في العام 2020، جاءت الأخبار حول وجود نيترات الأمونيوم في معمل ذوق مكايل الحراري في كسروان في جبل لبنان كالصاعقة. وترافقت هذه الأخبار مع توترات كبيرة وأيقظت في النفوس الخوف من كارثة جديدة محتملة!
فعلى الرغم من مرور أربع سنوات على انفجار بيروت، لم يحاسب أي مسؤول لبناني إذ تعرض التحقيق للعرقلة، وإهمال الدولة قد يعطي فكرة عما قد يحصل في ذوق مكايل. أما اليوم، فالخوف مضاعف مع انتشار أخبار حول تخزين مواد خطرة في مصنع الذوق بسبب الصراع المستمر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
في هذا السياق، أكد رئيس بلدية ذوق مكايل جوزيف بعينو في حديث لـ This is Beirut  على عدم وجود نترات الأمونيوم في المنشأة. لكنه لفت إلى تخزين العديد من المواد التي تمثل خطراً في حال وضعت على مقربة من بعضها البعض. هذا عدا عن أنّ بعضها منتهية الصلاحية.
بعينو أوضح أنّ هذه المواد قد تهدد بحصول انفجار في حال حدوث سيناريوهات مثل التخريب أو الحرب أو ارتفاع الحرارة، مقدراً الكمية المخزنة بما بين 50 إلى 60 طناً. ولفت إلى أنّ هذه المواد تمثل مصدر قلق منذ انفجار مرفأ بيروت قبل أربع سنوات. وعليه، فقد تم تنبيه مديرية الجيش ومؤسسة كهرباء لبنان والجهات المعنية. ولهذا الغرض، سعى الجيش اللبناني لنقل المواد وإرسالها إلى الخارج للتخلص منها. “لكن المواد لا تزال موجودة”، وفق بعينو.
رئيس البلدية أكد على أنّ هناك مراسلات “إيجابية” عديدة بينهم وبين وزارتي الدفاع والداخلية ومكتب رئيس الحكومة والجيش اللبناني، لمعالجة الخطر وإزالة المواد التي تثير القلق. وأشار إلى أنه كان يعتقد أنّ المواد أزيلت بالفعل، ولذلك لم يتابع الأمر. لكن عندما كشف وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي قبل شهرين عن أنّ مواد خطيرة لا تزال مخزنة هناك، اختبروا التعقيدات التي تشوب التخلص منها.
من جانبه، أوضح رئيس هيئة الشراء العام جان العلية لـ This is Beirut بأنّ القانون يقتضي إزالة المواد الخطرة فوراً ودون تأخير. وأبلغت الهيئة وزارة الطاقة ووسائل الإعلام بأنه في حال كانت المواد خطرة ولا يمكن انتظار المناقصات التي تستغرق وقتاً، يقتضي القانون إزالتها الفورية. وأضاف أنّ “هناك آليات قانونية للتعاقد المباشر وبأسعار مناسبة لضمان سرعة إزالة هذه المواد”.
العلية أصر على أنه على الرغم من أنّ هذا لا يقع ضمن نطاق الخبرة المباشرة لهيئة الشراء العامة، تم إرسال بيان لوزارة الطاقة لمعالجة الخطر. وطمأنت مؤسسة كهرباء لبنان ال الأربعاء أنّ المواد الكيميائية الموجودة في معمل الزوق غير متفجرة وغير قابلة للاشتعال بناء على تقييم السلطات الأمنية والشركة الألمانية CombiLift، وبالتالي لا تشكل أي خطر على السلامة العامة. وسبق أن أعلنت هذه التوضيحات في شهري آذار ونيسان 2022. وطلبت مؤسسة كهرباء لبنان من بلدية زوق مكايل تقديم أي دليل علمي يثبت خطورة هذه المواد الكيميائية، لكنها لم تتلقّ رداً حتى الآن.
وينظم أهالي الذوق تظاهرة مرتقبة يوم غد الجمعة عند الساعة السابعة مساءً للمطالبة بالإزالة الفورية لجميع المواد الكيميائية الخطرة، “التي قد تؤدي إلى عواقب كارثية”. وشارك رئيس رابطة أهالي الذوق بول زيتون قلق الجمهور إزاء عدم التحرك لمنع وقوع كارثة قد تطال المنطقة من الدورة إلى جبيل. وقال إنّ “احتمال التصعيد وارد في حال عدم الحصول على رد من السلطات”، مضيفاً: “أطفالنا وعوائلنا في خطر وهذا يستدعي منا جميعاً التكاتف لتحقيق هدفنا المتمثل بإبعاد الخطر عن منطقة كسروان بأكملها”. لكنه أبدى استغرابه من التغيير في موقف رئيس بلدية ذوق مكايل الذي أكد عدم وجود مواد كيميائية خطيرة، متسائلاً عن السبب وراء هذا التغيير “المفاجئ”.
وأضاف أنّ الجمعية تعتقد على الرغم من التصريحات الأخيرة لرئيس البلدية، أنّ التهديد الموجود كبير وتؤكد على ضرورة رصّ الصفوف والعمل بشكل حاسم لمنع وقوع كارثة شبيهة بانفجار مرفأ بيروت.
وبانتظار أن تتحمل الأطراف المعنية مسؤولياتها وفي ظل اليقين بإمكانية تجنب وقوع كارثة جديدة، يبقى الأمل بأن تدفع ذرة من الضمير المسؤولين للتحرك بأسرع وقت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us