هجوم السفارة.. الامتحان الأمني الصعب


خاص 5 حزيران, 2024

الحادث الخطير بتوقيته ودلالاته، وضع الأجهزة العسكرية والأمنية أمام أمرين بالغي الأهمية، الأول تشديد الإجراءات حول السفارة الأميركية وكل السفارات والبعثات الدبلوماسية في لبنان، والثاني استكمال التحقيقات الأولية بشكل سريع، وكشف ملابسات العملية والجهة أو الجهات التي تقف وراءها وخلفيتها

كتب يوسف دياب لـ “هنا لبنان”:

أعاد الهجوم العسكري على مقرّ السفارة الأميركية في عوكر، الوضع الأمني في لبنان إلى الواجهة، ورسم علامات استفهام كبيرة حول هذا الاختراق وسهولة وصول منفّذ العملية إلى مقرّ السفارة متخطياً الإجراءات المشددة في منطقة تحظى بعناية أمنية فائقة.

الحادث الخطير بتوقيته ودلالاته، وضع الأجهزة العسكرية والأمنية أمام أمرين بالغي الأهمية، الأول تشديد الإجراءات حول السفارة الأميركية وكل السفارات والبعثات الدبلوماسية في لبنان، والثاني استكمال التحقيقات الأولية بشكل سريع، وكشف ملابسات العملية والجهة أو الجهات التي تقف وراءها وخلفيتها رغم أنّ منفذها قال للجيش اللبناني لدى القبض عليه وقبل أن يفقد وعيه بسبب الإصابة البليغة “نفّذتُ العملية نصرة لغزّة”.

وعلم “هنا لبنان”، أنّ النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار وضع يده على التحقيق وكلّف مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، جمع المعطيات حول هذا الحادث”.
في وقت انتقل مفوض الحكومة لدى لمحكمة العسكرية المناوب القاضي هاني الحجار إلى موقع الحادث في عوكر، وأجرى كشفاً ميدانياً واطّلع على الإجراءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، كما زار المكان مفوض الحكومة بالإنابة القاضي فادي عقيقي واستطلع الوضع على الأرض.
وأكد مصدر أمني لـ “هنا لبنان”، أنّ القاضي هاني الحجار “طلب جمع كاميرات المراقبة المثبتة على سور السفارة وعلى المباني القريبة منها والمباشرة بتحليلها، وتحديد الجهة التي قدم منها منفذ العملية، وهو سوري الجنسية يدعى قيس فراج، ويقيم في منطقة البقاع”.

تعدّدت الروايات حول عدد المسلحين الذين نفذوا الهجوم، ونفى المصدر الأمني ما تردد عن وجود ثلاثة أو أربعة مسلحين هاجموا مبنى السفارة، وقال “كل المعلومات وصور الكاميرات تبيّن أنّ منفذ العملية شخص واحد يدعى قيس فراج (سوري الجنسيّة) ويقيم مع عائلته في بلدة الصويري البقاعية، وأنّ الأخير انتقل من البقاع إلى بيروت عبر حافلة لنقل الركاب وكان يخبئ السلاح الذخيرة داخل حقيبة “هاند باغ”، ومن بيروت تنقل بواسطة سيارات أجرة إلى منطقة عوكر، وعلى بعد مئات الأمتار ترجل من السيارة ودخل سيراً على الأقدام بين الأحراج حيث أخرج الرشاش والجعبة واقترب من سور السفارة وبدأ عملية إطلاق النار”. وأشار المصدر إلى أنّ المنفذ “ظلّ يطلق النار لنحو 15 دقيقة ثم اشتبك مع الجيش اللبناني الذي أطلق النار عليه، وبالفعل تمكن المهاجم من إصابة سور السفارة والمدخل المخصص للأشخاص والآخر المخصص للسيارات بعشرات الطلقات النارية”.

ونفّذ الجيش والقوى الأمنية مداهمات في بلدة الصويري البقاعية، حيث يقيم قيس فراج مع عائلته، وأفادت المعلومات عن “توقيف شقيق منفذ الاعتداء ليس كمشتبه به، بل للحصول على معلومات عمّا إذا كان قيس ينتمي إلى تنظيم إرهابي، أو إذا كانت لديه خلية أمنية تعمل على الأراضي اللبنانية”.

وأظهرت هذه العملية الخطيرة في توقيتها ودلالاتها، مدى الانكشاف الأمني في البلاد، وأحيت المخاوف من وجود خلايا أمنية نائمة جرى التحذير منها سابقاً، واعتبر المصدر الأمني أنّ “عملية من هذا النوع ترتّب أعباءً أمنية جديدة على لبنان، وتستدعي حالة يقظة واستنفار وحذر من إمكان استفادة جهات خارجية من التوتر الكبير على الجبهة الجنوبية، وملاقاتها بمحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في الداخل، خصوصاً وأنّ لبنان على أبواب موسم اصطياف واعد”. وسأل المصدر “هل هناك رغبة باضطرابات أمنية داخلية تتقاطع مع التسخين الإسرائيلي في الجنوب؟”، ويجيب “كل الاحتمالات قائمة، لكن المسؤولية الأكبر على الدولة لقطع الطريق على محاولات ضرب الأمن والاستقرار الذي ربما يزعج كثيرين في الجوار”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us